أسواق الأسهم هبطت الأسواق العالمية هذا الأسبوع بسبب بلوغ أسعار النفط لأرقام قياسية جديدة والمخاوف المصاحبة لارتفاع معدلات البطالة. وقد انخفضت الأسهم الأمريكية عقب الإعلان عن ارتفاع معدل البطالة الذي سجل أكبر قفزة خلال 22عاماً وذلك خلال شهر مايو المنصرم. وأغلق سوق الأسهم الأمريكية على انخفاض هذا الأسبوع حيث هبط مؤشر داو جونز بنسبة 3.4% تلاه مؤشر إس آند بي 500ثم مؤشر ناسداك اللذان انخفضا بنسبة 2.8% و 1.9% على التوالي. وفي بريطانيا انخفض مؤشر فاينانشيال تايمز 100للأسهم القيادية البريطانية بنسبة 2.4%. وباستثناء السوق الياباني الذي أغلق الأسبوع مرتفعاً بأكثر من 1%، فقد شهدت بقية الأسهم الآسيوية هبوطاً على إثر المخاوف من أن تؤدي اتساع رقعة خسائر سوق الائتمان وتصاعد تكاليف الوقود إلى التأثير سلباً على أرباح الشركات. وشهد سوق الهند أكبر الخسائر من بين جميع الأسواق الآسيوية إذ هبطت أسهمه بنسبة 5.1% تلاه سوق الصين الذي انخفض بأكثر من 3% بينما سجل سوق هونج كونج تراجعاً طفيفاً مقارنة بالأسواق الأسيوية الأخرى إذ بلغت نسبة انخفاضه 0.5%. الولاياتالمتحدة كان العامل الرئيسي وراء انخفاض أسهم الشركات المتداولة في السوق الأمريكية هو المخاوف المرتبطة بالبطالة وأسعار النفط. فقد أظهر التقرير الذي صدر عن وزارة العمل الأمريكية أن القفزة التي حدثت في معدل البطالة تعتبر الأعلى خلال 22عاماً. فقد ارتفع معدل البطالة في شهر مايو إلى 5.5% مقارنة بمعدل 5% في شهر أبريل. وأوضح التقرير المذكور أيضاً أن الاقتصاد ظل يسجل انخفاضاً في الوظائف بشكل مستمر للشهر الخامس على التوالي. فقد تخلص أصحاب العمل من أكثر من 49.000وظيفة خلال الشهر الماضي مقارنة ب 28.000خلال شهر أبريل مما رفع إجمالي عدد الوظائف المفقودة إلى 324.000منذ بداية العام. علاوة على ذلك، فقد تراجعت الأسهم الأمريكية نتيجة للارتفاع في أسعار النفط التي سجلت رقماً قياسياً جديداً هذا الأسبوع. وعلى صعيد مؤشرات الأسواق الأمريكية فقد أغلق مؤشر داو جونز الأسبوع منخفضاً بنسبة 3.4% أو بمقدار 429نقطة ليغلق عند مستوى 12.209.81نقطة. وسجل مؤشر ناسداك المركب انخفاضاً بمقدار 48نقطة أو بنسبة 1.9% ليغلق عند مستوى 2.474.56نقطة. كذلك فقد هبط مؤشر ستاندرد أند بورز 500بنسبة 2.8% خلال الأسبوع ليغلق مقترباً من أدنى مستوى له منذ شهرين. وقد خسر هذا المؤشر أكثر من 40نقطة وأغلق الأسبوع منخفضاً عند مستوى 1.360.68نقطة. ويتعين على المستثمرين في الأسهم الأمريكية فحص ودراسة مجموعة كبيرة من البيانات الاقتصادية لتحديد اتجاه السوق. وخلال الأسبوع القادم، يتوقع أن يتأثر أداء الأسواق المالية الأمريكية بالمزيد من البيانات حول الميزان التجاري والميزانية وأسعار التجزئة ومطالبات الإعانات المقدمة من العاطلين عن العمل. آسيا في وضع شبيه بما كان عليه الحال في الأسبوع الماضي، سجلت جميع أسواق الأسهم الآسيوية- باستثناء السوق الياباني- انخفاضاً هذا الأسبوع متأثرة بأسعار النفط المرتفعة والمخاوف المتعلقة بالتضخم. للأسبوع الثاني على التوالي، سجلت الأسهم اليابانية ارتفاعاً على إثر الدعم الذي تلقته أسهم شركات الطاقة والتعدين من أسعار السلع المرتفعة. وسجلت شركة إنبكس هولدنغز، أكبر شركات استكشاف النفط في البلاد، أكبر ارتفاع لها خلال أكثر من أسبوعين . وأسهمت شركة ميتسوبيشى كوربوريشن، التي تحقق أكثر من نصف أرباحها من تجارة السلع، في رفع أسعار أسهم الشركات التجارية. أما شركة سوميتو مو للصناعات المعدنية فقد تصدرت الارتفاع في أوساط شركات صناعة الحديد والصلب بسبب التوقعات التي تشير إلى أن الطلب العالمي على هذه المنتجات سيرفع الأسعار. وقد سجل مؤشر نيكاي 225ارتفاعاً بأكثر من 1% أو ما يعادل 150نقطة ليغلق الأسبوع عند مستوى 14.489.44نقطة وتمكن بذلك من خفض خسائره للعام حتى تاريخه إلى 5.3%. هبطت الأسهم الصينية على إثر المخاوف من تصاعد التضخم بسبب أسعار النفط التي بلغت مستوى قياسياً من الارتفاع والزلزال المدمر الذي ضرب شمال غرب إقليم سشوان بتاريخ 12مايو. وقد أدى انخفاض الأسهم إلى تراجع المؤشر القياسي للسوق للأسبوع الثالث على التوالي وسط مخاوف من أن تؤدي أسعار النفط الخام إلى ارتفاع تكاليف الوقود لشركات الطيران والمصافي. وعلى هذا الصعيد، فقد قادت شركة الطيران الصينية المحدودة، أكبر ناقل عالمي للبلاد، والشركة الصينية للبترول والكيماويات، التي تملك أكبر المصافي في الصين، الانخفاض في أوساط الشركات. وسجل مؤشر شنغهاي المركب انخفاضاً بأكثر من 3% ليغلق الأسبوع عند مستوى 3.329.67نقطة. وتجدر الإشارة هنا إلى أن السوق قد فقد تقريبا نسبة 37% من قيمته منذ بداية العام. اتبع سوق هونج كونج نفس الاتجاه الانخفاضي الذي ساد الأسواق الآسيوية ليغلق منخفضاً بنسبة 0.5% عند مستوى 24.402.18نقطة. ظل سوق الأسهم الهندي يعاني من الخسائر خلال الأسبوع المنتهي في 6يونيو 2008على إثر المخاوف من أن تؤثر أسعار النفط الخام العالمية المرتفعة والتضخم المتصاعد بشكل كبير، على النمو الاقتصادي للبلاد. وعلى صعيد متصل، قامت الحكومة هذا الأسبوع برفع سعر البترول بمعدل 5روبيات للتر الواحد وسعر الديزل بمعدل 3روبيات للتر الواحد في محاولة للحد من الخسائر المتصاعدة التي تتعرض لها مصافي النفط المملوكة للحكومة مما يؤدي إلى زيادة التضخم. وتجدر الإشارة هنا إلى أن مؤشر أسعار الجملة قد ارتفع بنسبة 8.24% خلال الإثني عشر شهراً المنتهية في 24مايو 2008، عما كان عليه ارتفاعه السنوي للأسبوع المنصرم الذي كان بنسبة 8.1%. هذا، وقد خسر مؤشر سنستيف الخاص بسوق بومباي للأسهم 843نقطة أو بنسبة 5.1% ليغلق الأسبوع عند مستوى 15.572.18نقطة. أوروبا هبطت الأسهم الأوروبية متأثرة أيضاً بالمخاوف المرتبطة بتصاعد معدل البطالة وأسعار النفط. وسجلت الأسواق الأوروبية أكبر انخفاض اسبوعى لها خلال أربعة شهور بعد أن أدت القفزة الكبيرة في أسعار النفط الخام وبلوغه سعراً قياسياً جديداً هو 138دولارا للبرميل، إلى إثارة المخاوف من أن تؤدي أسعار الوقود المرتفعة إلى خفض أرباح الشركات. وقد انخفض سوق الأسهم البريطاني هذا الأسبوع بقيادة شركة الطيران البريطانية. أما مؤشر فايننشيال تايمز 100فقد هبط بنسبة 2.4% ليغلق الأسبوع عند مستوى 5.906.80نقطة. أسواق النفط قفزت أسعار النفط الخام إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق ليتجاوز سعر البرميل 138دولاراً في بورصة نيويورك نتيجة لضعف الدولار على إثر صدور تقرير أوضح أن معدل البطالة في أمريكا سجل أعلى ارتفاع له خلال عقدين من الزمان مما شجع المستثمرين على شراء السلع كتحوط ضد انخفاض أسعار صرف العملات. علاوة على ذلك، فقد أعلن المحللون أن الارتفاع الحاد في الأسعار كان نتيجة لتصريح صدر عن نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي وجه فيه تحذيراً لإيران بأنها ستواجه هجوماً إذا استمرت في ما أسماه ببرنامجها لإنتاج الأسلحة النووية. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الطلب على البنزين في الولاياتالمتحدةالأمريكية يرتفع عادة خلال موسم الصيف الذي يزداد فيه سفر المواطنين الأمريكيين بالطرق البرية في إجازاتهم السنوية. هذا، وقد قفز سعر النفط الخام (في الصفقات الآجلة) في بورصة نيويورك بنسبة 9% أو بمقدار 11.2ريالاً للبرميل ليغلق الأسبوع عند مستوى 138.55دولاراً للبرميل. أسعار العملات أدى الارتفاع في معدل البطالة والارتفاع القياسي في أسعار النفط إلى تراجع سعر الدولار وعودته إلى اتجاهه الانخفاضي. وسجل الدولار أكبر انخفاض له مقابل اليورو خلال شهرين نظراً لبلوغ معدل البطالة في أمريكا لأعلى مستوى له من الارتفاع خلال عقدين من الزمان وتلميح البنك المركزي الأوروبي باحتمال رفعه لأسعار الفائدة في شهر يوليو. وقد انخفض الدولار بنسبة 1.4% هذا الأسبوع ليصل سعره إلى 1.5778دولار لليورو يوم الجمعة، من 1.5554دولار لليورو بتاريخ 30مايو. إضافة إلى ذلك، فقد هبطت العملة الأمريكية بنسبة 0.6% مقابل الين الياباني ليصل سعر الدولار إلى 104.93ينات مقارنة ب 105.52قبل أسبوع. من جانب آخر، سجل الين الياباني هبوطاً مقابل العملات الرئيسية الأخرى على إثر المخاوف المتعلقة بأسعار النفط المرتفعة ومعدلات التضخم المتصاعدة. فقد خسر الين بنسبة 0.9% مقابل اليورو ليغلق عند مستوى 165.54يناً لليورو، من 164.15يناً الأسبوع الماضي. كذلك انخفض الجنية الإسترليني مقابل اليورو نظراً لخفض المتعاملين لتوقعاتهم بأن بنك انجلترا سيقوم برفع أسعار الفائدة قريباً. وقد تم تداول هذه العملة عند سعر 0.8006جنيه لليورو كما في وقت إغلاق السوق يوم الجمعة، من 0.7847قبل أسبوع. أخيراً، فقد انخفضت العملات الآسيوية هذا الأسبوع نتيجة للمخاوف من أن تؤدي أسعار النفط الآخذة في الارتفاع المستمر الى توسيع العجز التجاري وزيادة معدلات التضخم في المنطقة.