غالباً ما يتفشى الضعف والتأخر الدراسي لدى الطلاب في المرحلة الابتدائية في بعض المواد سواء اللغة العربية قراءة وكتابة واملاء أو الرياضيات أو غيرها ، وينتقل ذلك الضعف ويرافقهم للمراحل التي تليها المتوسطة والثانوية وحتى الجامعية أحياناً ، فكثيراً ما يجد معلمو المرحلة المتوسطة والثانوية صعوبة في تدريس عدد كبير من الطلاب، وقد يضطر المعلم أحياناً الى أن يبدأ مع الطالب من الصفر وكأنه لم يتعلم شيئاً أو يتدرب عليه في المرحلة الابتدائية أو على الأصح لم يحصل على التعليم الكافي في هذه المرحلة وذلك نظراً لضعف تأسيسه فيها، ولأن من يدرس الطلاب فيها أغلبهم أو جلهم ليسوا متخصصين، فقد يدرس معلم يحمل مؤهلاً جامعياً في الاقتصاد أو الادارة أو الاجتماع أو علم النفس أو غير ذلك من التخصصات مواد دراسية ذات أهمية كالتربية الاسلامية أو اللغة العربية أو الرياضيات مما قد يضعف من امكانية وقدرة المعلم في القيام بدوره التربوي والتعليمي كما يجب نحو الطالب، وهذا لا يعني بالطبع ان المعلم غير المتخصص غير مؤهل أو ليس لديه قدرة على التعليم بل قد يؤدي أحياناً ويجيد التدريس أفضل من المعلم المتخصص ولكن ذلك في حالات قليلة، كما أن الطالب يجب ألا يكون مجالاً للتجربة وخصوصاً في هذه المرحلة العمرية التربوية والعلمية الهامة والرئيسة من حياته، هذا بالاضافة الى وجود عدد كبير من خريجي معاهد المعلمين في المرحلة الابتدائية والذين لا يمكن مقارنتهم أو مساواتهم على كل حال بخريجي الجامعات حتى وان كانوا غير متخصصين. واللوم هنا لا يوجه لهذا المعلم غير المتخصص فهو يبحث عن فرصة له في التوظيف وان عين في غير مجاله فلن يمانع في ذلك فهذا أفضل له من أن يبقى بلا مهنة أو وظيفة يؤمن بها مستقبله بإذن الله، بل ان المسؤولية تقع على عاتق وزارة المعارف التي تتهاون في أمر التخصص في المرحلة الابتدائية التي هي كما أسلفت مرحلة البناء والتأسيس وذلك بتعيين معلمين غير متخصصين للتدريس في هذه المرحلة على اعتبار انها مرحلة سهلة في تدريسها ولا تحتاج لجهد وأقل أهمية من غيرها من مراحل التعليم العام على الرغم من انها أصعب وأهم مرحلة، فهي أهم من المتوسطة والثانوية، كما ان تدريس الطلاب فيها يحتاج الى معلم متمكن يبذل جهداً وافراً في تعليمهم. إن اهتمام وزارة المعارف بهذه المرحلة الدراسية الهامة بالنسبة للطالب يوفر كثيراً مما تنفقه الدولة رعاها الله على التعليم من مناهج ومقررات وأدوات ومقاعد دراسية وأموال طائلة البلد بحاجة ماسة لها، كما انه سيجنب أبناءنا بإذن الله الضعف والتأخر من مشوارهم الدراسي وبالتالي يسهل مهمتهم في المراحل التالية لها، ومن جانب آخر فإن كثيراً من نظريات علم النفس ونظريات التعلم أثبتت أهمية المراحل الأولى من حياة الانسان سواء في التعلم والنمو بكافة فروعه الجسمي والحسي والحركي والنفسي والاجتماعي واللغوي وغيرها ، كما ان كثيراً من الدراسات التي أجريت في مجال التأخر الدراسي أكدت ان ذلك التأخر بالاضافة الى الظروف النفسية والاجتماعية والأسرية والقدرات العقلية للطالب يرجع الى ضعف مرحلة التأسيس وقلة الاهتمام بها وهي المرحلة الابتدائية. عمر بن سليمان الشلاش المرشد الطلابي بمجمع الأمير سلطان التعليمي ببريدة