* التقت الجزيرة بحرم سعادة سفيري جمهورية مصر العربية والمملكة المغربية الشقيقتين وعبرتا عن رأيهما بهذه المناسبة, حرم سفير مصر:اختيار الرياض فخر لجميع المثقفين العرب حينما أتكلم عن رؤيتي وتطلعاتي لاختيار مدينة الرياض عاصمة الثقافة لعام 2000 فمن الضروري ان اتحدث عن هذا البلد وماحققه في فترة المائة عام من تحول ثقافي حقق له هذا الاختيار، لابد ان اشير الى الرياض كمدينة تاريخية وثقافية خاصة بعد استعادة الملك عبدالعزيز رحمه الله للرياض وتأسيس المملكة في ملحمة متميزة جمعت بين العزيمة والإصرار فالرياض بما فيها من ابناء أسسوا هذا الصرح الشامخ وطوروه وحافظوا عليه وآن لنا الآن ان نتكلم عن الحاضر والمستقبل وخاصة الرؤية الثقافية، فالمعجزة لم تكن فتح الرياض ولكن المعجزة هي في الصراع مع الزمن واقتحام التاريخ لصنع الحضارة والتغلب على العقبات ثم النهوض إلى قلب الوعي والتقدم والدخول إلى الحضارة الحديثة كما نعيش اليوم حتى جعلتها مركزاً ثقافياً وحضارياً وسياسياً واقتصاديا له اهمية على المستويين العربي والعالمي وحينما نستعرض التقدم الثقافي الذي حققته مدينة الرياض سوف نعرف لماذا تم هذا الاختيار و من هنا بنيت رؤيتي وتطلعي فانتشار الثقافة كان نتيجة انتشار الصروح الثقافية ومنها على سبيل المثال لا الحصر مكتبة الملك فهد لهذا الوطن ومكتبة الملك عبدالعزيز بما تحتويه هذه المكتبات من مجلدات وكتب وموسوعات ووسائل سمعية وبصرية حديثة وما تقيمه من ندوات ومحاضرات ساعدت في انشار الثقافة وايضا هناك من الصروح الثقافية المراكز الثقافية مثل مركز الأمير سلمان الاجتماعي وغيره من المراكز التي تقدم خدمات تحت مظلة تسعى الى الرقي لمفهوم الخدمات والانشطة الثقافية والترفيهية وصولا إلى استقطاب فئة اجتماعية عريضة لتكون هذه المراكز نافذة جيدة للمزيد من تحسين المستوى الثقافي والقدرات العلمية والأدبية لجميع الفئات العمرية, وهناك ايضا النشاط المتزايد للجمعيات الخيرية النسائية مثل جمعية النهضة النسائية وجمعية الوفاء الخيرية وهي جمعيات تهدف الى تنمية قدرات المرأة وتوجيهاً بما يتلاءم وتعاليم الشريعة الإسلامية وتنظيم نشاطها من خلال اسلوب العمل التطوعي المتطور وايضا رعاية الأمومة والطفولة والمساعدة في رفع مستوى الاسر من جميع النواحي, وهناك ايضا التعليم وزيادة المراكز التعليمية على جميع المستويات او الجامعات وايضاً الزيادة المضطردة في تعليم البنات وهناك نشاطات أخرى ثقافية تمارس نشاطها بشكل متواصل مثل تنظيم المعارض الفنية وتنظيم المهرجانات المسرحية والفلكلورية وايضاً نشاطات النوادي الرياضية وهناك ايضاً جمعيات للثقافة والفنون التي تعتبر ملتقى للفكر والادب والفن تحتضن نشاطاتهم وتنشر ثقافاتهم وهناك المراكز الإعلامية واهمها الصحافة فهناك الصحف اليومية والمجلات الاسبوعية والشهرية وايضا الصحف الناطقة باللغة الانجليزية وهناك ايضاً المهرجانات الثقافية للتراث والثقافة مثل مهرجان الجنادرية بمافيه من نشاط ثقافي وفني وتراث حيث تعقد الندوات الفكرية والادبية وتقام الأمسيات الشعرية وتلقى المحاضرات الثقافية والعروض المسرحية والمعارض وتضم ايضا نشاطات نسائية مختلفة وفي هذا المهرجان يحضر وفود من جميع انحاء العالم لمشاهدة هذا المهرجان حتى يطلعوا على ماوصلت اليه الثقافة السعودية من رقي وتقدم ومن هنا اكتسبت الرياض لقب عاصمة الثقافة بما فيها من تقدم ثقافي انعكس على ابنائها فمازالت الثقافة هي الشغل الشاغل لابناء هذه الامة لنشر ثقافتها داخلياً وخارجياً في ظل التقاليد والتراث والتعاليم الإسلامية وفي النهاية اقول ان اختيار الرياض عاصمة للثقافة لعام 2000 هو فخر للمثقفين في جميع انحاء المملكة وللمثقفين في العالم العربي ايضا واعتقد انه سيكون هناك المزيد والمزيد من العطاء الثقافي المتزايد في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز, *** حرم سفير المغرب:نتطلع الى نقلة نوعية وثقافة محاورة عصرية من خلال إقامتي بمدينة الرياض لمدة تكاد تناهز الاربع سنوات، يمكنني ان اؤكد بانها تفوق كثيراً ما كان المرء يتوقع ان يجدها عليه، فهي مثال للمدينة التي استطاعت ان تستوعب حركة العصرنة مع الاحتفاظ بالاصالة، حيث يمتاز عمرانها بالتناسق والفخامة مع التميز في بعض مناطقها بالسمة التراثية المحلية والطابع الإسلامي الذي يضفي عليها جمالاً ورونقاً خاصاً يجعلك تستشرف المستقبل من بوابة تفوح بعبق التاريخ الاصيل للمملكة بصفة عامة, اما فيما يتعلق بالبنيات التحتية، فهي والحمد لله تقف شامخة تضاهي ما تتوفر عليه ارقى العواصم العالمية، ويعود الفضل في ذلك الى القائمين عليها الذين لم يبخلوا بجهدهم لجعلها تحفة نجدية اصيلة تسر المواطنين وتبهر المقيمين, وبجانب كون مدينة الرياض عاصمة للمملكة العربية السعودية، فإنها لم تقتصر على تقديم الخدمات الإدارية للمواطنين بل تعدى اشعاعها مجالات اخرى ابرزها الثقافة, وكيف لا وهي تحتضن عدداً لايستهان به من المكتبات العامة والجامعات والكليات والمعاهد العليا، ناهيك عما تسهم به هذه المراكز العلمية في تنشيط الحركة الثقافية بالمدينة، فلا يكاد يمر اسبوع إلا وتحتضن مدينة الرياض عرساً ثقافياً في مجال من المجالات، فمن الفن التشكيلي الى المساجلات الشعرية، ومن الندوات العلمية إلى الحلقات الدراسية، عدا ما تقوم به النوادي الادبية في هذا الإطار وذلك من خلال تنظيم مسابقات في فن كتابة القصة والخط العربي ونظم الشعر,, اما فيما يتعلق بالمهرجانات العالمية، فيكفيها فخراً احتضانها لمهرجان الجنادرية الذي اصبح اشهر من نار على علم وبز المهرجانات الدولية المشهورة بما يقدمه من مادة ثقافية وتراثية شيقة ومفيدة جداً, وإنه لمن محاسن الصدف ان تقترن السنة الاولى من الالفية الجديدة بإعلان مدينة الرياض عاصمة ثقافية، وهذا التتويج الذي استحقته عن جدارة يجعلها اليوم قطب رحى العواصم العربية والإسلامية ومركز اشعاع ثقافي لا ينافس, إلا أنه في الوقت ذاته يضعها امام تحديات يجب خوضها وتجاوزها بتحقيق الفوز عليها، وبالتالي فإن كل محب للمملكة بصفة عامة وعاشق لمدينة الرياض بصفة خاصة، يتطلع لرؤيتها في ابهى حلة تشع ثقافة وعلما وأدباً، فالمستوى الثقافي الذي نتطلع اليه يجب ان يشارك في انجازه جميع فعاليات الوطن رجالاً ونساءً وشباباً وذلك في اطار العصرنة الممزوجة بسمات الموروث الثقافي للمملكة، حتى لاتصبح هذه المناسبة مجرد حدث دعائي او احتفالي فقط وإنما ترسخ لاستراتيجية يتم استثمارها على الامد البعيد وتهدف في الوقت ذاته إلى إشراك الجميع حتى يعتبر كل فرد نفسه مسؤولاً عن إنجاحها، وذلك بتثقيف نفسه والعمل على نشر الثقافة بين الآخرين بصفة شاملة, إن ما نتطلع إليه هو ان تشكل هذه المناسبة بداية نقلة نوعية من ثقافة تقليدية ينحصر مفعولها وتفاعلها داخل حدود الوطن الواحد إلى ثقافة محاورة وعصرية تستشرف المستقبل بكل عزم وهمة، وتخوض في اشكاليات المفاهيم المستجدة على العالم العربي والإسلامي فتأخذ بجيدها وتتجاوز رديئها، وتفيد العالم بما لديها, وعلى هذا المنوال تتمكن مدينة الرياض إن شاء الله من تجاوز بعض المطبات التي سقطت فيها عواصم عربية ثقافية اخرى، حيث اهتمت فقط بالمناسبة في حد ذاتها ووظفتها في اشكال احتفالية مناسباتية انتهت بانقضاء السنة التي اعلنت فيها أنها عواصم ثقافية, اما الرياض فنأمل من كل قلوبنا ان تستشرف هذه الفرصة لتأسيس ثقافة جديدة لعملية التثقيف ذاتها, فالثقافة في ايامنا لم تعد شيئاً من الكماليات بل هي روح الاساسيات لتنشئة جيل عربي مسلم قادر على مجابهة ثقافات العالم بصفة عامة وآلة الثقافة الغربية بصفة خاصة حيث تعمل هذه الاخيرة وفق استراتيجيات بعيدة الامد مدروسة ومحددة الاهداف، وهذا في نظري مايجب ان نتداركه نحن العرب والمسلمون، وتعمل على مجابهته كل عاصمة كان لها شرف اعلانها عاصمة ثقافية، ولم لاتفز مدينة الرياض بقصب السبق وشرف الريادة وهي تتمتع بكل المقومات الضرورية وعلى رأسها حرص المسؤولين وتفانيهم في حبهم للوطن وللعروبةو الإسلام، وهكذا تصبح مشعلاً وضاء ونبراساً وهاجاً وصرحاً ثقافياً عربياً وإسلامياً يفتخر به ليس فقط خلال سنة 2000 بل على مدى السنوات القادمة,