قال عبدالقدوس الأنصاري سنة 1376ه 1956م في مجلة المنهل : قدم الصديق محمد بن علي السنوسي من جازان، وهو شاعرها، ومدير جماركها فأحب صاحب هذه المجلة أن يحتفى به فأقام له حفلاً في منزله بجدة حضره نفر من أدباء الوطن، وكانت فيه ندوة عبقة ساهم في ميدانها الأساتذة محمد سعيد العامودي، محمود عارف، أحمد السباعي، حسن عبدالله القرشي، عبدالمجيد شبكشي، عبدالفتاح أبو مدين. وقد جالوا جولات مختلفة في شتى الموضوعات الى ان استقر بهم المقام على ربوة الشعر، فإذا بالصديق المحتفى به يلقي قصيدته هذه الغراء التي نظمها، وأعدها لهذه المناسبة. ألهمي أصغريه من أشجانه نغماً أبداً على فرسانه,, 1 قلت: لقد تمخض هذا اللقاء عن تفاعل شعراء الحجاز مع هذا الشاعر التهامي شاعر جازان يومئذ فشارك الشاعر حسن عبدالله القرشي بقصيدة ألقاها في ذلك المجلس من ذاكرته ارتجالاً، وأنشأ محمود عارف عندئذ قصيدة أخرى مماثلة، مما دل على أثر توافق هؤلاء الشعراء في وجهاتهم الأدبية، ومدى تواصلهم الفكري، فجازان يومئذ تحمل حضوراً أدبياً مناسباً، وهي دون شك ترفد هذا النمو الأدبي الناشىء في بلادنا، وقد اتحد شملها، واتفق فكرها. ولا غرور فمراكز الفكر في الحجاز وتهامة تحتل منزلة مهمة بين بيئات الأدب بهذه الجزيرة العربية، إذ هي عندئذ على حال من الوعي الثقافي النابه، وهي تصدر عن موروث أدبي متصل، وهو ما هيأ لأدباء الحجاز وجازان هذا الحضور الأدبي المميز الذي بصر به الأنصاري عن جنب ففتح المجال لاخوانه أدباء تهامة للكتابة في مجلته المنهل ، حيث أصبحت وعاءً لفكرهم وأدبهم المتميز. *أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية وآدابها أبها كلية اللغة العربية جامعة الملك خالد * الحواشي: 1 مجلة المنهل ح 6، س 21، مح 17 جمادى الثانية 1376ه 361.