وذلك من موانع الإجابة، لما روى البخاري ومسلمٌ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يُستجابُ لأحدكم ما لم يعجل، يقول دعوت فلم يُستجب لي , وقد قدَّمنا أن الداعي ينبغي له أن يوقن بالإجابة؛ لأنه يسأل أكرم الأكرمين وأجود الأجودين، قال تعالى: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ، ومن لم يُعط ما سأل فلا يخلو من حالين: الأول: أن هناك مانعا منع الإجابة، كقطع صلة، أو اعتداء، أو أكل حرام,, فهذا تمنعُ إجابته غالباً. والثاني: أن تؤخر له، أو يصرف عنه من السوء مثلُها، كما روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يُعجِّل له دعوتَه، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها, قالوا: إذن نكثرُ، قال: الله أكثر رواه احمد، وأبو يعلي بإسنادٍ جيد، والحديث صحيحٌ لشواهده عن عبادة بن الصامت عند الترمذي والحاكم، وعن أبي هريرة عند أحمد وغيره. أما ما يُروى: اسألوا بجاهي فان جاهي عند الله عظيم) فهو مكذوب لاتصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم. * الاعتداء في الدعاء، كأن يدعو بإثم أو قطيعة رحم: وذلك من جملة موانع الإجابة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: سيكون قومٌ يعتدون في الدعاء ، رواه احمد، وابو داود، وغيرهما، وهو حديث حسن. قال تعالى: ادعو ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين ، ومن الاعتداء: الدعاء بإثم أو بلاء أو قطيعة رحم، كما روى الترمذي، وغيره، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: ما على الأرض مسلمٌ يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها، أو صَرَفَ عنه من السوء مثلها ما لم يدعُ بإثم أو قطيعة رحم,, الحديث، وهو حسن.