كلنا,, نملك بعضاً من المشاعر المزيفة,, أو المبالغ بها,, وكلنا أيضاً ,, يمتلك قدرة استعراض تلك المشاعر ,, بدقة متناهية وقليل منا من يمتلك,, رادعا داخليا ,, يقول له,, قف,. اضحكتني عبارتك تلك,. تلك التي صرخت بها,, وكأنك تقف علىمسرح كبير,, يصفق لك فيه جمهور محتشد!! لنعد ما كان,. لنعد ما كان,. لنعد ما كان. لنبدأ من جديد,, كأن كل الذي حدث بيننا لم يكن,. لنمارس تلك الفضيلة,, التي تسمونها النسيان,. ولنحمد الإله عليها بشدة,. لنعد ما كان,. أليس الانسان هو الكائن الوحيد الذي يستطيع أن يطوي الصفحة,. يمزقها ويبعثرها في الهواء,, ليستأنف الحياة,, ويكتب تاريخه الجديد؟! أليس الانسان هو الكائن الوحيد الذي ينسى,, ويعيش مجده بقوة؟! يصفق الجمهور بشدة,, يهتف,, رائع,, متقن,, مدهش,, وأصفق أنا,, بسخرية,, منك,, ومن الزمن إذا لم يفهم هذه المرة,, انه لن يعيد إلا مشاهد,, للزيف,, مشاهد يستعرض فيها,, الخداع أكثر أدواره,, جودة!!! لا شيء ياسيدي يعود تماماً كما كان,, صحيح أن كل الأشياء تعود سيرتها الأولى,, لكن كما كانت أبداً,, كما كنا,, مستحيل!! شيء تغير,, أشياء تغيرت,, الطيور ترحل من فصل لآخر,, لكنها عندما تعود,, لا تسكن أعشاشها الأولى,, ذلك لأن العش فقد مصداقيته وتحول إلى ,, لا شيء,, هل جربت ان يفقد عشك مصداقيته,, ويتحول إلى لا شيء؟! لا شيء سوى اعواد ملقاة على صفحة الأرض قد تداهمها الريح ذات غفلة,, وتهزمها,, فتطمس معالمها؟!,. هل يستطيع العصفور ان يجمع ذات أعواد القش ويبني بها عشاً فوق ذات الشجرة التي كانت,, وإن حدث,, هل سيستطيع أن يتأمل الكون,, بذات الدهشة الأولى التي امتلك قبل رحيله,, هل سيستطيع أن يلغي من ذاكرته الرحيل,, والهجرة,, وبقاء الشتاء,, وحيداً؟!! يجب أن ندرك تماماً, أن عودة الزمن للوراء,, لا تصلح ما أفسدته ضمائرنا,, ومشاعرنا المزيفة,. وان أسوأ ما يفعله جهل الانسان هو محاولة يائسة يفتعل فيها الدهشة,. يفتعل فيها الروح,, يفتعل فيها الحياة,, يفتعل فيها الصدق يفتعل فيها العطاء,, اعتقاداً منه,, ان العودة ممكنة,, بشيء من الحذر!! هو الأمان الغرسة الأصعب,, التي ان اخطأنا في غرسها,, المرة الأولى,, سنفشل في غرسها,, كل القادم!! وهانذا,. شيء بداخلي فقد,, دهشة حضورك,, بهجة حضورك,. وأحزن,. أعود إلى نقطة الحزن ذاتها,. والتي أتساءل من فوق,, تنورها,. لماذا,. نجهل كيف لنا,, أن نحتفظ بأجمل الأشياء؟! لماذا ,, لانعرف إلا أن نخسر؟! ولماذا نتوقع أن الحياة,, قد تهبنا بعد ذلك,, فرصا للكسب , لكسب ذات الأشياء,. ذات الملامح,, التي خذلناها,, فخسرناها؟! تباً لهذا الإنسان,. تباً لمشاعره,, تباً لضميره,. وتباً لكل أولئك الذين يصفقون له,, وهم يبتسمون إعجاباً,,.