هل فشلت (نشرات أخبار) معظم الشاشات العربية في المحافظة على (المشاهد العربي) الذي أصبح يتوجس خيفة مما يرى؟! في وقت كانت فيه يوم أمس BBC والCNN تتنافسان على تقديم وجبة (إخبارية متكاملة) عن أحداث مقتل طلاب المدرسة الأمريكية (كمثال)، وتقدمان درساً في كيفية استمرارهما في تغطية مجمل (الأخبار) من المصدر بشكل احترافي وميداني، مهما اختلفت تلك الأحداث وتنوّعت، كانت معظم (قنواتنا الإخبارية) تمارس نفس الأسلوب التقليدي في تغطية أحداث المنطقة، عبر (جلب ضيف) إلى (الأستوديو) ومنحه من الألقاب ما الله به عليم، وتركه يهذي بما لا يفقه، أو محاولة مشاركته عبر (الفونو) وهي (حيلة الكسالى) المجانية لمطاردة الخبر، وفيها من عدم احترام المشاهد وعقليته الشيء الكثير! ما لا يعلمه المشاهد أن الكثير من المخرجين يصرخ في (أذن المذيع) عبر سماعة (الايربيس) المعلقة برأسه ويقول (سيبه يكمل.. عاوزين نعبئ الهواء) القنوات الثانية حريقة في نفس الموضوع؟! هذا التنافس (غير الاحترافي) جعلنا أمام فهم (غير صحيح) لاستغلال الموارد المتاحة في بعض القنوات بالشكل المناسب، وعدم فهم الرسالة التي تقدمها الشاشة الإخبارية في متابعة الحدث وخلق لدينا (نوعاً من المشاهدين) الجدد غير المبالين، وهو عدد يتكاثر يوماً بعد آخر، مع تكرر التغطيات التقليدية للأحداث وممارسة نفس الأسلوب في التعاطي مع الحدث مما تسبب في تناقص متابعي الأخبار؟! مع زحمة الأخبار وتضاربها، مع ضعف المعدين للبرامج الحوارية وفشلهم، مع تخبط الكثير من القنوات في خارطة برامجها، وعدم فهم ما تريد، أصبح (الريموت كنترول) يقودنا لمتابعة قنوات (النشيونال جغرافيك) لأنها الأصدق في نقل الحقيقة كما هي دون تزييف، كما أن نفراً (غير قليل) تحول لترديد (ماما جابت بيبي.. بيبي حلو صغير.. يا لله حبيبي.. شو زاكي ومغندر) هذا جزء آخر من مشاهدي الأخبار (هجرها) وتوجه نحو قنوات الأناشيد الخاصة بالأطفال؟! ليتذاكر مع أطفاله تجربة (يا بابا سناني واوا) التي سرقها مجموعة من الفنانين والفنانات لإصدار مجموعة من (الأغاني للكبار) بنفس لحن الأطفال، فهل تفوق الأطفال وأصبح النجاح يمر من خلال نتاجهم؟!. الأطفال يقولون (الحقيقة) أكثر من نشرات الأخبار، الطفلة (ديمة بشار) اختزلت القصة كاملة لأطفالنا وتفوَّقت على (أكبر المُذيعين) لشرح (قضية كبرى): قلتلو الهواء والفي قلتلو النهر والمي.. قلتلو الشمس والضي من عند الله.. مهما طال الزمن ودار وتخلى الأهل والجار.. عن أرضي أرض الأحرار ما راح أتخلى؟! هل تستمر (قنوات الصغار) في جذب بقية (مشاهدي الأخبار)؟! الإجابة يملكها (رؤساء التحرير) وحدهم؟! وعلى دروب الخير نلتقي.. [email protected] [email protected]