بصراحة من حق (عنترة بن شداد) أن يأخذ على خاطرة من المُشرفين على (مسرح سوق عكاظ) فكيف يخرجون بطل العرب وفارسهم المُلهم دون معشوقته؟!. من المقبول تقديم عرض مسرحي (خالٍ من المرأة) بشرط أن تكون القصة قائمة على النَّص الذّكوري، ولكن من الصعب فصل (عنترة عن عبلة) لأنّ المشهد سيكون ناقصاً ومعيباً في حضرة مثقفين وأكاديميين عرب سيأتون إلى (سوق عكاظ) وكلهم أمل أن يروا شيئاً مختلفاً عن ماضي العرب وحضارتهم..!. وعندها من سيحمي (كاتب المسرحية ومخرجها) من لسان عنترة وسيفه السليطين في عيون هؤلاء المتفرِّجين، (عبلة) جزءٌ مهم من حياة (عنترة) لا يمكن تجاوزه، أتمنى أن يفكر مخرج المسرحية قبل عرضها بإيجاد وإدخال (مقطع خارجي) يُعرض على شاشة ليعكس وجود تلك (المعشوقة المُلهمة) خصوصاً وأنّ أنصاف الحلول غير مقبولة (بقيام رجل بدور امرأة) مع عدم قبول ظهور امرأة على المسرح حتى لو كانت محجّبة..!. لا أحد يعلم هل دخول المرأة وتقدمها نحو الإعلام والشاشة والفنون هو شرط كعلامة (للتقدُّم والتطوُّر) أم أنّ عودتها للحجاب ومنزلها وكينونتها هو الأصلح ؟!. تجارب الآخرين في دخول المرأة أو خروجها عن النّص يجب أن تعني لنا الكثير ؟! فمعركة المذيعة (فاطمة نبيل) وحجابها مع حرية نشرات الأخبار في التلفزيون المصري شكَّلت سابقة، امتدت لأشهر عديدة عندما فازت بالمركز الأول على المتقدمات الجديدات لمهنة (مذيعة نشرة إخبارية)، ولكنها لم تمكن من الخروج على الشاشة إلاّ بحكم المحكمة (كأول مذيعة محجّبة) تقرأ نشرة أخبار في التلفزيون المصري..!. يُقال والعهدة على (الضجة) التي رافقت هذا الخبر: إنّ بعض المشاهدين (هلّلوا وكبّروا) عند رؤية (فاطمة) تقرأ النشرة الإخبارية الرئيسة بحجابها (للمرة الأولى) منذ إنشاء التلفزيون المصري!!. يبدو أننا بتنا في حاجة لأيّ انتصار (حتى لو كان مفتعلاً) ومن أيّ نوع، ليدخل السرور إلى قلوبنا المحترقة، بسبب عناوين نشرات الأخبار العربية المزعجة والمؤلمة، والدليل هو أنّ ساحات الحوار والنقاش في (العالم الافتراضي) الذي بُلينا به لتواصلنا الاجتماعي في غير عصر (عنترة)، تناست (الأحداث والأخبار) في النشرة وتفرّغت إلى جدال مثير حول خروج (المذيعة المحجّبة)، فهناك من يراه انتصاراً فيما آخرون يرونه غير ذلك..؟!. ولعلّ خروج (عنترة دون عبلة) هو انتصار آخر لقدرتنا على إنتاج مسرح (خالٍ من الكلسترول) حفاظاً على قلوب وصحة المثقفين..!. وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]