أ. حامد بن عقيل صدر له عن النادي الأدبي بحائل كتاب بعنوان سيرة افتراضية أماديوس. وجاء في الكتاب: ضع نظارتك على الطاولة، فكِّر في الشعور الذي ينتابك وأنت تشرب قهوتك التركية الشديدة السواد، فكر في ذلك فقط. الحبر شديد الشبه بمذاق القهوة، في الحبر كائنات كثيرة، أرواح تنسجها وتشعر بمذاقها تحت لسانك مباشرة، قصائد تشبه حديث المذياع الذي يعطي نكهة إضافية لكوب قهوتك. أنت تستمتع بما تقوم به الآن، تنبت على هامش حريتك، تفكر بلسانك فقط، لا تعيد قراءة الأوراق التي أنجزت، لا تنشر من عريك إلا ما يكفي لدفع الحزن عن طاولتك ولو قليلاً. أنت تفكر في القهوة، تضع نظارتك على طاولة مقهى السفير، وتسافر كثيراً في مذاق أيامك الاستوائية، تنسج رؤيا لمرايا قديمة، وتنسج حكاية لكل زاوية: فتاة أحبت طويلاً، فتى خانته أيامه على منعطف ما، طفلة تفكر بكتابة الحرف الأول دون أن يلوثها الحبر، وطفل يشاغبها دون وعي منه لفداحة الاختلاف ولجسارة ما يفعل. ضع نظارتك قريباً من القمر الذي يعلو الآن، وتفحص لون قهوتك، إنه الحبر.. الحبر حين لا تعود سواك بأي حال.