نظّم كرسي بحث صحيفة الجزيرة للدراسات اللغوية الحديثة أخيراً ورشة عمل في جامعة الأميرة نورة بعنوان «نماذج لأشهر المدونات اللغوية ومجالات البحث فيها»، وذلك انطلاقا من أهمية المدونات العربية ودورها في تمثيل اللغة. وأشرف على الورشة كل من أستاذة الكرسي الدكتورة نوال بنت سليمان الثنيان، ومساعدتها الأستاذة رائدة بنت حسن المالكي. وشارك في تقديمها كلّ من الدكتور أستاذ البحث المساعد والمشرف على مشروع المدونة اللغوية العربية في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية عبدالمحسن عبيد الثبيتي، وأستاذ علم اللغة التطبيقي المساعد ووكيل معهد اللغة العربية للتدريب والتطوير بجامعة الإمام محمد بن سعود والباحث بمدونة المستشرق الأمريكي ديلوورث باركنسون الدكتور صالح فهد العصيمي، والمحاضرة بكلية الحاسب الآلي بجامعة الإمام محمد بن سعود الأستاذة مها سليمان الربيعة التي سبق أن عملت على بناء مدونة «الذخيرة النصية الفصحى لجامعة الملك سعود». وحضر الورشة عدد من المحاضرات وأعضاء هيئة التدريس في تخصصي اللغة العربية والحاسب الآلي من قطاعات مختلفة منها: جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وجامعة الملك سعود، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. وقدم المشاركون في الورشة استعراضاً للمدونات والتعريف بها، تلا ذلك فترة نقاش حولها، ثم اقترح المشاركون مجالات للبحث اللغوي والأدبي في هذه المدونات مدعمة بأمثلة وتطبيقات تفاعل معها الحضور، وأسهمت في تحقيق هدف الكرسي في نقل البحث العلمي من النظرية إلى التطبيق. وفي ختام برنامج الورشة أُتيح للحضور مناقشة مفتوحة مع المشاركين خرجوا منها بعدد من التوصيات من أهمها: ضرورة تضافر الجهود بين اللغويين والحاسوبيين، وتكوين فرق عمل بحثية لدراسة هذه المدونات والعمل على تطويرها، وأن تكون الورشة نواة لانطلاق مشاريع أخرى في نفس المجال؛ لنشر ثقافة المدونات، والعمل على هذه المدونات المتاحة واستثمارها في إنشاء معاجم للحقول أو العلاقات الدلالية ومعاجم للدلالة التركيبية «المتصاحبات، والتعابير الاصطلاحية»، أو لحصر الأخطاء الشائعة في اللغة وتصويبها، كما تستثمر في دراسة ظواهر التطور والشيوع والاستعمال لمفردات اللغة، إضافة إلى الاستفادة من المدونات اللغوية في ميدان تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها. من جهتها، شكرت أستاذة الكرسي المشاركين على مساهمتهم الفاعلة في إعداد وتقديم الورشة، كما سلمت شهادات الحضور للمشاركات اللاتي أعربن عن شكرهن وإعجابهن بما قُدِّم لهن، وطالبن بورش عمل أخرى في مجال المدونات اللغوية والتطبيق عليها.