الأستاذ عمران بن محمد العمران أديب أصيل وكاتب متميز، تتسم كتاباته بالفكر المستنير والأسلوب الشائق الجميل. عرفته من خلال كتاباته الأدبية البديعة المعبرة منذ السبعينيات الهجرية، وقد لمع اسمه في البداية من منبر جريدة (البلاد السعودية) الرائدة، التي صدرت بمكة المكرمة عام 1365ه، وكانت ملتقى نخبة الأدباء والمفكرين، كما كانت المنطلق لأصحاب المواهب الأدبية من الشباب الطموح.. .. وكان منهم الأديب النابه عمران بن محمد العمران الذي كان يراسل الجريدة بمقالاته ذات المضامين الواعية منذ أن كان طالباً «معهدياً» في الرياض. وكانت مقالات العمران تنم عن ثقافة أدبية جيدة، تجمع بين الأصالة والمعاصرة.. وكان له اهتمام وعطاء في مجال البحث والدراسات الأدبية، وأصدر بعض المؤلفات القيّمة، أذكر منها كتاب (من أعلام الشعر اليمامي) وكتاب (هوامش أدبية). وكان للأستاذ عمران دور وممارسة عملية في مجال الصحافة، وحين كان علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر يصدر صحيفة (اليمامة) التي حوّلها من مجلة شهرية إلى صحيفة أسبوعية مؤثرة في الوسط الأدبي والثقافي والاجتماعي صار الأستاذ عمران مقرباً من الأديب الرائد الشيخ حمد الجاسر، وكان يساعده في تحرير صحيفة اليمامة الأسبوعية، وينوب عنه في حالة غيابه. وبعد تحويل الصحف إلى مؤسسات تشكّلت مؤسسة اليمامة الصحفية بعضوية وريادة الشيخ حمد الجاسر، وصدرت عنها جريدة (الرياض) اليومية، وتولى الأستاذ عمران بن محمد العمران رئاسة تحريرها عام 1385ه/ 1965م. وقبل ذلك، وفي عهد ما يسمى (صحافة الأفراد)، نشبت معركة أدبية بين الأديب الأستاذ عبدالسلام الساسي وبعض الأدباء بسبب نقدهم الكتاب الذي أصدره الأستاذ الساسي بعنوان (نظرات في الأدب المقارن). وكان الأستاذ عمران العمران طرفاً في الجدال الذي أثير مع الأستاذ الساسي، الذي عرف عنه المغالاة في انتقاد من يتعرض له بالنقد. ولكن الأستاذ عمران كان يرد عليه بأسلوب الناقد الملتزم بمقومات وأصول ومفهوم النقد الأدبي. وقد حسم تلك المعركة الأدبية المثيرة الأستاذ فؤاد شاكر رئيس تحرير جريدة (البلاد السعودية) في ذلك الحين بمقال محايد بعنوان (النقد للبناء لا للهدم)، وكفى الله المؤمنين سلبيات الجدال. وبعد جهاد مشرف للدفاع عن القيم الأدبية غاب الأستاذ عمران العمران عن ساحة الصحافة والأدب، وقد كان من فرسانها البارزين. وقد كتبت له رسالة أخوية، أستثير فيها حسه الأدبي والوطني. وبتاريخ 15-6-1422ه تلقيت منه رسالة جوابية يقول فيها ما نصه: «أقدّر لكم مشاعركم النبيلة التي أبديتموها تجاه أخيكم.. كما أقدر لكم حسن ظنكم بأخيكم بأن تطلعوا على المزيد والجديد من إنتاجه.. غير أن أخاكم في حالة استرخاء وركود منذ فترة، وإن كان يطمح إلى أن يعاود مداعبة القلم عما قريب إن شاء الله.. إلخ». وقد طال الغياب، ولعل الأستاذ عمران يشحذ القلم ويتحفنا بالجديد من العطاء المعهود من أديبنا الذي نحمل له مشاعر التقدير والإعجاب، وأطيب التمنيات له بدوام الصحة والسعادة.