اتسعت رقعة الجدل في تونس حول مضمون الفيديو المسرب عن الشيخ راشد الغنوشي والمتضمن تصريحات اعتبرتها الساحة السياسية من خصوم النهضة عنوانا خطيرا لبرنامج الحركة خلال الفترة القدمة, حيث أكد في تصريحاته أن العلمانيين يسيطرون على كل مفاصل الدولة بما في ذلك الاقتصاد والجيش والإعلام, داعياً السلفيين إلى التحرك بحرية بعد أن أصبحت المساجد في أيدي الإسلاميين. وازدادت حدة التجاذبات السياسية حول المسالة بعد صدور بيان عن المسؤول الإعلامي لمكتب الغنوشي الذي أكد صحة ماجاء في الفيديو. وبالرغم من تبريرات الحركة، تجدر الإشارة إلى أن الباجي قائد السبسي الذي يعتبر المنافس الأول للنهضة صرح بأن مرجعيات زعيم حركة النهضة هي التي تعكس تصريحاته في الفيديو مضيفا في حوار تلفزيوني أن السلفية هي امتداد لحركة النهضة. وقال السبسي بأن تسريب هذه التصريحات يعود إلى مصلحة الأطراف التي يعتبرها تقف ضد التوافق وتبحث عن الإقصاء. من جانبه رأى محمد بنور الناطق الرسمي باسم حزب التكتل الذي يشارك في الإئتلاف الحاكم، أن ماقاله الغنوشي في الفيديو أصابه بصدمة مضيفاً أنه كلام خطير وغريب وبعيد كل البعد عن مواقف التكتل المدافع عن الحرية ومدنية الدولة. وفي نفس السياق أكد شكري بلعيد رئيس حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد أن توقيت تسريب الفيديو جاء في إطار صراع داخل النهضة داعيا إلى فتح تحقيق رسمي ضد الخطة التي تضمنها الفيديو. بدوره, أوضح رئيس العريضة الشعبية الهاشمي الحامدي بأن هذه التصريحات خطيرة جدا وتهدد استقرار المجتمع والتحول الديمقراطي في تونس, وشدد على وجوب أن ينسحب حزب المؤتمر وحزب التكتل من الائتلاف الحاكم ضمانا لمصلحة تونس وشعبها. من جهة أخرى, اتسعت دائرة الإضرابات عن العمل في العديد من القطاعات وتضاعف الاحتقان الشعبي حيث وصلت إلى سائقي الحافلات العمومية والميترو الخفيف أول أمس ما أدى إلى شل العاصمة التونسية لساعات الصباح وصدم الرأي العام. وكان عمال شركة النقل رفضوا العمل أول أمس مطالبين الحكومة بإطلاق سراح زميل لهم تم إيقافه على خلفية حادث طريق ارتكبه وأعمال عنف. وترافق الإضراب بأعمال عنف متبادل بين أنصار النهضة المعارضين للإضراب وأنصار الاتحاد العام التونسي للشغل المساندين له أمام مقر الاتحاد صبيحة أول أمس الإربعاء.