في الأحد الماضي تحدثنا عن تأثيرات وتداعيات الأزمة السورية على القوى الإقليمية والدولية المتداخلة في الأزمة، وعلى الدول المجاورة. وبعد أن تحدثنا في تلك الفسحة المتاحة لنا من مساحة الزاوية عن تأثيرات الدول المجاورة لسورية والقوى الإقليمية المتداخلة مباشرة في الأزمة كإيران وتركيا، أشرت إلى أننا سنستكمل الحديث عن الامتدادات والتأثيرات والأدوار التي ستقوم بها الأطراف الأخرى وبالتحديد الغرب والعرب الذين لهم محاولاتهم وترتيباتهم. واليوم نتحدث عن الغرب الذي تقود تحركاته حتى الآن فرنسا ومن بعدها بريطانيا بعد أن ارتضت أمريكا الجلوس في المقاعد الخلفية، حيث تلعب من خلال هذه المقاعد أدواراً مؤثرة سواء من خلال تنسيقها مع حلفائها الأوروبيين أو عن طريق الاتصال المباشر بالثوار السوريين. ومع هذا يعتبر كثير من المتابعين للأوضاع في سورية بأن الدور الأمريكي دور غير فعَّال من خلال الالتزام بمرحلة الترقب حتى انتهاء انتخابات الرئاسة الأمريكية، التي سيُعرف من خلالها وبعد أقل من شهر من الذي سيكون سيد البيت الأبيض والذي سيفعِّل الدور الأمريكي. المرشح الجمهوري كشف في خطاب أمام العسكريين في معهد فرجينيا العسكري، والذي تعهَّد فيه بأنه سوف يسلح المعارضة السورية بما يجعلها قادرة على مواجهة طائرات بشار الأسد ودباباته وصواريخه، كما دعا ميت رومني إلى التعاون مع الذين سيقودون سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد. هذا التعهد من المرشح الجمهوري الذي يتوافق مع سياسة الجمهوريين باعتماد التصعيد العسكري وتكثيف الضغوط السياسية وحتى القتالية ضد النظام السوري سيحرج المرشح الديمقراطي الرئيس أوباما الذي يعتمد أسلوب الضغط السياسي وترك الآخرين من الحلفاء الأوروبيين وجيران سوريا بلعب الأدوار الرئيسة واكتفاء أمريكا بالتنسيق والدعم المحدود. وهذا ما سوف يدفع أوباما على الأقل أن يعلن عن دعم الثوار بالأسلحة التكتيكية التي أحجم حتى الآن بالسماح لها بالوصولها إلى الجيش السوري الحر. وإذا ما استشعر أوباما أن هناك تأييداً لدعم الثورة السورية وأن الوقوف إلى جانب الثوار السوريين سيضيف إليه ناخبين جدداً فإنه سوف يزايد على ميت رومني، وقد يرفع الحظر المفروض على تزويد الجيش السوري الحر بالسلاح حتى قبل بدء انتخابات الرئاسة الأمريكية. [email protected]