أربعة عقود أمضاها الراحل الجميل مغرداً في أكثر من موقع إعلامي، أربعة عقود والمشاهد السعودي يألف هذا الوجه الإعلامي المميز في أدائه وأخلاقه. كان اللقاء الأول الذي التقيت سليمان رحمه الله فيه عند انطلاقة الدورة الأولى للمهرجان الوطني للثقافة، كنت صحفياً صغيراً وكان اعلامياً كبيراً جمعتني الجنادرية وإياه على طاولة واحدة للحديث عن ترتيبات التغطية الإعلامية لهذا الحدث الثقافي، شدني تواضعه الجم وحسن تعامله مع الجميع مع فارق العمر والخبرة. رحل ليجد ما قدم وإن أعظم ما يقدمه المسلم حسن الخلق ونحسب الزميل الفقيد ممن أجمع الجميع على هذه الصفة الجميلة فيه، تواصله ينم عن هذه المزية، إعطاء كل ذي حق حقه يؤكد ذلك، طهارة قلبه وحبه لنفع الآخرين حقيقة لمسها القريبون منه. رحل سليمان والجميع مفجوع في رحيله مترحماً عليه ويالها من مزية يتمناها كل مسلم، أن ترحل والناس مجمعون على محبتك، فالناس شهود الله في أرضه، فلا يمكن أن يكون إجماعهم على باطل. والدة سليمان التي فجيعتها بكل تأكيد أضعاف أضعاف فجيعتنا وزوجته وابنه وبناته وإخوته وأخواته نشاطرهم الحزن ونشاطرهم قراءة سيرته الجميلة من أجل أن نترحم عليه ونذكره بالذكر الحسن. الحزن لا يمكن أن يسلم منه إنسان كتب الله له أن يحمل عقلاً يميزه عن البهائم ولذا يقال إن الاسكندر المقدوني لما حضرته الوفاة أوصى والدته أن لا يتبع جنازته محزوناً أي إنسان أصابه الحزن يوماً، فلم يتبع جنازته أحد، قال ذلك من أجل أن يخفف الحزن على والدته في أن الناس جميعاً أصابهم الحزن فلا تجزعي. إن الدنيا ما هي إلا ممر إلى الآخرة التي هي الدار الحقيقية وهي الحياة الحق فطوبى لمن رحل مخلفاً سيرة إذا ذكرت دعا الناس له، وأحسب أن سليمان رحمه الله من هذه الفئة الموفقة. رحم الله أبا محمد رحمة تغنيه عن دموع الفاقدين وتسعده في آخرته بمقعد صدق عند مليك مقتدر. والعزاء كل العزاء لوالد الجميع الملك العطوف الحبيب القريب من الجميع على فقده لهذا الرجل الذي ألفه وجهاً مضيئاً مبشراً بكل خير. والله المستعان،، [email protected] تويتر: @almajed118