أكانت الجريمة، بكل أنواعها، حتى البهتان، والتنابز بالألقاب جزءاً من الأداءات اليومية فيما مضى, والإعلام لم يكن يُظهرها، فاطمأن الناس لبعضهم..؟ حتى أفاقوا على السرَّاق, والظلمة، والمفسدين، والفاسدين، والغواة، والقتلة، والمنتحرين، والمعتدين، والطاعنين في الظهر, والآكلين اللحوم الميتة.., والمتحرشين بالصغار، والكبار، وذوي الأرحام..., وكل الذي طفح على السطح، ثم بقدرة عجيبة، في لمحة خاطفة، بين عشية وضحاها، يتخلى الإعلام بأنواعه، وقنواته، وأقنيته, عن سُتُرِهِ، ويكشف النقاب عنها، ويترك الناس يموجون بالدهشة، ويتقلبون في الحذر، ويتلمظون حنقهم، وسخطهم، ويصبون لومهم على كل من رُبي ولم يخلص, وعُلم ولم يمنح وعياً, وادّعى الإصلاح, والصلاح وهو في غفلة, وتولّى المسؤولية وكان في منأى عنها..؟ وإلا لماذا انتشرت أخبار الفساد، والمفسدين على نحو يذهل، ويفجع, ويوحش..؟ لولا أن هناك جذوراً قد تعمَّقت به... وإلا لماذا كانت تصمت وسائل النقل عن الحقائق..؟ وهي قائمة، بشروق الشمس.. وتجلي القمر..؟ و..و.. وإلا ما الذي تغيَّر ليتحول تسعة وتسعين في المئة من كُتَّاب الصحف، بما فيهم مبدعو الأدب, لمتابعي الأخبار, المعلقين عليها..؟ المثيرين للجدل في شؤونها، النافخين على نارها..؟ لولا أن سيل الفساد بأنواعه قد بلغ الزُّبى..؟ أو يكاد.؟ كُشح الغمُّ على النفوس.. وفاض.. ثم: هل فكرة أن يكون المجتمع نموذجياً، ومثالياً.., هي فكرة السُّذَّج ممن ظنوا به.., أو توقعوا منه هذا..؟!! أو أنه بكل المقاييس، هو مجتمع بشري فيه الخير, كما فيه الشر....؟ وقد زاد الشر أكثر..؟ ألا ينبثق بقوة مثل هذا التساؤل: كيف حدث، فغدا في المجتمع كل هذا..؟، العدوان النفسي، والاعتداء على الغير.., الفساد الأدائي في مختلف المجالات والمواقع.., والاضطراب في الرؤية، وتداخل المفاهيم، وكسر القيم، والجدل، والمِراء..؟ وضعف العقيدة، والمُروق عن الأسس الخُلقية, والسلوكية.., وأشدها وطأة الاجتراء على الحدود الشرعية.., كالقتل، والسلب، والاستهتار بالدين.., والخوض في مسلَّماته..؟ إن السؤال ذاته عن هذا، لا يقل عن الإجابة أهمية.. فالأسئلة سياط، وأسنَّة.., وهي الراكضة الآن في مضامير الذي يحدث.. ويحدث.. ما تخبرنا به الصحف، ومواقع التواصل في الإعلام الجديد..! قلَّ أو كثر..., جُلُّه مرفوض, وقليله مرفوض.. وغمَّهُ كبير.. عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855