أعانق ظلي فأمد يدي لكم، ممزوجة بعطر الذكرى. بأحلى أويقات الفرحة، لست أدري لم الفرحة عمرها قصير؟ ولم لا ألقى من يزرعها في قلبي؟ سافرت لكم وكلي اشتياق ولوعة، تنتحر أيامي في انتظار ذلك المجهول. الذي قد يكون مراً, او قد يسعد ايامي.. كيف أنتم والعراق؟ أتدرون بأني خبأت لكم في القلب مكانا وان لكم في الفؤاد معزة الأهل والأحباب. كلما ضاقت بي المراكب أستضيء بطعم ضحكاتكم التي رسمت في قلبي لوحة أزلية أخاف الا أراكم بعد، فحلمي لم يكتمل وسبق وقلت لكم: أعزائي، اذا انغرز خنجر الغدر في بياض هذا الجسد، اذا احمر الأفق بعدي، لا تقولوا بكت حزنا فماتت، فانا شاهدة عصري، لم أمت مع فارق بسيط هذه المرة لن أبكي، بل سيبكونني. أنا التي جعلت من نفسي محرقة لأحزانهم فأحرقوني، تلك الفرحة التي زينت ثغره أيامهم فسحبوا معهم سنين من عمري. سيدي: حذاء سندريلا يكبرني والأمير الذي راقصته قبل 12 أصبح جلادا يجلدني بصراخه، فصغرت أقدامي ولم يعد للحذاء مقاس في أقدامي لهذا سأظل خادمة في بيوت القدر بدلا من أميرة في قلب الأمير, فقيرة أنا الا من كرامتي و لهذا انسحب قبل ان تنسحب اعواما أخرى من عمري. فقد بنيت الكثير من القصور على الرمال, فحرام أن أضيع ما بقي من العمر في وهم لن يطول سيدي: أوطان النساء في قلوب رجالهم وخيمتهم ذاك الحضن، والحضن هو أول اتصال المرء بالحياة, هو الحب، هو الراحة, ان كان الحضن سريعاً، الفرحة لا تكتمل وإن كان للحب معاد يبتدئ وآخر ينتهي فيه يضل مجرد ابتسامة صفراء سرعان ما تنهدم. شعاري في اليوم “امنحني ابتسامة دقيقة في اليوم وامنحك عمري أبد"، أتدري ما الذي كان يمنحني اياه؟ انهيارا في القلب مدته 5 ايام في الأسبوع وشلالات من الدموع حمامي الصباحي. أو تدري سيدي: كثرة الصبر والانتظار يترك في القلب فجوة, حتي الصبر يصيبه الإعياء. نحن هنا معادلتنا من سيضحي أكثر وليست من سيسعد الآخر و يتقبله. هناك أشياء نتنازل عنها, لأن ظرف الحب يفرضها علينا وحبي لعيونه المشرقية جعلته المبتدأ والخبر حتي الهواء كان ممزوجا به. رأيته يوسف في جماله ورآني امرأة عادية وحوله تحوم الجميلات, هو بالنسبة لي أمير الكون وأنا بالنسبة له ابنة الشعب المقهور... بالنسبة لي الكون وما حمل, وفي عرف أصدقائه مغربية تسحر بشعوذتها قلوب رجال الشرق، وكل مرة يطالبني مزاحًا أن ابحث له عن عن عروسة قلبه وكأني لا انفعه. ينتقد كل شيء، طريقة لبسي، كلامي، ابتسامتي، حتي حناني، ما من مرة اسمعني كلمة غزل وهناك من سود دواوينا من الشعر تغزلا بي و مجاهرا بحبه الازلي، وما من عيب املكه غير النكد، النقاش بالنسبة له نكد، نكدية أنا، لأني أطالب بحق عياله فيه، نكدية لاني اصرخ باخطائه، نكدية لاني أطالب بحق منحتني إياه عرف قبيلته العمر ينفلت يا أبو الأزاهير، ومن لم يسعد امرأة أحبها لن يسعد امرأة سيعاشرها.... أنا امرأة حنونة كالامهات رقيقة قابلة للكسر لمجرد صرخة يصرخها في حقي، وها قد أعلن انهزامه، أو بالأحرى انسحابه لكوننا لا نتكلم نفس اللغة، علما ان للعشق لغته الخاصة، احرقني, ناسياً أني قد انبعث من رمادي وعما قريب حينها لو قدم لي الارض قربانا لن يسترجعني، اترك له الجمل و ما حمل، شرط ألا أراه، كنت على استعداد أن ألم شمل بيته, أن أصنع من أطفاله اوتادًا يعول عليها ومن بيته جنة يرتادها ومن أمه بلقيسا على عرشها، استبدلت كل اوطاني بشبر في وطن قلبه. فنفاني بعيدا مع حفنة من الدموع. رأيت فيه الأم والأب، الأهل والبلد، كنت يتيمة الاب فصيرني يتيمة الأب والحب، ما أقسى أن ييتم المرء مرتين، أحس كما لو كنت طفلة صغيرة في العراء، سحب منها حق الهواء. اعتبرت نفسي يوما زوجة قلبه، ولم أكن أعلم أن مهري قبر في القلب وسيظل في القلب لأنه أكبر من أن يحتله أحد غيره. أرجوك ألا يتملكك الحزن، فأنا متعودة أن أمشي حافية على الشوك وهذه المرة النذبة من المحيط الى الخليج ومن الوريد الى الوريد، هناك مكان ما, في قلب رجل ما ينتظرني، ولكن الاشكالية هي اني معجونة من الوفاء وسأظل على الوفاء. حنان برهون - المغرب