جاء رجل إلى هارون الرشيد فقال له: يا أمير المؤمنين إني أريد أن أعظك بعظة فيها بعض الغلظة فاحتملها.. فقال الرشيد: إن الله قد أمر من هو خير منك بإلانة القول لمن هو شر مني فقال الله تعالى لنبيه موسى إذ أرسله إلى فرعون: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}، وكذلك قال بعض العلماء: (ليكن أمرك بالمعروف بالمعروف.. وليكن نهيك عن المنكر بلا منكر). ومن المعلوم أن مفهوم النقد ومفهوم الإدانة يختلفان عن بعضهما بعضا إذ إن لكل مفهوم آلياته وأدواته التي توضح معالمه.. ومن هذا المنطلق نطالع بين الفينة والاخرى ان هناك معركة كلامية تدور رحاها بين منسوبي نادي الشباب والأهلي، وذلك من خلال بعض المقالات والمناقشات والردود التي تنشر في بعض الصفحات الرياضية، هذه المقالات والردود التي تحمل في طياتها الكثير والكثير من التعصب والميول والعاطفة الشخصية المكشوفة، هذا الجدل الذي فرض على القارئ الرياضي من قبل هؤلاء الكتاب أصحاب الميول والعواطف الشخصية مستقلين في ذلك مواقعهم في الجريدة التي ينتسبون لها ومهرولين خلف سراب التعصب واستفزاز الآخرين وإصدار الأحكام عليهم بدون وجه حق وبعبارات بعيدة كل البعد عن الروح الرياضية.. قال تعالى: {وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ}. من هنا أتساءل ومعي الإخوة الرياضيون العقلاء.. أين هؤلاء وأولئك عن الأسس الحوارية أين هو النقد الهادف البعيد عن المشاحنات لماذا ينسى أو يتناسى بعضهم مع حرارة المعركة الحوارية بينهم تلك الآداب التي ينبغى أن يتحلى بها المتحاورون؟ لذا آمل من الإخوان سواء كانوا في الشباب أو النادي الاهلي، أن يريقوا بأفكارهم وأن يبتعدوا عن الجدل غير المفيد: فنحن نريد مجتمعاً رياضياً تسوده روح المحبة المتبادلة بدلاً من المهاترات التي تدور رحاها بين بعض المحسوبين على نادي الشباب والمحسوبين على النادي الأهلي يقول الله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}. وقد أخبرنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم - بأن الإيمان هي استقامة اللسان: حيث قال لا يستقم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه (رواه أحمد). لذا أقول للعقلاء في الناديين أوقفوا هؤلاء الكتاب عند حدودهم في نادي الاهلي والشباب.. ناديان وطنيان شقيقان وما يدور من جدل وتناحر المعنيين في اعتقادي إنه أضر بجميع منسوبي الناديين على حدٍ سواء: نعم كل منا له ناديه الذي يشجعه وينتمى اليه، وهذا حق مشروع له ليس لنا دخل فيه، ولكن هذا لا يكون على حساب استفزاز الآخرين او خدش كرامتهم بعبارات خارجة عن الروح الرياضية: مرة ثانية أقول ايه العقلاء من الشبابيين والأهلاويين أوقفوا من انجرفت أقلامهم خلف عواطفهم الشخصية، وأقول لهم عودوا إلى رشدكم. لماذا تحاولون زرع بذور التفرقة والحقد بين أبناء الناديين الشقيقين حيث الحاصل الآن هو أننا نسمع عبارات تحمل في ثناياها الكثير والكثير من التجريح والتشهير والجدل الذي لا ثمرة تجني من ورائه. الرياض