عندما تعمد وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية إلى تحريف كلمة - الرئيس المصري - محمد مرسي -، خلال - مؤتمر قمة عدم الانحياز، - خصوصا - فيما يتعلق بملف الأزمة البحريني، والسوري في آن واحد، فإن ذلك يُعدّ كذبا، وتزييفا، وتضليلا للرأي العام العالمي، بل ومحاولة للي أعناق الحقائق. هذا التحريف الذي جاء على مستويين، أحدهما: حذف ترضية الرئيس المصري على الخلفاء الراشدين، والأخرى: تحريف موقف مصر تجاه القضية السورية، هو فضيحة إعلامية، وأخلاقية، وسياسية. وهو امتداد لممارسة إيران الكذب، والتزوير السياسي، والإعلامي، والتاريخي، والجغرافي، والتي فرضت نفسها في ساحة الصراع السياسي، والتنافس الإقليمي. وهو ما أطلقوا عليه مصطلح «التقية»، واستخدموه كطريقة من طرق حماية مصالحهم. سأتجاوز الحديث عن القضية الأولى، باعتبارها أحد الأصول العقدية المعادية لمصالح الإسلام، والمسلمين؛ لكني لا أستطيع أن أتجاوز الحديث عما يتعلق بالقضية البحرينية. فالمنصف لقراءة الأحداث، لا يستطيع إلا أن يقرأ المشهد على نحو محاولات إيران المستمرة؛ للتحريض على الفتن، وبث روح الطائفية في الداخل البحريني، والتدخل السافر في الشؤون الداخلية، والخروج عن القواعد الدبلوماسية المتعارف عليها، ومحاولة تفكيك الدولة المدنية التعددية تحت شعار: «تحرير الدولة من القبيلة». يكذب الإعلام الإيراني حين يدعي أنه لا يتدخل في الشأن البحريني السياسي، رغم تمويل إيران للجماعات الإرهابية، والخلايا السرية في البحرين، وتقديم الدعم اللوجيستي، والمالي، والإعلامي لها؛ لتأتي تلك الجهود امتدادا للطموحات الإيرانية في الهيمنة على دول الخليج العربي، والمنطقة العربية والإسلامية، وإعادة المنطقة إلى دول الطوائف، والرجعية الطائفية، - من خلال - بث الفتن، وآليات التمزيق، والبعد الطائفي البغيض، الذي يدفع بالنظام الإيراني؛ لانتهاج سياسة طائفية مذهبية فتنوية في المنطقة العربية. على إيران أن تكف عن تدخلها في شؤون الدول العربية، وأن تتخلى عن أوهامها بإمكانية تحقيق أطماعها في المنطقة، أو فرض أجندتها، - لاسيما - بعد أن افتضح سلوكها، والذي تقوم عليه السياسة الخارجية لبلادها تجاه عدد من القضايا، واللاعبين الدوليين؛ من أجل الحصول على شرعية إقليمية، عبر دبلوماسية الأبواب الخلفية المتبوعة بسياسة براغماتية فجّة. [email protected] باحث في السياسة الشرعية