كم هي ذكرى عزيزة وغالية.. نسعد بها جميعاً نحن السعوديين -شعباً وحكومة- فهي ذكرى إرساء قواعد السلام والوئام والأمن والاستقرار، ذكرى توحد أركان الوطن وتحوله اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً متوافقاً مع خصائص كل مجتمع ينشد التطور الذي يتلاءم بإيجابية وفاعلية مع خصائص الزمان والمكان وذلك بقيادة مليكنا الهمام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- وخلفه أبناؤه البررة من بعده برؤى واضحة مسترشدين في مسيرتهم التنموية الناهضة، بفعل الحضارة الإسلامية وبعظمتها متفاعلة مع كافة الثقافات والحضارات الإنسانية ذات المستوى الراقي من منظور قيمنا الاجتماعية والأخلاقية وعملاً بمنهجيتنا وترسيخنا لهويتنا العقدية الثقافية الفكرية -بحسب خصوصيتنا وثوابتنا التليدة- وهي أساس تفاعلنا الموجب مع عالمنا المعاصر على نحو بناء ينهض على تقدير الذات واحترام الآخر وعملاً على أساس من التكافؤ والحفاظ على حجم من التعاون والتوازن مقبول لتحقيق المصالح المتبادلة في حدود الممكن والمتاح لتحقيق مستقبل واعد أكثر نماءً وازدهاراً وقوة وطموحاً نحو النهوض بأمننا وسلامنا واستقرارنا ونجاحنا في مخططات التنمية المستدامة. نعم إن هذا اليوم العظيم، وهذه البهجة والفرحة العارمة باليوم الوطني المجيد يوم التوحيد وتأسيس الدولة، ووضع أركان الحكم وسياساته ودعم مبادئه ومنهجياته وإرساء قواعد التنمية ودفع عجلة التطور وتفعيل آلياته مما يمنح المملكة الآن مكانة عالية على خريطة التطوير وموقعاً مرموقاً في مجال الهويات الثقافية والاجتماعية وفقاً لمبادئنا الدينية وقيمنا الإسلامية وقناعاتنا الأخلاقية وفطرتنا الإنسانية والتزاماً بتوجيهات قيادتنا الحكيمة فكم يدعونا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إلى أن نكون أكثر موضوعية في دعمنا لاستقرار اقتصاد العالم ونموه ضرورة أن تنشط مؤسساتنا العلمية ومراكز البحث العلمي وجسارة التوسع في المجال التقني والأخذ بأساليب التكنولوجيا الحديثة.. والعمل على زيادة حجم صادرات المواد البتروكيماوية، بل وزيادة الصادرات غير البترولية. إن اليوم الوطني الخالد يذكرنا بموقعنا اللائق على خريطة لعالم المعاصر حسب قول الله تعالى: وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (139) سورة آل عمران.