نعيش في هذه الآونة خلطا مفاهيميا حول الإسلام ومنهجه العلمي وهذا نتيجة وجودنا في عصر اختزل فيه الزمان والمكان والفضاء وتقلصت فيه المسافات التي تجاوزت كل المجتمعات. هذه حقيقة حيث إننا نعيش عصرا تجسدت فيه ظاهرة «العولمة» الأمر الذي يستدعي التأكيد فيه على المنحى المعرفي تجاه مفهوم الإسلام، وإذا عدنا للحقيقة فنحن نعيش عصرا جديدا «معولم» يستدعي ونحن نحدد موقعنا من ظاهرة «العولمة» أن نؤكد المنحنى المعرفي المفاهيمي للإسلام والمنحى الاجتماعي (السيولوجي) فمفهوم الإسلام في التصورالاجتماعي يشير إلى أن أمرا واحدا ذا مصيرين الأول: أيدولوجي (مذهبي) إيماني قاوم بروح وثابة مختلف الثقافات والتيارات الفكرية والمجتمعات المتغيرة. الثاني: استراتيجي يتضمن نظاما عاما للحياة ونمو قيمة إدراكية ومنظومة قيمة أخلاقية ومنهجية علمية تتناول سبل العطاء البناء وتتجه نحو عالم يعمه السلام والعدل في مواجهة التحديات بآليات تستند إلى قيم ومبادئ العدالة والحرية وحقوق الإنسان والشورى ويؤكد هذه المبادئ واقع الإسلام، ومسيرته الحضارية التي تعارض وتتصدى لكافة أنواع العنف أو الطائفية أو التصلب أو الإرهاب الناتج عن العيش في بوتقة من المفاهيم المضطربة والسلبية التي تبرز صورة مغايرة لماهية الإسلام الحقيقي. ومن هنا نشير في هذا المقال إلى بعض من القيم الأخلاقية التي يتضمنها الإسلام عبر مسيرته العظيمة التي تهتم بالفعل وليس بردود الفعل والتي تتفق مع متطلبات العصر والتي تتوافق مع قول الله تبارك وتعالى «وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين» سورة آل عمران آية (139). فالإسلام يحمل قيم السلام والعدالة بين البشر والحق والتسامح وقبول الآخر والعيش في استقرار وأمان فهو يدعو للإصلاح والتطوير والتقدم ويحمل مهمة التصحيح والتنوير، وهذا هو منهج الإسلام. وكون الإسلام دين الوسطية والاعتدال الحضاري فهو يأبى التطرف كما يأبى فكر التطرف. وفي هذا رد على تلك الاتجاهات المجحفة التي تنسب إلى الإسلام مقولة الإرهاب مستندين في ذلك إلى انحراف فئة حادت عن خط السواء المستقيم فخلطوا بين شخص مسلم منحرف وبين الإسلام وهو دين يحض على الإخاء الإنساني والمثل العليا الإنسانية والأخلاق والفضائل الكريمة. والإسلام ينكر الاعتداء والتكبر والبغض والاستغلال وتنكر العهود والمواثيق كما يرفض السفلة والجهل والجهالة والغطرسة واغتصاب الحقوق في ذات الوقت الذي يحض فيه على الترفع عن الفكر الطائفي التميزي وينظر لكافة أبناء الأمة نظرة إيجابية قوامها المساواة المطلقة بين الجميع مع تأكيد الهوية الثقافية ذات النموذج الإدراكي الموحد ومنظومة قيم موحدة على صعيد الأمة الإسلامية جمعاء ويبني على هذا النموذج وتلك المنظومة قواعد البناء الحضاري الإسلامي، ومن خلاله توضع أسس التعامل مع العالم الذي نعيشه وفق القيم الإنسانية الإسلامية فهي قيم توافقية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر قيم العدالة والحرية والتشاورية وحقوق الإنسان .. إلخ ويحدث التوافق بين قيم العالم المعاصر وقيم الإسلام وانسجامها لأنها صادرة عن دستورها المقدس المنزل من قبل رب العالمين لسائر العوالم كلها فهي واردة في الثقافة المحلية كما هي مطروحة في الثقافة العالمية من أجل خير البشرية جمعاء .. والله الهادي لسواء السبيل. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 267 مسافة ثم الرسالة