أقامت الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون قبل أيام حفلاً بهيجاً، شعر كل من حضره بالدفء الإنساني والعاطفة الجياشة لهذا الكيان، خصوصاً من الكبار سناً وعطاء من الفنانين والإداريين المعاصرين لمسيرة الجمعية، مع ما شعر به الآخرون من الأجيال الجديدة وصولاً إلى الموهوبين من شباب الثقافة والفنون، من سعادة غامرة في هذا الحفل كونه جمع مناسبتين في وقت واحد، الأولى المعايدة من كل الحضور لبعضهم البعض بعيد الفطر المبارك، والأخرى الاحتفاء بالرئيس الجديد للجمعية الأستاذ سلطان البازعي الذي كان يتنقّل بين المجاميع التي شكّلتها (طاولات العشاء)، مرحباً بهذا ومتعرّفاً على ذاك، ومجدداً العلاقة بالكثير ممن يعرفونه عن بُعد أو المقربين له من خلال العمل، أو الصداقة التي يتمتع بها مع الكل ومن مختلف أطياف وتنوّعات المجتمع اجتماعياً وثقافياً وفنياً. ألقى الأستاذ سلطان كلمة الترحيب باختصار تقديراً للمناسبة التي لا تحتمل الكلمات، بقدر ما تتسع لتبادل مشاعر الحب والتقدير بين الحاضرين لبعضهم البعض، ختمها بإشارات سريعة في طرحها كبيرة في المعنى، بما تحمله من استشراف للمستقبل، وكما فهمها الكثير إنّ الأيام القادمة مليئة بالعطاء واللقاءات المماثلة .. كانت تلك الكلمات بمثابة وميض بارقة لغيمة مليئة بالغيث الثقافي والفني. لقد أكد اللقاء ما يمكن أن يقال عنه لمٌّ للشمل ووفاءٌ من الجميع، وقبل هذا وذاك ما يدل على أنّ بالإمكان أن تستعيد الجمعية حيويتها ونشاطها ومكانتها، ودورها في بناء الجسد الثقافي بكل عناصره وروافده، لقد شعرت وأنا أدير النظر وأنقله بين الوجوه، بأنّ هناك توقعات وآمالاً كبيرة معقودة على المرحلة القادمة، ولن يتم هذا إلاّ بتضافر الجهود، وأهم من ذلك إقناع وزارة الثقافة والإعلام بأهمية الجمعية وما يجب أن تكون عليه، وليكن في حلمنا الكبير أن تصبح الجمعية هيئة أو إدارة عليا للفنون أبرز تلك الأماني والآمال. ومع أنّ إعادة الترميم والصيانة في نفوس المبدعين أعظم وأصعب من صيانة المباني الخرسانية، فتلك تعني العقول والنفوس والطموح تتأثر وتتحسس لكل تحرك، فإن كان يلبي الاحتياجات تفاعلت معها، وإن لم تكن كذلك صدمت وتراجعت وقد تختفي يوماً ما، ومع ذلك فإنّ الجميع من الحضور يؤملون مع كل اسم جديد أن يحمل معه ما يؤمن قوت مسيرهم القادم بالدعم والتفعيل وتحريك الساكن، ممن لهم سابق حضور إبداعي يعرفون أنهم أقرب للظل منه إلى الأضواء ، واحتواء المتحرك من الأجيال الجديدة. [email protected]