سعدت بتعيين د. سلطان البازعي رئيسًا لمجلس الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون كما سعد غيري في الساحة الثقافية خصوصًا أشقاء الرحم الواحد من الفنانين، تشكيليين كانوا أو مسرحيين، ممن ساهمت الجمعية في تشكيلهم وبلورتهم ولم شملهم في أول مراحل تأسيسها قبل أن يمرّ بالجمعية السنوات العجاف. أقول: سعدت جدًا لمعرفتي الشخصيّة بالدكتور سلطان من خلال تعاملي معه وتشريفه لي بإعداد الملف التشكيلي في النشرة التي تصدرها اللجنة الإعلامية في إحدى دورات مهرجان الجنادرية أو من خلال متابعتي لنشاطه الإعلامي أو الثقافي أو عضويته للكثير من اللجان وقبل هذا وذاك ما يحمله هذا الرجل من ثقة بالنفس وتواضع جمّ وكاريزما وحدها نعمة من الله، وهو بهذا وغيره مما يمتلكه من قدرات يستطيع أن يسلك طريق النجاح ويبقي له في كلِّ موقع إثر وتأثير. قد يعتقد البعض أن وراء هذا الاطراء مصلحة، لكن الحقيقية أكبر مما أشرت إليه ولكم أن تتابعوا ما قيل عنه في الكثير من المواقف والمجالس الثقافية والإعلامية، إلا أنه الشعور بالغبطة واستشراف قادم أيام الجمعية التي لا تقدّر محبتي لها ولم أنسَ ما أتاحته لي من فرص وقت أن كان الأمير بدر بن عبد المحسن رئيسًا لمجلسها ومن دعم وتشجيع في بداية حياتي الفنية من أساتذة لا يمكن إنكار أدوارهم في مقدمتهم الأساتذة أحمد السعد وعبد الله الجار الله والمرحوم محمد السليم والمرحوم عبد العزيز الحماد وغيرهم كثير، قامت على أكتافهم الجمعية مشاركين في وضع لائحتها الأساسية، إلا أنني اليوم بعيدًا عنها في مجال العمل رئيسًا مكلفًا لمجلس إدارة جمعية التشكيليين كنت قبلها نائبًا لرئيس المجلس، ومع ذلك فأنا قريبًا منها بأجمل الذكريات التي جمعتني بأطياف الفن ورواده السليم وضياء عزيز وعبد الحليم رضوي ومحمد الصقعبي من جانب الفن التشكيلي وبالموسيقيين الأحياء منهم أو ممن رحلوا، منهم طارق عبد الحكيم وصالح السيد وحمدي سعد وشادي الرياض أو من المسرحيين عبد العزيز الحماد وبكر الشدي وغيرهم إضافة إلى الروائيين والقاصين. لهذا فما ذكرته عن الدكتور سلطان البازعي لا يشوبه شك وإنما مشاعر صادقة لرجل أرى فيه منقذًا للفنون والثقافة في هذه الجمعية وأجزم وثقتي بالله كبيرة أن الأيام القادمة تحمل الكثير لنا معشر الفنانين سنرى فيها للأجيال القادمة ما كنا نحلم به (فقد هرمنا) ولم يُعدُّ ينفع فينا التشجيع أو الدعم بقدر ما نسعى لتقديم ما نستطيعه من تجارب وخبرات كنوع من رد الجميل تطوعًا دون مقابل. اختم بالدُّعاء إلى الله أن يعين الدكتور سلطان على مجتمع مزاجي، مدلل، غيور على فنه، بقدر ما يغار من منافسيه، لا يقبل القسوة ولا يحبذ اللين، مطالبه لا تنتهي، وطموحه لا يتوقف، يعشق الاندفاع، ويستسهل المغامرة، يفهم الحرية أحيانًا بأبعد مما عليه، يمتطي صهوة حصان إبداعه دون تكلف لكن عينه على العدة والعتاد. يرى في الأنظمة والقوانين ما يكتم أنفاسه، قادر على التعامل معها بذكاء وحنكه، إنهم المبدعون في كلِّ مكان، لكنهم في وطننا الغالي مسكونين بالولاء والانتماء وعشق التراث، حققوا بها المنافسة ورفعوا الرؤوس. [email protected]