لا أجد سبباً يمنع وكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام التي أوكل إليها مهمة دعم الفنون، ومن بينها الفنون التشكيلية، ممثلة في إدارة النشاطات الثقافية وصولاً إلى إدارة الفنون التشكيلية، أن تتابع ما يحدث في العالم بشكل عام وفي محيطنا العربي والخليجي على وجه الخصوص من فعاليات كان الأجدى أن تستفيد منها؛ فقبل أيام أُقيم محفلان إبداعيان عالميان للفنون، أحدهما أرت دبي في (دبي) والآخر بينالي الشارقة (في الشارقة). ومع أن دورات أرت دبي وصلت إلى الخامسة إلا أن بينالي الشارقة قد بلغ العام العاشر من عمره, وكلاهما مؤثر ومهم على الساحة محلياً وعالمياً؛ ما يدعونا إلى طرح التساؤل: لماذا لم يكن لوزارة الثقافة ولوكالة الشؤون الثقافية فيها ولإدارة النشاطات الثقافية التابعة لها دورٌ أو تحركٌ للاستفادة من هذين الحدثين..؟؟ وذلك بانتقاء مجموعة من التشكيليين الشباب، كالذين فازوا بجائزة متقدمة في مسابقات الوزارة أو المشاركين باستمرار في المعارض الداخلية والخارجية, مع أنه لم يكن يحظى بتمثيل الوكالة في معارض للفنون التشكيلية في المناسبات الخارجية إلا اثنان أو ثلاثة, أغلبهم من كبار السن والتجربة من غير المستحقين لهذه الفرص عوداً إلى ما اكتسبوه سابقاً من اطلاع على المستوى العالمي. فلماذا لا تُتاح الفرص لمجموعات أكبر من الشباب، وخصوصاً أن هذه الفعاليات حدثت على مرمى حجر منا، وعلى مرأى عين، لا تكلف الوزارة للمشاركة فيها أكثر من تذاكر أوتوبيس أو طائرة, دون النظر إلى أي درجة تُمنح، مع أن هناك الكثير من الشباب المبدعين يستحقون الكثير من الدعم, أسوة بما تقوم به الرياضة من اهتمام بالجمهور أو الفِرَق وتسهيل سُبُل سفرهم لحضور مباراة وطنية تقام في إحدى دول الخليج, يقابلها نتائج مهمة في حال إرسال مجموعات شبابية (من جيل التشكيليين الواعد)، يُختارون بعناية؛ ليعودوا بالمكتسبات لإثراء الساحة باكتسابهم الخبرات من خلال اطلاعهم على ما يتم في مجالهم في هذه المعارض والفعاليات من تطور وبأيدي محترفين عالميين. هذه المناسبات والفعاليات السنوية يمكن لوكالة وزارة الثقافة للشؤون الثقافية الاستفادة منها؛ ففي منحها للشباب فرصة زيارتها المباشرة والاستماع للفنانين العالميين ما يُعتبر دورات لا يمكن نسيان تأثيرها, وقد سعدتُ أن شاهدتُ عدداً ولو قليلاً من هؤلاء التشكيليين السعوديين الشباب ممن تحملوا عناء السفر وتكلفة الإركاب والسكن على حسابهم, يتجولون بين ردهات معرض أرت دبي الأخير وبينالي الشارقة, تلتهم أعينهم قبل عدسات كاميراتهم ما لذ وطاب من الأعمال الفنية، وأجزم بأنهم سيعودون بالجديد وسيقدمونه أطباقاً شهية لجمهورهم بروح ورائحة الهوية والمحيط. لقد مللنا مما يقام من معارض رغم أهميتها؛ كونها لا تزال في حيز التكرار والتشابه، وما زلنا أيضاً نجتر الدورات اجتراراً دون طعم؛ كون بعضها يُعَدُّ أو يُقدَّم من قِبل أفراد ما زالت تجاربهم قاصرة أو غير متكئة على دراسة أو خبرات سابقة؛ فهل يُستفاد من ميزانية أحد هذه المعارض أو الدورات لتغطية رحلة مجموعة تشكيليين شباب لهذه الفعاليات في السنوات القادمة؟.. مذكراً بأن بينالي الشارقة ما زال قائماً ينتظر مثل هذه المبادرة. [email protected]