لأن التلفزيون السعودي هو رمز الإعلام الرسمي المرئي للوطن الغالي المملكة العربية السعودية، فإن ابتهاج الجميع وتفاعلهم مع برنامج المسابقات التراثي (الديرة) كان متوقعاً وفي محله لأسباب لا تحتاج إلى إسهاب في توضيحها، فهي كضوء الشمس للراصد نختصرها في النقاط الموجزة التالية: أولاً الوطني: لكل وطن تراثه الشعبي وموروثه الذي يتشرف به أبناؤه. وكان برنامج المسابقات التراثي - الديرة - وطنياً بمعنى الكلمة، فقد اشتملت فقراته سواء في الأسئلة أو في المباني المصاحبة للبث في الاستديو على مبان ومنتجات تراثية تمثل (كل مناطق المملكة العربية السعودية)، كما كان هناك (توثيق لكل لهجات أبناء المناطق والقبائل السعودية)، وفي ذلك تجسيد مشرف للوطن وأبنائه وللحمة الوطنية الغالية والانتماء المشرف لأرض الوطن الكريم. ثانياً: الاجتماعي: مقدم البرنامج هو الفنان السعودي المعروف ماجد مطرب فواز وهو ابن الفنان السعودي المعروف مطرب فواز الذي سبق ابنه بتقديم أدوار شعبية وتراثية كثيرة وهما غنيان عن التعريف، وبالتالي فإن مقدم البرنامج جمع بين روح الفنان في التعامل الرائع مع المشاهدين وبين معرفته لأدق تفاصيل لهجات المناطق ودقة نطقه لأسماء المنتجات اليدوية والتراثية السعودية (حتى في الزي السعودي الأصيل الذي يرتديه) وهو أمر يصعب على غير السعوديين تقديمه، وقد لاحظنا في قنوات أخرى خاصة أن غير السعوديين من الأشقاء العرب حاولوا تقديم التراث والموروث السعودي فصعب عليهم ذلك جداً وأصبح أسلوب بعضهم محل تندر في أسلوب نطقهم وهذا أمر بدهي. يقول الشيخ عبد الله بن خميس - رحمه الله - في كتابه (الأدب الشعبي في جزيرة العرب): «اللغة الشعبية، وفهم البيئات، والتقاليد في كل شعب، وقفٌ على أهلها... إلا من جرّد نفسه وتخصص في ذلك، وهو أمر من الصعوبة بمكان). ثالثاً مهني وتنافسي: مثل هذا البرنامج الناجح تحسب مهنيته وتميزه للتلفزيون السعودي والقائمين عليه من جهة، ومن جهة أخرى يمثل دعم المسؤولين المادي اللا محدود المتمثل بجوائز مادية قيّمة متفاوتة، أعلاها شيك بمبلغ خمسين ألف ريال في كل حلقة رداً على من يقول ان الوسائل الإعلامية الرسمية لا تدعم مادياً التراث والموروث الشعبي، ثم ان دولة غنية بالتراث والموروث الشعبي تقف في الصدارة لكل الأسباب مجتمعة عند مقارنتها بغيرها، فالتراث والموروث لا يقاس بالمال بقدر ما يكون المال داعماً بشكل جزئي وهذا أمر لا يغيب عن فطنة الجميع.