يكمل المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) الذي ينطلق مساء اليوم الأربعاء في دورته الخامسة والعشرين مسيرة ربع قرن من الاحتفالية التي تعودنها في كل عام. ربع قرن من التراث، والثقافة والاحتفاء بهما، عاشت الجنادرية من خلالها مسيرة ثقافية كونت مشهدًا متكاملاً عن المملكة وما تحمله من موروث ثقافي، وخلال ربع قرن كرمت الجنادرية ما يقارب 25 شخصية ثقافية ووطنية في مختلف المجالات والإبداعات، كما قدمت 25 لوحة فنية من خلال أوبريتها السنوي، والمهرجان برعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. جائزة التراث والثقافة مرتقبة وبعد ربع قرن من مسيرة من هذا المهرجان الوطني فقد صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله على تبني جائزة عالمية للباحثين والمهتمين بمجال التراث والثقافة على المستوى العالمي وتحمل مسمى (جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للتراث والثقافة) وستكون هناك جائزتان سنويًا تتمثل في جائزة الملك عبدالله العالمية للثقافة، وجائزة الملك عبدالله العالمية للتراث، كما سيكون مجلس أمناء للجائزة بمشاركة عدد من كبار المسؤولين وسيكون هناك أمين عام للجائزة يتولى القيام بكافة المهام الإدارية والتنظيمية والمهنية للجائزة إضافة إلى تشكيل هيئة استشارية متخصصة لوضع نظام الجائزة بكل تفاصيله الكاملة وآلية الاختيار والترشيح وكل ما يتعلق بالجائزة. وتقدر القيمة المالية للجائزة بمليون ريال لكل جائزة بالإضافة لشهادة براءة وميدالية باسم الجائزة، كما أن هذه الجائزة ستكون متاحة للباحثين من المملكة ومن كل أنحاء العالم وسيبدأ تسليم جوائزها في حفل افتتاح المهرجان الوطني للتراث والثقافة سنويًا اعتبارا من العام المقبل في الدورة السادسة والعشرين للمهرجان. الجمهورية الفرنسية وامتدادًا للتقليد الثقافي الذي ينتهجه المهرجان في استضافة دولة شقيقة أو صديقة كضيف شرف في كل عام، تشارك الجمهورية الفرنسية في جنادرية 25 كضيف شرف هذا العام حيث سيتعرف الزائر على الثقافة الفرنسية والمدن الفرنسية من خلال العروض التي ستقدم في الجناح الفرنسي وسيقام نادي أمام الجناح ستقدم فيه بعض العروض الرياضية وساحة لتعليم الأطفال أصول القيادة وأنظمة المرور وساحة للعبة البوتونق وسيتيح الجناح فرص غنية للتعرف على ثقافة هذه الدولة الصديقة. منطاد ملك الإنسانية ويحمل المهرجان في هذا العام مبادرة جديدة وذلك بإطلاق منطاد يحمل صور خادم الحرمين الشريفين وعلم المملكة العربية السعودية بعنوان «منطاد ملك الإنسانية»، ويحلق عبر عدد من الدول الشقيقة والصديقة في رحلة تستغرق أكثر من عام ليشارك في كثير من المناسبات والمحافل الدولية. ويهدف المنطاد إلى تعريف شعوب العالم بالتطوير والتقدم الذي تعيشه المملكة وشرح رسالة خادم الحرمين الشريفين العالمية بضرورة الحوار بين الأديان والتعايش السلمي بين الشعوب. أوبريت «وحدة وطن» ويشتمل حفل الافتتاح على تقديم أوبريت الجنادرية بعنوان»وحدة وطن» الذي كتب كلماته الشاعر ساري ولحنه الفنان ماجد المهندس والفنان ناصر الصالح. ويؤديه محمد عبده، عبد المجيد عبد الله، راشد الماجد، عباس ابراهيم، ما جد المهندس والطفل خالد الجيلاني، وأداء درامي الفنان راشد الشمراني كما تشارك صوتًا الفنانة فدوى المالكي، والفنانة يارا، فيما ستقوم قناة MBC التلفزيونية بتنفيذ هذا الأوبريت. انسجام بين الرسالة والمؤسسة ويهدف المهرجان الذي غدت إقامته ظاهرة سنوية إلى التأكيد على القيم الدينية والاجتماعية التي تمتد جذورها في أعماق التاريخ لتصور البطولات الإسلامية لاسترجاع العادات والتقاليد الحميدة التي حث عليها الدين الإسلامي الحنيف، وإيجاد صيغة للتلاحم بين الموروث الشعبي بجميع جوانبه وبين الانجازات الحضارية التي تعيشها المملكة العربية السعودية والعمل على إزالة الحواجز الوهمية بين الإبداع الأدبي والفني وبين الموروث الشعبي، وإيجاد صيغة للتلاحم بين الموروث الشعبي بجميع جوانبه وبين الانجازات الحضارية التي تعيشها المملكة العربية السعودية والعمل على إزالة الحواجز الوهمية بين الإبداع الأدبي والفني وبين الموروث الشعبي، والحث على الاهتمام بالتراث الشعبي ورعايته وصقله والتعهد بحفظه من الضياع وحمايته من الإهمال، والعمل على صقل قيم الموروث الشعبي ليدفع برموزه إلى واجهة المخيلة الإبداعية ليكون في متناول المبدعين خيارات من موروثاتهم الفنية بألوان الفن والأدب، وتشجيع دراسة التراث للاستفادة من كنوز الايجابيات كالصبر وتحمل المسئولية والاعتماد على الذات لتدعيمها والبحث في وسائل الاستغلال الأمثل لمصادر البيئة المختلفة، والعمل على التعريف بالموروث الشعبي بواسطة تمثيل الأدوار والاعتماد على المحسوس حتى تكون الصورة أوضح وأعمق، وإعطاء صورة حية عن الماضي بكل معانية الثقافية والفنية. ويمثل المهرجان انسجامًا متكاملاً مع رسالة الحرس الوطني كمؤسسة حضارية له مهمته المتميّزة في إطار السياسة الرشيدة التي وضعت له من قبل قيادته الحكيمة، ومؤشّرًا أيضًا على اهتمامها بالتراث والثقافة والتقاليد والقيم العربية الأصيلة حتى أضحى عملاً بالغ التعبير لما يضمّه من ألوان التراث المعبّرة عن تاريخ وحضارة هذه البلاد ولما يحفل به من إثراء للفكر وإزكاء لروح الإبداع. لقد كان الحرس الوطني رائدًا في تبنيه هذا المهرجان وتنظيمه له في كل عام أثبت من خلاله القدرة على إتاحة الفرصة للقاء المفكرين والمثقفين بعضهم ببعض من داخل المملكة ومن العالم العربي والإسلامي ومن مختلف دول العالم، إضافة لما يقدمه من جوانب تراثية وفكرية وإبداعية وفنية وفلكلورية مؤكدًا من خلال ذلك أن هذا الصعيد الرحب الذي هيأه الحرس الوطني ليس إلا تأكيد لهوية الأمة وتعميق لقيمها ومبادئها وترسيخًا لملامح حضارتها، كما يعكس صورة جليّة لاهتمام حكومتنا الرشيدة وأبناء هذا الوطن المعطاء بتراثنا وحضارتنا وثقافتنا العربية والإسلامية ودليلاً على أن الحضارة لا تقتصر على التطوّر التقني والمادي، بل إنها قبل كل شيء تعتمد على الفكر والثقافة والقيم والأخلاق. تنوع في النشاط الثقافي ويتنوع النشاط الثقافي للمهرجان هذا العام بي بين عدد من الأنشطة منها مسابقة القرآن الكريم والتي تسعى منذ انطلاقتها قبل خمسة عشر عامًا إلى تحقيق أهداف قيمة شاملة تتجه إلى فئة الطلاب والطالبات بمراحل التعليم العام (ابتدائي – متوسط – ثانوي) بمدارس وزارة التربية والتعليم ومدارس وزارة الدفاع والطيران وحلقات تحفيظ القرآن الكريم بالجمعيات الخيرية التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد والمعاهد العلمية التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ومعهد القرآن الكريم بالحرس الوطني، وأهم أهداف المسابقة: الإسهام في جهود الدولة نحو نشر القرآن الكريم وتشجيع الإقبال عليه، وإبراز الدور الذي يقو به الحرس الوطني في هذا المجال، وتربية الأبناء على هدي القرآن الكريم وتعاليم السنة النبوية الشريفة، وتعريفهم بمصادر التشريع الإسلامي التي يُستمد منها المنهج السليم للحياة، واستثمار مناسبة المهرجان لإيجاد روح المنافسة الشريفة بين الناشئة. إضافة إلى تنظيم المهرجان إلى معرض للكتاب ويعد المعرض من الفعاليات الثقافية الذي يقام ضمن نشاطات المهرجان الوطني للتراث والثقافة ويشارك في المعرض هذا العام العديد من القطاعات الحكومية ودور النشر المختلفة ومنها: الحرس الوطني، ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وعمادة المكتبات بالجامعة الإسلامية، ومكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض، والشئون الإعلامية لمجلس التعاون الخليجي، ووزارة الخدمة المدنية، ووزارة التعليم العالي، وجامعة الملك سعود، وجامعة الملك فيصل، ومعهد الإدارة العامة، والهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، إضافة إلى أكثر من 100 دار ومكتبة خاصة. كما تتضمن فعاليات مهرجان الجنادرية الخامس والعشرين برنامج للفن التشكيلي ويشتمل على: إقامة المعرض العام لفنانين وفنانات تشكيليين في صالة الفنون التشكيلية في قرية الجنادرية، وإقامة معرض تشكيلي مصغر يضم عددًا من الأعمال التشكيلية المميزة لكبار الفنانين التشكيليين ويهدف المعرض إلى إطلاع ضيوف المهرجان في مقر إقامتهم على جانب من الإبداع السعودي في هذا المجال، وستكون هناك مشاركة خليجية في هذا النشاط من أكثر من دولة خليجية. إضافة إلى النشاط المسرحي الذي يتنامى في كل عام بشكل ملموس ويجد فيه قطاع المسرحيين فرصة لعرض العديد من التجارب المسرحية التي تفتح آفاقًا واسعة لوضع آلية تستقطب في بؤرته دور المسرح وتنشر إبداعات الشباب في فن درامي ينضح بالكثير من المعطيات التي تعبر عن واقع مجتمعنا. كما يعتبر الشعر الشعبي من أهم أنشطة المهرجان الوطني ويحظى بمتابعة وحضور متميز من قبل المتابعين ويشارك فيه عدد من ابرز شعراء المملكة، ويشهد هذا الجانب إضافات جديدة في المهرجان حيث تضم الفعاليات 4-5 محاورات كل ليلة وتقديم شعر النظم في مختلف أغراض الشعر والعزف على الربابة والألغاز وقصائد لبعض الشباب. ويحمل المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الخامسة والعشرين إضافات جديدة في نشاطه التراثي الذي يمثل الجناح الثاني لأنشطة المهرجان من النشاط الثقافي حيث يشمل هذا الجانب السوق الشعبي بدكاكينه وأجنحته وساحاته الداخلية والخارجية التي تتنوع فيه الأنشطة وتتناغم لترسم صورة حية لممارسات ماضي الآباء الأجداد. ويدخل ضمن هذا النشاط الحرف التقليدية التي تمثل مناطق المملكة والتي تقام لها نماذج في القرية بطرازها المعماري المميز وحرفها وفنونها وعاداتها وتقاليدها، ومن أولويات النشاط التراثي بالمهرجان إبراز أوجه التراث الشعبي المختلفة من خلال تقديمه نماذج للصناعات اليدوية والحرف التقليدية إطلالة على الماضي يفتحها المهرجان أمام الجيل المعاصر ويتابع جمهور وزوار القرية الشعبية في هذه الدورة للوحات الرائعة التي تقدمها فرق الفنون الشعبية التي تمثل المملكة حيث تشارك هذا العام أكثر من 24 فرقة شعبية بعدد إجمالي يصل إلى 600 شخص. النشاط التراثي والثقافي النسائي أما فعاليات النشاط النسائي التراثي فتبدأ مع برنامج يضم العديد من العروض التراثية واللوحات الفنية المعبرة عن الانتماء للوطن وعرض تراثه في أجنحة المناطق بما ينعكس على حياة الناس ونمط الحياة السائدة قديمًا, وقد أثبتت النشاطات النسائية على أرض الجنادرية قدرة المرأة السعودية على خدمة تراث بلدها الأصيل وترجمته بوعي على أرض الواقع, حيث تقام الأنشطة التراثية في قرية الجنادرية من خلال الحرف اليدوية النسائية القديمة في المعرض الحي للمهن اليدوية النسائية التي تمثل مناطق المملكة من عرض ألوان من الفلكلور الشعبي وعادات الزواج المتبعة قديمًا. كما يتضمن النشاط عروض الأطفال وهي للألعاب الشعبية للأطفال قديما يقدمه مجموعة من الأطفال. ويحفل النشاط الثقافي النسائي في هذا العام ببرامج و نشاطات متنوعة حيث سيقام حفل النشاط الثقافي النسائي يوم السبت 4/4/1431 ه بالقاعة الكبرى بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالمربع و سيتضمن حفل افتتاح النشاط الفعاليات التالية: أوبريت بمناسبة مرور 25 دورة من دورات المهرجان تحت عنوان «بوح نسائي في حضرة الوطن»، إضافة إلى تكريم المشاركات، وأمسية شعرية تشارك فيها الشاعرات: نبيلة الخطيب و نادية البوشي و خالدة باجنيد وتدير الأمسية الأستاذة هيفاء القحطاني، وعدد من الفعاليات والندوات والمحاضرات الأخرى.