في أواسط الثمانينيات الهجرية قام وزير الزراعة والمياه آنذاك الشيخ حسن المشاري، بزيارة لمنطقة القصيم - يوم أن كانت منتجاً رئيساً للبطيخ والشمام والعنب - وقد رحّب أهالي المنطقة ومزارعوها (بمندوب الفيصل) ومرافقيه وأقاموا لهم حفلاً كبيراً. كما قام معالي الوزير بزيارة مزارع آل الراشد المسمّاة (الدغمانيات) التي تبعد عن بريدة 70 كيلو متراً شمالاً، وتشتهر بإنتاج نوع من البطيخ يسمّى (السيدلان) حجمه كبير ويبلغ طول الواحدة منه 80 سنميتراً تقريباً. في حفل التكريم الذي أقامه الأهالي، اشتكى المزارعون في القصيم لوزير الزراعة والمياه معاناتهم في تسويق إنتاجهم من البطيخ والشمام، حيث إنه يصل إلى بعض مناطق المملكة (مرضرضاً) - نظراً لطول ورداءة كثير من الطرق في ذلك الوقت -، وقد أُثر عن الوزير المشاري قوله: إنّ وزارته ربما اتفقت مع الخطوط الجوية السعودية لنقل البطيخ والشمام بالطائرات من القصيم إلى مناطق المملكة! لكن الفكرة لم تر النور ولم تنفّذ، وظلّت الحاصلات الزراعية بمنطقة القصيم تُنقل براً عن طريق الشاحنات إلى يومنا هذا. تُرى لو نُفّذت الفكرة ونجحت، هل سيباع البطيخ المجولق (المنقول جواً) حسب تعريف مجمع اللغة العربية، هل سيباع بسعر أغلى من سعر البطيخ المنقول براً؟ إنّ خير من يجيب على هذا التساؤل هم من يدللون على البطيخ قائلين: حبحب على السكين، حبحب على السكين. - بريدة