رؤية نقدية - عبدالله محمد الرشيد: المتابع لمنافسات الكرة الطائرة للفترة الماضية نهاية الموسم يلاحظ أن نهائي بطولة الدوري الممتاز الذي أقيم في مدينة جدة يوم الخميس 19-6-1433ه كان مخيباً للآمال رغم الحضور الجماهيري المميز الذي حضر النهائي، ولكن المناسبة لم تخدم بأي جهد من اتحاد الطائرة المنظم للقاء يوحي أنه يقام نهائي لأهم المسابقات المحلية. واستطاع الهلال أن يكسب اللقاء 3-1 وكان الشوط الرابع وأحداثه أبرز ما ميز اللقاء عندما وصلت النتيجة 40-38 وتوج الهلال باللقب ال13 لبطولة الدوري. وعدد مباريات الدوري 90 مباراة وتم التعامل مع النهائي كبقية المباريات الأخرى وهو عمل غير احترافي فينبغي أن يحظى النهائي باهتمام خاص لأن فيه فائز وبطل الموسم لأهم البطولات المحلية وتتويج لأصحاب المراكز الثلاثة الأولى بالدوري الممتاز. والخبرات التراكمية لاتحاد الطائرة تزيد على خمسين سنة حيث تأسس الاتحاد عام 1383ه ثم يكون تنظيم نهائي الدوري بهذه الطريقة البدائية وهذا لا يخدم اللعبة. وفي نهائي بطولة النخبة الذي أقيم يوم الخميس 26-6-1433ه انتهى هلالياً أيضاً بنتيجة 3-1 ولأن المناسبة تزامن معها مهرجان اعتزال عبدالله الخليفي الحكم السعودي العالمي للكرة الطائرة ولكون المنظمين لمهرجان الاعتزال يملكون فكراً وحساً رفيعاً لاحتياجات المهرجان وبطولة النخبة، ولهذا تابعنا تنظيماً مختلفاً وشاهدنا بساط الكرة الطائرة المفيد للاعبين والحكام والجماهير بالصالة والمشاهد عبر النقل التلفزيوني المباشر وحلاوة التصوير والإعادات والإخراج. كما شاهدنا وجود اللوحات الإعلانية التي حددت المنطقة الحرة للعب واللافتات والاستاندات والملصقات والشعار للمهرجان والعبارات المنتقاة بحق المحتفى به والتي أضافت جمالاً على التنظيم الذي لم نشاهده في نهائي الدوري والفارق بينهما أسبوع واحد فقط. وعدد مباريات بطولة النخبة 6 مباريات وحظيت بالاهتمام. لأن مهرجان اعتزال الخليفي تزامن معها وإلا لأصبح نهائي النخبة بالرياض مثل نهائي الدوري بجدة. وهذا شيء يؤكد أن الاتحاد لا يعتني بنهائيات بطولاته ولا يجيد تسويقها. والمقارنة بين نهائي الدوري بجدة ونهائي النخبة بالرياض موجود بشريطي النقل للنهائيين والفوارق واضحة ولا تحتاج إلى استدلال فالشكر موصول للقناة الرياضية السعودية والقائمين عليها لاهتمام بالنقل على الهواء مباشرة لبطولة النخبة ونهائي الدوري وحسن التنظيم لمهرجان الاعتزال ونهائي النخبة قد رمى بالكرة في ملعب اتحاد الطائرة لتغيير مفاهيمه للاهتمام بالنهائيات مستقبلاً وتوفير مقومات النجاح لها. والاتحاد السعودي للكرة الطائرة قد أكمل مدته النظامية بالمجلس أربع سنوات بتاريخ 30-3-1433ه طبقاً للوائح وهي فترة كافية لتقييم الوضع العام للاتحاد. والمتابع القريب للعبة يعرف أن الاتحاد فترة هذا المجلس لم يوفق في تنظيم البطولات المحلية بدليل العودة لنظام الدوري القديم (دوري في دورين بعشر فرق) المطبق لأكثر من ثلاثين سنة وغير المفيد للاعبي المنتخب والشاهد ضعف وتردي نتائج المنتخبات في جميع المشاركات مدة هذا المجلس فلم تحقق المنتخبات السعودية أي بطولة. والبطولات المحلية لا توظف لخدمة مشاركات منتخباتنا الوطنية. وهذا أدى إلى هبوط مستوى اللعبة وضعف الحضور الجماهيري لمعظم المباريات واقتصار المنافسة على فريقين. ويوجد أفكار أخرى لنظام الدوري تعالج كل السلبيات للنظام القديم. وفي بداية عمل المجلس كان المؤثرون بالقرار باتحاد الطائرة يرفضون الاهتمام بالقاعدة وإيجاد دوري الناشئين وهذا أثر سلبياً على نتائج المنتخبات السنية. حتى جاء الفرج من الرئاسة أسوة ببقية الاتحادات وأقر دوري الناشئين للعبة الكرة الطائرة بحمد الله. كما أن القرارات الارتجالية الخاطئة في بعض المشاركات للمنتخبات غير مبررة مثل المشاركة بالصف الثاني وتغيير 90% من عناصر المنتخب في الدورة العربية بقطر والاستغناء عن خدمات المدرب الوطني خالد العمار الذي حقق مع منتخب المملكة الأول المركز السابع في الدورة الآسيوية السادسة عشر بقوانزوا بالصين. ثم تم إقالته بعيداً عن المجلس وفي الغرف المغلقة. والمدربين الذين جاءوا بعده حققوا المركز الخامس في الدورة الخليجية الأولى الأولمبية بالبحرين. ولم يتأهلوا عن الدور التمهيدي بالدورة العربية الثانية عشر بقطر فعقودهم مستمرة. وأي طموح يسعون إليه وهم راضين عن هذا الجهاز التدريبي وهذه نتائجه وأفكار التطوير التي قدمت من بعض الأعضاء وحفظت بالأدراج ولم تعرض ولم تناقش بشكل رسمي باجتماعات المجلس فينبغي إعادة مراجعتها للاستفادة منها. والمنتخبات للكرة الطائرة السعودية قد حرمت من المشاركة في جميع البطولات الآسيوية التي نظمها الاتحاد الآسيوي للكرة الطائرة في السنوات الأربع الماضية لأن الخلافات الشخصية قد ألقت بظلالها للاعتذار عن المشاركة بهذه البطولات وهذا توجه غير مقبول مهما كانت المبررات وكانت الدعوات للمشاركات بالبطولات الآسيوية تحفظ بالأدراج ولا تعرض على المجلس. والدكتور صالح بن ناصر رئيس الاتحاد الآسيوي للكرة الطائرة عرض على الاتحاد السعودي للكرة الطائرة إمكانية استضافة إحدى المجموعات الآسيوية المؤهلة للتصفيات النهائية الموصلة لكأس العالم وأن الرئاسة ستتحمل كامل نفقات الاستضافة بالمملكة أو المشاركة في المجموعة في إحدى الدول الخليجية القريبة ثم ترفض الاستضافة بالمملكة والمشاركة أيضاً. والملاحظ أن أفكار التطوير التي قدمتها للاتحاد وهي أكثر من (200) صفحة فبعد إعفائي من عضوية المجلس أصبح يتم الرجوع إليها ومنها مقترح البرنامج التلفزيوني المتخصص لكرة الطائرة وهذا شيء إيجابي وأتمنى أن تناقش كافة الأفكار باجتماعات المجلس وتتخذ القرارات المناسبة حيالها بشكل رسمي بدلا من حفظها بالأدراج. والاتحاد الذي لا يهتم بالقاعدة ولا يرغب المشاركة في كأس العالم ولا يقبل بأفكار التطوير ولا يهتم بالنهائيات ولا يحسن تنظيم البطولات المحلية ولا يحقق النتائج الإيجابية للمنتخبات الوطنية ويعتذر عن المشاركة في البطولات الخليجية للكرة الطائرة المصاحبة لكأس الخليج لكرة القدم مع أن نفقاتها على البلد المستضيف. كما أنه لا يوجد روزنامة لبطولاته المحلية ومشاركته الخارجية للأندية والمنتخبات ولم يحقق أهداف الاتحاد فهو تائه وما يقومون به هو الترقيع وبلا منهجية ولا رؤية مستقبلية. والاتحاد السعودي للكرة الطائرة لم يسبق له استضافة اللجنة التنظيمية للكرة الطائرة بمجلس التعاون لدول الخليج العربية ولوائح العمل المشترك بالأمانة العامة لدول المجلس تنص على انتقال مقر اللجنة التنظيمية بين الدول الأعضاء بشكل دوري كل أربع سنوات ومسؤولي اتحاد الطائرة السعودي يتهربون من هذه الاستضافة للجنة التنظيمية منذ تأسيسها قبل حوالي عشرين سنة وهو توجه غير مسؤول. وكأن الكوادر السعودية بالاتحاد غير مؤهلة لهذه الاستضافة. فالمملكة هي رائدة العمل المشترك بالأمانة، والمطالبة بالانتقال من مرحلة المجلس إلى الاتحاد بين دول الخليج العربي وينبغي أن يقوم اتحاد الطائرة السعودي بمسؤولياته ويستضيف مقر اللجنة التنظيمية للكرة الطائرة بدول المجلس في دورتها القادمة. ومن يعمل في الشأن، العام مثل الاتحاد السعودي للكرة الطائرة عليه أن يتقبل النقد ويقبل بأفكار التطوير والنقد ظاهره صحية لتلمس جوانب القصور والخلل الإداري والمالي باتحاد الطائرة والعمل على تفاديها. ومن لا يقبل بالنقد ولا يقبل بأفكار التطوير فعليه أن يغير منهجيته وسلوكه أو يترك المجال لغيره للتشرف بخدمة الوطن من خلال المجال الرياضي. وبصراحة فأوضاع اتحاد الطائرة غير جيدة وبحاجة ماسة إلى فكر جديد للنهوض باللعبة ولتهب عليها رياح التغيير والتطوير والتجديد لكل مفاصل اللعبة واللجان العاملة بالاتحاد باستثناء لجنة الحكام التي تقدم عمل مشرف بالاتحاد. وحقيقة اتحاد الطائرة مع هذا المجلس أن الذي يديره متعاقد ويكلف الاتحاد شهرياً خمسة عشر ألف ريال وكأنه لا يوجد كوادر سعودية لشغل هذا المكان. والأمل معقود بانتخاب مجلس إدارة اتحاد جديد بعد أولمبياد لندن 2012م لإعادة صياغة الكرة الطائرة السعودية ويعرف احتياجاتها ومراحل تطورها ووضع استراتيجياتها للحاق بركب المتقدمين. ولأن إمكاناتنا أفضل بكثير من واقع نتائجنا الحالية، وهذا الحديث ليس تحاملاً على الاتحاد وأرجو أن يربط بواقع اللعبة ونتائج المنتخبات والإخفاقات المتتالية في جميع المشاركات بجاكرتا والقاهرة واللاذقية وبيروت ومسقط ودبي والخير وجدة وسنغافورة والكويت والغردقة والمنامة والدوحة وغيرها. والرئاسة العامة لرعاية الشباب دعمت اتحاد الطائرة فترة هذا المجلس بأكثر من عشرين مليون ريال والنتيجة ولا بطولة حققتها المنتخبات الوطنية للكرة الطائرة السعودية على كل المستويات (ناشئين، شباب، أول، شاطئية) مدة هذا المجلس. والرؤية النقدية الموضوعية لواقع الاتحاد مليئة بالملاحظات السلبية ودوائر الضعف أكبر من دوائر القوة والاتحاد هذه منهجيته وهذه أساليبه في إدارة اللعبة. فشيء طبيعي أن تكون هذه المحصلة النهائية للنتائج. والإشكالية هي في حجب المعلومات الأساسية الضرورية للعملية الإدارية عن مجلس إدارة الاتحاد لينقاد للتوجهات غير السليمة. وعندما تكون قيادة الدفة لغير الملمين بالنشاط وخصوصية اللعبة يكون التعلم بالمحاولة والخطأ وهو أسوأ أنواع التعلم وهذا هو مصدر الفشل. والرياضي الحقيقي الطموح ينشد الأفضل دائماً ويتطلع إلى الأحسن لاستثمار الدعم والإمكانات لتحقيق الإنجازات للكرة الطائرة السعودية. والله الموفق. *لاعب دولي وحكم ومعلق رياضي لمنافسات الكرة الطائرة - عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي للكرة الطائرة سابقاً