الذين عرفوا صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية منذ عمله في إمارة مكةالمكرمة وكيلاً لها، يعرفون عن سموه الحزم والعزم والتمتع بخبرة فريدة وخصال حميدة متعددة أضفت على منهجية سموه الكثير من التقدير والاحترام، وأصبح لنهجه في العمل الحكومي والإداري الكثير من الصفات، كبعد النظر وحصافة الرأي ومساندة الضعيف والمحتاج وصاحب الحق، حزم وعزم لا يلين في مواجهة المخالفين، والعفو والصفح والغفران لأولئك الذين يرى في مستقبل أيامهم نكوصاً عن ما تعودوا عليه من مخالفات، بل أصبح باب التوبة والأوبة على مصرعيه لأولئك لدى سموه مفتوحاً لإتاحة الفرصة لهم والعودة إلى طريق الحق والصواب. كما أن مساندة سموه الواضحة لأصحاب الفضل ورجال القضاء والعلماء والدعاة والهيئات وأعمال الخير كانت سمة من سمات سموه، اتصف بها وحافظ عليها طيلة عمله إلى أن انتقل سموه نائباً لوزير الداخلية فتدرب في مدرسة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- الذي كان وزيراً للداخلية بالإضافة إلى مهام جلالته القيادية والأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- الذي لازمه سموه لسنوات تعلم من نبع صفاته الحميدة وقيادته الإدارية وحصافته المعهودة محلياً وعالمياً في تنظيم هذه المدرسة كعضو فاعل فيها وسند كبير وعون لأخويه، وامتدت مهامه القيادية لتشمل أعمال العمل اليومي كافة في الوزارة القيادية وزارة الداخلية التي تشرف على عدد كبير من القطاعات الأمنية الكبيرة كالإمارات والأمن وسلاح الحدود والإدعاء العام والجوازات والدفاع المدني والقوات الخاصة وقوات الطوارئ. وعندما اشتعلت نيران الفتنة الداخلية من عناصر هدامة ومغرضة وخارجة عن القانون، كان سموه مع أخويه عوناً وسنداً وصاحب رأي مخلص وعزيمة ثاقبة لا تلين. فوزارة الداخلية من أهم الوزارات السيادية التي تشرف على أهم القطاعات القيادية السيادية، وتحمي سياج الأمن الوطني وتذود عنه بكل حصافة ومهنية. فهذه الوزارة هي التي تمنحنا شهادة الميلاد وشهادة الاستمرار «بطاقة الأحوال» والعائلة ما دام الفرد السعودي ذكراً أو أنثى على قيد الحياة. وتتعلق حياة المواطن بهذه الوزارة يومياً في ذهابه وإيابه وسفره وترحاله، وهي تلازمه لحمايته ودرء أسباب الانحراف عنه، فهي سياج الأمن في حماية حدوده وضمان سلامته وطريق السلامة عندما يستخدم سيارته. إن أعمال الوزارة تتعلق بأمن وسلامة المواطن اليوميةفي أمنه وسلامته وحمايته حتى من نفسه.. إن الإضافة لسموه بتعيينه وزيراً للداخلية استمرار للنهج الكبير الذي خط طريقه سلفه الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- ويساعده في ذلك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز الذي يشاطر سموه في تحقيق إنجازات أمنية كبيرة، وأصبح سموهما من العلامات الفارقة في المسيرة الأمنية محلياً وخارجياً. فنهج الوزارة في المناصحة وفتح باب التوبة والعفو عند المقدرة، وفتح أسباب الحياة الكريمة لأولئك الآيبين عن طريق الغي والاهتداء إلى سبيل الرشاد. وسموه مستمع جيد وصاحب رأي حصيف ولياقة ذهنية عالية نتمتع بحديث سموه لوسائل الإعلام ولمنسوبي الوزارة، حيث لا يداور ولا يحاور بل يتجه مباشرة إلى النقاط الأمنية الهامة التي يهم المستمع والمواطن. ولسموه في ذلك مدرسة فريدة اختص بها في الاستماع والإلقاء ووضع النقاط على الحروف. إن الحديث عن سموه وخصاله الجمة والفريدة وخبرته الأمنية الطويلة التي جعلت ولي الأمر -حفظه الله- يختصه بهذا المنصب استمراراً للنهج التي سارت عليه هذه الوزارة طيلة الخمسين عاماً الماضية، كما أن اختصاص سموه -حفظه الله- بمناصرة رجال القضاء والدعاة ورجال هيئات الأمر بالمعروف ودعمهم ومد يد العون لهم مع ما تتعرض له هذه الأجهزة من هجمات إعلامية مغرضة لصفة فريدة وحميدة لسموه الكريم.. وفقه الله وسدد خطاه. د. عبدالله إبراهيم الحديثي [email protected]