لم نفاجأ نحن السعوديين لهذه السلاسة وهذا الحب الكبير عندما صدر الأمران الملكيان الكريمان بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وليًا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء وزيرًا للدفاع، فهو الشخصية الفذة القيادية الحكيمة، وتعلم في مدرسة المؤسس عبدالعزيز، وكان الأمر الملكي الثاني بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزيرًا للداخلية وهو الرجل الذي قضى فترة زمنية كبيرة عضدًا لأخيه نايف بن عبدالعزيز. نسأل المولى أن يحفظ خادم الحرمين ويديم عليه الصحة، نعم ان أعمال نايف عديدة وكبيرة، ونحن نعرف قضية الارهاب وكيف كانت ظروف هذه القضية ونعرف دور نايف في هذه القضية الذي اتسم بالحكمة والحنكة في اصعب الظروف بل لا نتجاوز الحقيقة اذا قلنا انه كان رحمه الله تعالى له مقدرة عجيبة على مجابهة الاحداث مهما بلغت من الجسامة والتعقيد. نعم ان اعمال نايف بن عبدالعزيز تعطي دلالة على انجاز العظماء فهو مهندس حشود الحجاج وهو قائد الامن وصاحب الحصافة في اتخاذ القرار اما اعماله الانسانية فيكفيه رحمة ونورًا وبردًا شهداء الواجب وتسهيل أمورهم وأياديه البيضاء لا يمكن حصرها في كلمات، ويأتي دعمه للتعليم والكراسي البحثية والعلمية والفكرية رافدًا جعل له حبًا وتقديرًا لدى الجميع ووضع له بين قادة العالم العظماء بصمة لن تزول فقد رسخ المفاهيم الاسلامية والمبادئ الاخلاقية والقيم الانسانية فحق لنا أن نفاخر بنايف، كيف لا وهو السد المنيع لحفظ امن هذا الوطن حتى اصبح نايف بن عبدالعزيز احد رموز مكافحة الارهاب، كان رائعًا "رأي الشرق" تحت عنوان "إرث نايف وجاء فيه.. لكن ما يطمئن كل حريص على امن المملكة ويرد كل طامغ خائبًا على عقبيه أن سمو ولي العهد - رحمه الله- كان رجلًا صاحب رؤية ثاقبة وقرارات حكيمة جعلت من نهجه لمكافحة الارهاب وحفظ الامن استراتيجية تغرس اسسها عميقًا في فكر الدولة ولديها القدرة على الاستمرار بنفس الكفاءة والقوة بل بتطور مستمر، فجامعة نايف للعلوم الامنية تمثل صرحًا تنهل من معينه جميع اجهزة الامن والشرطة في العالم سعيًا للاكتساب من خبرات المملكة في حفظ الامن وفي مكافحة الارهاب ووزارة الداخلية في هذا الوطن تسجل نجاحاتها يوميًا في حفظ امن البلاد والعباد.. انتهى. سيبقى نايف الخير الأمير ورجل الامن والسياسي والقائد والانسان في ذاكرة الوطن تتلو سيرته اجيال بعد اجيال.. والتاريخ سيسجل انجازاته واعماله ويوثقها في انصع صفحاته ليبقى ذكره مع القادة الخالدية.. نسأل الله العلي القدير أن يغفر له ويسكنه فسيح جناته ويجزيه عن وطنه وامته خير الجزاء. [email protected]