أدعو بعودة الشاجي الجميل أبو بكر سالم بالفقية، وسلامته من العارض الصحي الذي ألمَّ به مؤخراً. لن نبكيك أبا بكر وأنت من غنيت لنا الأمل «يا عين لا تذرفي الدمعة ما دام لك في الأمل شمعة إنسي همومك جمعة واستبشري بالرجعة رجعت حبيبك إلى ربعه للأهل والدار يا عين واترقبي وصله في أي لحظة على غفلة عله يجيلك عله تصبح طريقه سهله ونفرش اه الدار كله ورود وازهار» أمتاز كل مطرب بلقب يميزه عن غيره، أما أبو بكر فاحتارت فيه الألقاب يتنازعها محبوه فالسعودي يراه مطرب الوطن الذي ما زلنا نردد رائعته الوطنية عبر عقود من الزمان. تلك الرائعة التي وضعته مع قامة كبار مطربي الوطن، طلال «وطني الحبيب» وسراج « بلادي منار الهدى». «يا بلادي واصلي والله معاك واصلي واحنا وراك واصلي والله يحميك إله العالمين» والحضرمي يراه سفير الأغنية الحضرمية/ العدنية/ اليمنية بلا منازع «سر حبي فيك غامض سر حبي ما انكشف ايش لي خلاني أعشق فيك والعشقه تلف ايش أوقعني في الشبكة وانا عيني تشوف لا تعذبني وإلا سرت وتركت المكلا لك إذا مافيك معروف» والمغترب يراه رفيق الغربة الشاجي الجميل «يا مروح بلادك ليل والشمس غابت عادنا الا انطربنا والتلاحين طابت يا مروح وقلبي منكم مارتوى ارحمونا فضلية من لهيب الهوى لا تولوا وعيني من لظى الحب ذابت عادنا الا انطربنا والتلاحين طابت» ومن ينشد الحكمة اليمانية يعتبره مطربها الأول «قال من يعرف الحكمة اذا جات زله من حبيبك رمى قلبك بها وانت غافل لا تعامله بالزلات خله رده للصح وقله حبيبي كفانا حسبك الله وحسبك الله تسقينا من المر جمله وانت لي كنت لي في كل شي ما تجامل ما تعودت غدرك وزن قفله تحسب الحب لعبة وقت ما تطلبه في الحين تلقاه من بلي بالهوى يصبر على كل عله يعتبر كل ما ياتيه تحصيل حاصل يلتزم بالوفى في اي خصلة والوفا سنة العشاق يحظى بها من خصه الله» أبو بكر سالم بالفقيه مطرب اليمن والسعودية والخليج... إنه مطرب الجزيرة العربية الأول. سيجادلنا إخواننا في اليمن بأنه ليس الأعظم لديهم فنقول بأنه الأول في نقل ألحانهم وتراثهم إلى المستمع العربي. سيقول إخوانهم في السعودية والخليج بأنه مطرب يماني فنقول لهم هو من غنى له الكبار طلال مداح ونجاح سلام ووردة ونازك وعبد الله الرويشد وغيرهم. أكتب هذا الاحتفاء بمطربنا الكبير لأنه القامة الفنية الكبيرة التي تستحق التقدير. ولست الوحيد الذي يرى ذلك، فقد كرّم عبر مسيرة فنية تجاوزت الخمسين عاماً بكثير من الجوائز والأوسمة، فهو من كرّم على تحقيق أحد ألبوماته مبيعات تجاوزت أربعة ملايين نسخة في عام 1968م وكرّم مع عبدالحليم حافظ بالاسطوانة الذهبية في نفس العام، وكرّم من قِبل اليونسكو كأحد أقوى الأصوات على المستوى العالمي، وكرّم من قِبل الجامعة العربية وقادة اليمن ودول الخليج والمهرجات الفنية العديدة. «يا حامل الأثقال خففها شوي ذا حمل ما ينشال». ربنا يخفف حمل المرض والتعب عنك يا أبا أصيل لتعود لنا سالماً معافىً، نفتخر بك رمز الفن الأصيل في جزيرتنا العربية. [email protected]