يوم الأربعاء الفائت كنت ضمن الكتاب والصحفيين المدعوين للندوة التي كان ضيفها معالي الدكتور الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ رئيس هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ولا أستطيع أن أنكر تهيبي من لقاء رئيس الهيئة التي تشكلت صورتها لنا منذ زمن بعيد بجمس الهيئة الذي يفزع الناس ويرهب الشباب. وقبل الذهاب للقاء تفقدت عباءتي واستوثقت من طريقة حجابي كما أنني حرصت ألا يكون في أظافري بقايا مناكير قديم!.. لكنني تفاجأت حقيقة أن الرجل كان خلاف المتوقع. لقد أبهرني بدماثة أخلاقه وذكائه في تسيير عجلة الأسئلة. والدهشة كانت مضاعفة عندما بدأت الأسئلة تتوالى على الشيخ. فلقد كنت أتوقع أن هيبة وجود الهيئة وخلفية الناس عنها سوف تدفع بالسائلين إلى نوع من التملق والمجاملة. لكن المذهل أن الأسئلة كانت غاية في الشفافية ولقد نقل الكتّاب كل ما يقلق الناس. وكان الشيخ يجيب بأريحية بالغة وابتسامة ودودة. وللحق أقول إن انفتاح الهيئة ومد جسر التواصل بينها وبين الناس بادرة رائعة. سوف تجعلنا نتنبأ بمستقبل واعد لدورها الحقيقي الذي هو امتداد لما فرضه الله علينا كمسلمين من أمر بمعروف ونهي عن منكر, لكن بطريقة تناسب عقلية هذا الزمان. وبعد سماعي خطاب الشيخ الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ. كنت قلقة من عدم تحويل كل هذا الطموح والرغبة بالتغيير وعرضه لرؤيته التي تنص على « الأمر بالمعروف والمنكر.. بدون ارتكاب منكر» والتعديلات الرائعة والأفكار الجديدة. إلى فعل حقيقي على أرض الواقع, فطرحت عليه سؤالا كنت أريد أن أعرف فيه هل يتم تقييم عمل كل موظف في الهيئة؟ فكان جوابه: انه بالفعل يتم تقييم كل شخص تقييماً حقيقياً وصارماً. وفي الختام أتمنى حقيقة أن تكون هذه بادرة خير وحلقة وصل بين رجل الهيئة والشارع. وأن يخرج البعض من الهالة التي يحيط به نفسه. التي تجعله فوق النقد وفوق الاحتجاج. وفي المقابل أن يؤدي الناس دورهم الفعال في إيصال أسئلتهم واحتجاجاتهم وهمومهم. وأن لا يحجبنا أسلوب المجاملة عن تقديم العون لأصحاب الفضيلة العلماء والأفاضل. وبهذا الدور المزدوج نكون قد ساهمنا في كسر المسافة الزمنية بيننا وبينهم. [email protected]