أحوال العزاب غير المتزوجين أو من بعد عنهم أسرهم في رمضان لا تسر وأحوالهم لا تسعد فهم لا يعيشون متعة رمضان الحقيقي بإفطاره وسحوره ووجباته اللذيذة المتنوعة,, فنمط الحياة واحد ومستمر والمطاعم التي تقدم لهم ما تشاء لا ما يشاؤون هي الملاذ الوحيد لهم. الجزيرة التقت ببعض هؤلاء العزاب فكانت الآراء التالية لهم. في البداية التقينا بالمواطن سعود القحطاني وهو أحد العزاب حيث قال: بلا شك فقد استقبلنا هذا الشهر بفرحة كبيرة لما فيه من خير عظيم وبركة وثواب وأجر مضاعف من لدن الخالق عز وجل، وعادة ما نفضل في هذا الشهر المشروبات والمأكولات التي يفضلها كل السعوديين وفي مقدمتها الشوربة والسمبوسة هذا خلاف التمر والقهوة التي تعد وجبة رئيسية في كل إفطار وقبل العشاء. وعن اختلاف الحياة الزوجية عن العزوبية في هذا الشهر المبارك، قال: بكل تأكيد الحياة اختلفت اختلافا جذرياً حينما ابتعدت عن الأهل وقدمت مضطرا إلى الرياض بسبب الظروف العملية فقد فقدت الجو الأسري الجميل الذي يحيط بنا كل مساء عند وقت الغروب مما يجعل لهذا الشهر الكريم نكهة ومتعة خاصة لا تتوفر في الأشهر الأخرى وأمر آخر يؤكده القحطاني هو أن هذا الشهر الكريم فرصة عظيمة لكسب الأجر وتقوية العلاقات بين أفراد الاسرة بعد أن كانت المشاغل في السابق تبعد القلوب وتنفر الأنفس. بعد ذلك التقينا بالمواطن مرزوق هادي والذي تحدث عن حاله كعازب محروم من أجواء هذا الشهر الكريم الاجتماعية والروحانية مؤكداً أنه يتمنى لو خلد للراحة وبعد عن هموم العمل وتفرغ للعبادة والبقاء مع الأهل متمتعاً بالجو الأسري الجميل الذي يتواجد في كل بيت ترفرف عليه السعادة والطمأنينة في هذا الشهر الفضيل ولكن كما يقول مرزوق للظروف أحكام وقد حكمت عليه الظروف هذا العام أن يبقى عازباً وحيداً بعيداً عن الأهل والأقارب وهو أمر بلا شك يفقده متعة هذا الشهر الكريم ويقلل من الاحساس بأجوائه الروحانية. أما المواطن سعد المبارك فقد كان له رأي يختلف عن آراء من سبقوه وذلك بتأكيده أن هذا الشهر شهر قيام وعبادة وليس شهر أكل واستمتاع بملذات الدنيا وأطيابها ولذلك فهو لا يرى أنه فقد أشياء يستحق أن يفقد أو أن يتأسف على فقدانه في هذا الشهر الفضيل مشيراً إلى أن أهم مالديه هو اغتنام فرصة مضاعفة الحسنات ومحو السيئات والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بكل عمل جليل وفعل مستحب كما أكد بأن حياة العزوبية قد ساعدته بالفعل على التفرغ للعبادة وأداء صلاة التراويح دون تقاعس أو انقطاع ودون أي شيء يشغله عن أمور دينه وذلك بحكم أنه خالي المسؤوليات والواجبات الأسرية. كما أدلى المواطن حمد سعيد العروي برأي قال فيه: بلا شك فشهر رمضان الكريم يمثل حياة صعبة وشاقة للعازب الذي قد يفوته الافطار وقد يتخلف عن وقت السحور وذلك بحكم عدم وجود من يعتني به وينبهه في المنزل كما أن العازب قد يضيع وقته في الطبخ والتحضير للمائدة الرمضانية والتي تختلف بالطبع عن أي مائدة أسرية أخرى بحكم الخبرة والتخصص في مثل هذه الأمور. ويواصل العروي حديثه قائلاً إن المطاعم في رمضان ورغم اجتهادات واعلانات معظمها إلا انها لا تفي بالغرض المطلوب ولا يمكن ان تقدم ما يقدمه المنزل العائلي من وجبات شهية ساخنة ولذيذة في هذا الشهر المبارك الكريم. في ختام هذا الاستطلاع التقينا بالمواطن عبدالغني الزهراني وهو عازب وحدثنا عن أوضاع العزاب في هذا الشهر الكريم بقوله ان شهر رمضان شهر خير وبركة ومنفعة لجميع المسلمين الطامحين في الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى والحقيقة أن العزاب يعانون معاناة شديدة في هذا الشهر المبارك فقد يحدث أن ينام أحدنا دون سحور وقد يحدث ان لا يجد أحدنا فطوراً يسد جوعه بعد صوم يوم كامل ولكن إن شاء الله نحصل نحن العزاب على الأجر مضاعفاً نتيجة صبرنا وتحملنا للمزيد من المشاق والصعاب في هذا الشهر الفضيل وعموماً لا ينقذنا من ورطتنا ولا يفك من أزمتنا في معظم أيام هذا الشهر إلى صديق متزوج يتفضل علينا بدعوة كريمة للفطور أو السحور ونحن بالمناسبة لا نتردد في قبول الدعوة إطلاقا حيث توفر علينا الكثير من الجهد والمال.