المتابع لمسلسل الديرة نت في الحلقات الماضية تتكشف له سمة بارزة سادت أجواء العمل بأكمله وهي سمة الخواء التي كانت على جميع الأصعدة فمن ناحية النص نلمس السطحية في المعالجة وعدم توفيق واضح في إبراز جوانب هذا الموضوع ألا وهو الفراغ الذي يعاني منه الشباب وبخاصة في الحوارات الركيكة التي تمنع المشاهد من التعايش الفعلي مع شخصياتها كما أن العنصر النسائي لم يوظف جيدا في هذا النص فليس هناك ثمة أدوار مهمة للممثلات المشاركات في هذا العمل برغم وجود فاطمة الحوسني ولطيفة المقرن. أما على مستوى الخواء في الأداء التمثيلي فهو أنجح ما يكون فحقيقة عندما أشاهد الممثلين في أدائهم يخالجني شعور بأنهم منسلخون عن جو العمل وعن الكاميرا وتحولوا إلى أي شيء آخر عدا كونهم ممثلين فرأس مال الممثل يكمن في احساسه بالدور وتقمصه للشخصية الأمر الذي كان يفتقده معظم ممثلي هذا العمل مما أثار لدى المشاهدين احساسا كبيرا بعدم الاقتناع, أما الخواء الإخراجي فكان بادياً في التقليدية الرتيبة التي تعامل بها المخرج مع المشاهد فلم يكن هناك أي نوع من التجديد في تصويرها وبدت بلاتوهات تلك المشاهد غير معبرة ومفتقرة للعديد من الإكسسوارات المقنعة وهو أمر مرتبط بالإنتاج فمن الواضح أن العمل لم يخدم مادياً بشكل كاف مما زاد الطين بلة.