دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ عبدالمحسن القاسم إلى تطهير القلوب قبل الأبدان، مشددا على أهمية سلامة الصدر وطهارته من الغل والحسد والحقد والكراهية والكبر وحب الدنيا، والبعد عن المعاصي التي تؤثر في طهارته، مؤكدا على أن الطهارة ليست ظاهرية فقط بل تمتد إلى الباطن أيضا. وقال فضيلته: دين الإسلام دين الجمال والكمال أمر بطهارة القلب والبدن، وأمر بتطهير أماكن العبادة من الرجس والنجس ووصف الرسل بنقاء القلوب وحفظ نبينا محمد صلى عليه وسلم وهو في صغره من أدواء الصدور، ومن الدعاء اللهم نقني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، ولما أراد الله أن يكرمه بالإسراء والمعراج غسل قلبه مرة أخرى إذ لا يدنو منه إلا طاهر صافي الصدر، وأثنى على أهل قباء لنقائهم وكمال طهارتهم "لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين". وأضاف: الطهور شطر الإيمان فمن تطهر أحبه الله ومفتاح الصلاة الطهور وجعل سبحانه الدخول للجنة للطيب الطاهر، ومن لم يتطهر فإن كانت معدومة لم يدخلها، وإن كانت نسبية دخلها بعد ما يتطهر في النار من النجاسة، وطهارة القلب شرط لدخول الجنة، ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم زينا بزينة الإيمان"، والقلوب كالأبدان منها الحي والميت وإذا نقيت امتلأت بالرحمة والخير، ونهى الإسلام عن كل ما يفسد القلب، والقلب تؤثر فيه المعاصي "كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون"، وواجب على العبد أن يغسل قلبه في كل يوم وليلة وذلك بالصلوات المفروضة، ومن صلى بعد تطهره كان سببا في دخول الجنة، والوضوء دواء للقلوب والجوارح، ومن أضاف على طهوره كلمة التوحيد فتحت له أبواب الجنة الثمانية، والزكاة تطهر القلب وتنيره، وكلام رب العالمين شفاء للأبدان والصدور "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين"، ولزوم الجماعة يصلح القلوب، والحجاب طهر وعفاف، ومجالسة الصالحين، وحفظ اللسان نقاء للقلب والبعد عن الفتن طهارة له، وطهارة الظاهر متممة لطهارة الباطن. وقال: لقد زجر عما فيه راحة تؤذي قال صلى الله عليه وسلم: "من أكل ثوما أو بصلا فليعتزلنا أوفليعتزل مساجدنا"، وتوعد من يشرب الخمر بعدم قبول الصلاة أربعين يوما، وحذر من البصاق في المساجد ورغب في تطهيرها، فدين الإسلام زكاة وطهر للعبد والسعيد من طهر جوارحه ولسانه وظاهره وباطنه واستعملها فيما يحبه الله ويرضاه، قال تعالى: "يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون".