تتحمّل شريحة الشباب في أوروبا القسم الأكبر من التداعيات الناجمة عن تدهور النظام المالي والمعاناة في سبيل إنقاذ اليورو. والخبر الجيد في هذا الصدد هو أن العثور على عمل لا يزال ممكنًا، ولكنّه لن يكون من النوع الذي اعتدناه، كما أنه ما عاد بإمكاننا العثور عليه بالطريقة التقليدية. وعلينا أن نتقبل الوقائع التالية: - يختبر العالم تغيرات بنيوية مستمرة. فكما انتقل الاقتصاد من عالم الآلات إلى عالم الإلكترونيات بعد الحرب العالمية الثانية، نحن ننتقل الآن إلى عصرٍ جديدٍ تتولى فيه الشبكات الرقمية تحريك دفة الأعمال. - سواء أكنتم تعيشون في برشلونة أو برلين أو دوبلن، من الممكن لرب عملكم أن يكون في الطرف الآخر من العالم. وعليه، لا ترفضوا فرصة العمل مع شركات بعيدة في إطار بحثكم عن وظيفة محلية. - الحكومات غير قادرة على مساعدتكم، فمعظمها مفلس. والوقت مناسب الآن للّجوء إلى أصحاب المشاريع، ليتسنّى لهم رصد الأماكن التي تتوافر فيها الأموال الذكية والوظائف الجديدة. وما الذي يمكن أن نفعله إذًا لاستحداث وظائف؟ لنبدأ أولاً: بما يمكن للعاطلين عن العمل أن يفعلوه لأنفسهم. فبفضل مجتمعنا المترابط من خلال شبكات، لم تعد مسألة استحداث الوظائف تقتصر على وجود فرص أكثر مما يتخيله الإنسان، إنما تتعداه لتشمل طرقًا أسهل للوصول إليها. - بيعوا، بيعوا، بيعوا أنفسكم عن طريق تطوير موقع إلكتروني خاص بكم وتحديث شبكة معارفكم عبر «لينكد إن» والبحث عن أرباب عمل محتملين عبر الإنترنت. - ابنوا شبكة خاصة بكم، حيث إنه بات مع روفا، أكثر فأكثر، أن النطاق الجغرافي لم يُعدُّ يُعتَبَر، كما في السابق، العنصر الذي يحدد «السوق الطبيعي». وتواصلوا عبر الإنترنت مع أشخاص يشاطرونكم شغفكم للأمور نفسها ويطلبون ما تبيعونه. - تعلموا وشاطروا الآخرين ما تعلمتموه. واستكشفوا مجالات جديدة وتحولوا بسهولة أكبر إلى خبراء في التعليم عبر الإنترنت. ولا تنسوا الإفصاح عن اهتماماتكم في المدونات. - استحدثوا عملكم الخاص. وبحسب العديد من الناس الذين تم تسريحهم، كانت هذه التجربة أفضل ما حصل معهم، كونها منحتهم الاندفاع الضروري لإرساء دعائم شركتهم الخاصة. وبالطبع، لا تكفل الأبحاث عبر الإنترنت عثوركم على وظيفة. فعليكم أيضًا أن تغيّروا سلوككم. ولا يكمن التحدّي في العثور على رب عمل - إنما في معرفة كيفية الانتفاع من مهاراتكم لجني الأموال. ولكن، إذا بدأتم بالتفكير في أنفسكم على أنكم قادرون على توفير خدمة ضرورية، ومن ثم حاولتم الوصول إلى أشخاص يهمهم أن تحققوا النجاح، فلا بد لكم من العثور على فرص. وخلاصة القول: إنه ينبغي على الباحثين عن فرص عمل أن يطلقوا العنان لمخيلتهم أكثر من قبل، وأن يكونوا أكثر فضولاً وأكثر ارتباطًا بالإنترنت من أي وقتٍ مضى، إذا ما أرادوا لأنفسهم النجاح في العام 2012. (جولي مايير هي المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة «أريادني كابيتال» (Ariadne Capital) الاستثمارية الواقع مقرها في لندن والداعمة لأصحاب المشاريع الرقمية؛ قامت بتأليف كتاب «أهلاً بكم في موطن أصحاب المشاريع» (Welcome to Entrepreneur Country).