دمشق - بيروت - لندن - واشنطن - اوتاوا - موسكو - وكالات: أكد الرئيس السوري بشار الاسد الثلاثاء ان الشعب السوري «مصمم على متابعة الاصلاحات بالتوازي مع مواجهة الارهاب»، بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا). وقال الاسد خلال استقباله رئيسة لجنة الصداقة الاوكرانية السورية في البرلمان الاوكراني ووفد مرافق بحسب سانا: «إن الشعب السوري الذي أفشل المخططات الخارجية في السابق بإرادته ووعيه اثبت قدرته مجددا على حماية وطنه وبناء سورية المتجددة من خلال تصميمه على متابعة الاصلاحات بالتوازي مع مواجهة الارهاب المدعوم من الخارج». في غضون ذلك دعت روسيا امس الثلاثاء الدول الغربية إلى عدم توقع تغير في موقفها من الازمة في سوريا بعد فوز فلاديمير بوتين بالانتخابات الرئاسية الروسية، وإثر دعوات بهذا الصدد الى موسكو صدرت من الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: «نرغب بتذكير شركائنا الأمريكيين والاوروبيين بعدم اخذ رغباتهم على انها حقائق. ان الموقف الروسي من تسوية النزاع في سوريا لم يكن يوما مرتبطا باحداث جانبية، وهو لا يتخذ بناء على دورات انتخابية، خلافا لما يفعل بعض شركائنا الغربيين». ميدانيا حاصرت القوات السورية مناطق في محافظة إدلب شمال غربي البلاد امس الثلاثاء، وسط تحذير من السلطات بأنها ستجتاح بعض الأحياء لتحريرها من المعارضين. وما زالت مناطق في ريف حمص تتعرض للقصف, في الوقت الذي اعلن فيه التلفزيون السوري امس بأن سكان حي بابا عمرو بمدينة حمص بدأوا بالعودة الى منازلهم. وقتل 21 شخصا في انحاء البلاد برصاص القوات السورية التي تحاول سحق الاحتجاجات المطالبة بإسقاط الرئيس بشار الاسد. وقال الناشط رامي إدلبي من المحافظة إن عشرات الدبابات تحاصر مناطق بالقرب من بلدة سراقب بريف ادلب وأن سكان البلدة خاصة من النساء والأطفال بدأوا في النزوح عنها. وفي ريف حمص، أكد ناشطون أن أصوات المدفعية الثقيلة والرشاشات تسمع في منطقة القصير على مسافة 20 كلم من الجنود مع لبنان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان القوات السورية «استهدفت جسرا يمر عليه كل الجرحى في طريقهم الى لبنان قرب القصير, مشيرا الى انه قريب جدا من الحدود اللبنانية. وقال الناشط أبو عماد إن القصف الكثيف يطول أيضا بلدة الرستن في حمص. يأتي هذا بينما يواصل الصليب الأحمر مفاوضاته لليوم الخامس على التوالي مع السلطات للسماح له بنقل المساعدات وإجلاء المصابين من حي بابا عمرو المنكوب. من جهة اخرى, اظهرت لقطات فيديو صورت سرا وبثتها القناة الرابعة التلفزيونية البريطانية الاثنين ما قالت إنهم مرضى سوريون يتعرضون للتعذيب من قبل طاقم طبي في المستشفى العسكري في مدينة حمص. وصور موظف هذه اللقطات سرا وهربها للخارج مصور صحفي فرنسي عرف فقط باسم «ماني». وقال الموظف: «إني شهدت المحتجزين يعذبون بالصعق بالكهرباء والضرب بالسياط والهراوات وكسر الأرجل, ويقومون بلي أقدامهم حتى تتكسر أرجلهم». واضاف قوله: «انهم يجرون العمليات الجراحية دون تخدير, رأيتهم يضربون رؤوس المعتقلين في الجدران, ويقيدون المرضى في الأسرة, ويحرمونهم من المياه, والبعض الآخر ربطت أعضاؤهم التناسلية لمنعهم من التبول». وبث التلفزيون السوري امس لقطات لسكان عائدين الى حي بابا عمرو المدمر بمدينة حمص الذي تعرض لقصف شديد. وذكر مصدر رسمي لوكالة الانباء الرسمية (سانا) امس ان السلطات السورية عثرت على معمل للاسلحة ضبطت فيه طائرة استطلاع واليات عسكرية ثقيلة في حي بابا عمرو في حمص الذي بسط الجيش السوري الخميس سيطرته عليه. وفي محافظة درعا, اقتحمت القوات السورية امس مدينة الحراك, حيث تدور اشتباكات عنيفة بينها وبين مجموعات منشقة، بحسب المرصد السوري. وفي محافظة حماة (وسط)، افاد المرصد ان «قوات عسكرية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة تحاصر بلدة طيبة الامام شمال المدينة». من ناحيتها, قالت فاليري اموس مسؤولة الشؤون الانسانية في الأممالمتحدة الاثنين إن الحكومة السورية سمحت لها بزيارة البلاد من اليوم الأربعاء الى الجمعة. وقالت اموس في بيان «هدفي حث جميع الأطراف على السماح بدخول عمال الاغاثة الانسانية دون أي معوقات حتى يتمكنوا من إجلاء الجرحى وتقديم الامدادات الضرورية». وعلى الصعيد السياسي, دعا السناتور الأمريكي جون ماكين الاثنين الى شن ضربات جوية في سوريا لمساعدة المعارضة في الدفاع عن نفسها ضد القمع الذي يمارسه نظام الاسد. وقال السناتور الجمهوري في خطاب امام مجلس الشيوخ ان «الوسيلة الواقعية» لوقف العنف ضد المدنيين هي «قوة ضربة جوية اجنبية». وماكين هو اول مسؤول أمريكي يتحدث عن ضربات جوية في سوريا. من جهتها, قامت كندا الاثنين بتشديد عقوباتها التي تستهدف النظام السوري، واستهدفت خصوصا المصرف المركزي وسبعة وزراء، وذلك ردا على استمرار القمع في هذا البلد, حسبما ذكر وزير الخارجية الكندي جون بيرد. ومع هذه الرزمة الجديدة من الاجراءات، وهي السادسة منذ بدء الازمة في سوريا، ارتفع إلى 115 عدد المسؤولين السوريين المستهدفين.