قتل 16 شخصا على الاقل امس في اعمال عنف في سوريا، في وقت جدد الرئيس السوري بشار الاسد اتهام "مجموعات ارهابية مسلحة" بتلقي "المال والسلاح" من جهات خارجية "بهدف زعزعة استقرار" البلاد. في هذا الوقت، اعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر من جنيف انها تجري محادثات مع السلطات السورية للتفاوض بشأن وقف العمليات العسكرية من اجل ارسال مساعدة انسانية الى السكان. ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" عن الاسد خلال استقباله رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما الروسي الكسي بوشكوف تقديره "لمواقف روسيا قيادة وشعبا" لحرصها على الاطلاع "بشكل مباشر على حقيقة ما يجري من استهداف للدولة السورية والمجتمع السوري على يد مجموعات ارهابية مسلحة تتلقى الدعم بالمال والسلاح من جهات خارجية". واضاف الرئيس السوري ان ما يجري يأتي "بهدف زعزعة استقرار سوريا وافشال اي جهد للحل وخصوصا بعد الاصلاحات التي انجزت". وقال بوشكوف من جهته للصحافيين ان "بعض الدول الكبيرة ذات النفوذ تحاول التدخل الخارجي على مبدأ التدخل الانساني الذي يتحول في النهاية الى تدخل غير انساني". واشار الى ان "مجلس الدوما يرفض مثل هذه التدخلات العسكرية"، ويدعو الى "الحد من استخدام المنظمات الدولية لتحقيق مصالح الدول الكبرى ذات النفوذ عن طريق التدخل في شؤون الدول الاخرى ذات السيادة". في جنيف، اعلن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر بيجا فرنودي الاثنين ان اللجنة تجري "مفاوضات مع السلطات السورية وكل الاطراف المعنية بالقتال في سوريا"، وان "مضمون هذه المحادثات يبقى سريا". واضاف ان اللجنة تدرس "احتمالات عدة لتأمين المساعدات الانسانية الملحة التي هناك حاجة اليها" في سوريا. واشار الى ان من بين هذه الاحتمالات "وقف الاعمال العسكرية في المناطق الاكثر تضررا من اجل تسهيل وصول الهلال الاحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الاحمر الى المحتاجين" الى مساعدة. ولم يعط المتحدث تفاصيل بشأن المشاركين في هذه المحادثات. وكان عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله دعا الاثنين من حمص في اتصال مع فرانس برس "الى افساح المجال للنساء والاطفال بالخروج من بابا عمرو"، احد احياء المدينة التي تتعرض لقصف لليوم السادس عشر على التوالي. وقال "السكان يعيشون وسط برد قارس وظروف مزرية. انهم ينتظرون الموت". وقتل تسعة اشخاص على الاقل امس في القصف على حمص التي تحاصر القوات السورية النظامية عددا من احيائها. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا عن مقتل خمسة اشخاص "نتيجة القصف الذي تعرض له حي بابا عمرو"، واربعة آخرين على الاقل "اثر سقوط قذائف هاون على حي الملعب" بينهم ثلاثة اطفال من عائلة واحدة. في ريف حماة (وسط)، ذكر المرصد ان شابا قتل "اثر اصابته برصاص الحاجز الامني العسكري المشترك الواقع بين بلدتي طيبة الامام وصوران". في محافظة ادلب، قتل شخص "باطلاق رصاص من القوات السورية في مدينة خان شيخون". كما سقط خمسة عناصر من الجيش النظامي السوري بينهم ضابط برتبة مقدم الاثنين. واشار المرصد الى "مقتل ثلاثة جنود اثر تدمير مجموعة منشقة لناقلة جند مدرعة قرب بلدة كفرتخاريم" في ريف ادلب (شمال غرب). كما اكد المرصد ما اوردته وكالة الانباء الرسمية (سانا) حول مقتل جنديين سوريين احدهما ضابط في ريف حماة. وقالت سانا ان "قوات حرس الحدود اشتبكت مع مجموعة ارهابية مسلحة في منطقة اثريا التابعة لمنطقة السلمية، ما أدى الى استشهاد ضابط برتبة مقدم ورقيب واصابة عريف". وفي حصيلة اخرى، سلمت السلطات السورية جثمان عسكري مجند الى ذويه في مدينة دوما كان قضى قبل ايام في مدينة حمص، بحسب المرصد. كما توفي مواطن متاثرا بجروح "اصيب بها خلال اقتحام القوات السورية" لبلدة في ريف حماة قبل ايام. وعثر الاثنين على جثة مواطن كان اعتقل امس الاول من قرية ابلين في جبل الزاوية في محافظة ادلب. في دمشق، افيد عن تعزيز الوجود الامني في بعض النقاط التي شهدت خلال اليومين الماضيين تظاهرات غير مسبوقة، لا سيما في حي المزة، بحسب ناشطين. رغم ذلك، خرجت مساء "تظاهرة قرب جامع الفردوس الواقع على تقاطع شوارع بغداد وحلب والمنامة ضمت المئات وطالبت باسقاط النظام وهتفت لحمص في تحد واضح للسلطات الامنية السورية التي تبعد مئات الامتار عن مكان التظاهرة"، بحسب ما افاد بيان للمرصد السوري لحقوق الانسان. وكانت تظاهرة طلابية تضم حوالى خمسين شابا خرجت صباحا من جانب الجامع الشافعي وهتفت لاسقاط النظام.