مؤسف جداً أن تنحدر لغة الإعلام الرياضي الهابطة في بعض صفحاتنا الرياضية تحديداً.. إلى مستوى يدعو إلى الاشمئزاز والسخرية والتحسر لما وصلت إليه من انفلات إعلامي وسقوط أخلاقي وتجاوزات مهنية مناهضة وممارسات رخيصة.. تصل حد السباب والشتائم والقذف والكره.. كما قال الخبير الإعلامي الأستاذ خالد الملك في محاضرته الرصينة التي أثراها في جامعة المؤسس مؤخرا بعنوان (التجربة الصحفية بالمملكة في ضوء تأصيل منهج الاعتدال السعودي).. أنها تنتج بيئة غير صحية..! واصفا الأسقام المهنية والعلاج الفكري الناجع بالتقييد بالوسطية والاعتدالية في التعاطي والتفاعل الإعلامي مع القراء، وحين أقول مؤسف جدا أن يكون مشهدنا الإعلامي الرياضي.. يفرز -أحيانا- إرهاصات الاحتقان والتطرف والكراهية وعدم قبول الآخر واحترام الاختلاف.. فهذا قد ينعكس على سلوك وثقافة وتفاعل النشء إذا تغلغل في الجسد الرياضي، وبالتالي ربما يلقي ذلك بظلاله على المجتمع، خصوصا مع ظهور خلايا التعصب الرياضي بمؤشراته الحمراء الجهل الفكري، والتطرف الخاوي، والحب الأعمى، كأحد الظواهر الاجتماعية الخطيرة التي بدأت تنتشر في جسد الرياضة السعودية بسبب ممارسات فاضحة وتجاوزات رخيصة تتنافى مع قواعد الضبط المهني، وتخالف الحدود الموضوعية والاتزانية التي يقوم بها من يمتهن العمل الصحفي، ويقوض نهج الوسطية والتوازن الإعلامي الرشيد وينحرف عن مساره نحو التشدد الجاهلي، والتعصب المقيت، والتطرف المتجرد من القيم الأخلاقية والشيم التربوية.. وأمام هذه الأزمة الإعلامية الفكرية الرياضية.. أصبحنا بحاجة ماسة إلى من يعيد رفع عمود التوازن والوسطية في التعاطي المهني، والارتقاء بفكر وثقافة القارئ الرياضي.. وصياغة الخطاب الإعلامي الرياضي في قوالبه الاعتدالية.. بمبادرة تنويرية من رجال الإعلام الكبار والقامات الصحفية العملاقة.. أمثال الأستاذ خالد المالك والأستاذ تركي العبدالله السديري والدكتور بدر كريم والدكتور هاشم عبده هاشم والدكتور عبدالله الجحلان وغيرهم، تتكئ على تعاون مؤسسات التعليم العالي مع هذه المدارس المهنية السامقة.. بما ينهض بقالب الفكر والوعي والثقافة المهنية الرشيدة.. كما فعلت وانفردت جامعة المؤسس مع محاضرة الخبير (خالد الملك) الثرية.