خرجت تظاهرات شارك فيها مئات الألوف من السوريين في عدد من المناطق السورية أمس الجمعة في ما أطلق عليه ناشطون سوريون اسم جمعة «روسيا تقتل أطفالنا»، ترافقت مع انتشار كثيف لقوات الأمن، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقتل اكثر من 56 محتجا في أنحاء سورية برصاص قوات الأسد بينهم 39 في حمص. من جهة أخرى, ضرب انفجاران مدينة حلب السورية قبل ظهر أمس الجمعة قرب مركزين أمنيين, مما أدى إلى سقوط ثلاثين قتيلا على الأقل، وما يزيد على مئتي جريح, حسبما ذكرت مصادر طبية سورية. ووقع الانفجار الأول على بعد مائة متر» من مركز قوات حفظ النظام في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة، والانفجار الثاني كان أيضاً بسيارة مفخخة أخرى انفجرت قرب مركز الأمن العسكري. وتبادلت السلطات السورية وأطياف المعارضة الاتهامات بشأن الانفجارين، وسط تقارير إخبارية متضاربة بشأن المسؤول عن العملية. فقد ألقى التلفزيون السوري باللوم على «جماعات مسلحة»، فيما اتهمت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان النظام السوري «بافتعال التفجيرات في حلب». وفي الوقت نفسه، أعلن العقيد السوري المنشق عارف حمود في اتصال مع قناة «فرانس «24 الإخبارية، مسؤولية الجيش السوري الحر عن «العمليتين» اللتين استهدفتا فرع الأمن العسكري ومقر كتيبة قوات حفظ النظام في حلب. غير أن المتحدث باسم الجيش الحر الرائد ماهر النعيمي حمل النظام السوري المسؤولية عن الانفجارين اللذين وقعا أمس في حلب. وفي حمص, تستعد الدبابات السورية لاجتياح حمص، حيث احتشدت خارج أحياء المعارضة في المدينة أمس الجمعة بعد أن قصفت المدينة السورية لليوم الخامس على التوالي, واقتحمت حي الإنشاءات في المدينة. وقال نشطاء في حمص ان تعزيزات الدبابات التي أرسلت في اليومين الماضيين تستعد لهجوم كبير لاقتحام المناطق السكنية الكبيرة التي يعيش فيها مئات الآلاف. ويستعد المنشقون الأقل تجهيزا وعتادا الذين ينضوون تحت لواء الجيش السوري الحر لصد الهجوم.وعلى الحدود السورية - اللبنانية, عزز الجيش اللبناني ليل الخميس وجوده في منطقة وادي خالد الشمالية، وبدأ بتسيير دوريات داخل القرى في هذه المنطقة المحاذية للحدود مع سورية، حسبما أفاد مسؤولون محليون وسكان في المنطقة. وتقع منطقة وادي خالد بمحاذاة الحدود اللبنانية الشمالية مع محافظة حمص التي تشهد عملية عسكرية واسعة للجيش السوري منذ أيام أسفرت عن سقوط مئات القتلى. الى ذلك, أعلنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية مساء الخميس عزمها تنظيم حملة جمع تبرعات لصالح السوريين النازحين إلى الأردن ولبنان. وقالت الهيئة، في بيان لها: «استجابة للنداءات الإنسانية وبالتعاون مع اتحاد جمعيات الصليب والهلال الأحمر والمنظمات الإنسانية الدولية، تبدأ هيئة الهلال الأحمر اعتبارا من اليوم السبت ولمدة ثلاثة أيام حملة جمع تبرعات لصالح النازحين من أبناء الشعب السوري الشقيق في الأردن ولبنان الذين تضرروا جراء الأحداث المؤسفة التي تتعرض لها بلادهم حاليا». على الصعيد السياسي, ندد الرئيس الأمريكي باراك أوباما الخميس ب»حمام الدم الرهيب» المستمر في سورية مع شن الحكومة السورية هجوما داميا على مدينة حمص مركز الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد. واتى حديث أوباما على هامش لقائه في البيت الأبيض رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي، حيث كرر دعوة الأسد إلى التخلي عن السلطة. الى ذلك, ألقت قوات الأمن الإيطالية القبض أمس على مجموعة من السوريين المناهضين لنظام الرئيس بشار الأسد أثناء محاولتهم اقتحام سفارة بلادهم بالعاصمة روما, وفق ما أعلنت مصادر أمنية. ونقلت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء عن المصادر انه تم إلقاء القبض على 12 سورياً من المقيمين بإيطاليا فجرا حاولوا اقتحام سفارة بلادهم بروما. وأضافت المصادرد انه سيتم تقديم السوريين لمحاكمة فورية. من جهته أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو أمس الجمعة تأييد بلاده إنشاء مجموعة «أصدقاء سورية» داعيا إلى العمل لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري. وصرح داود اوغلو في مؤتمر صحافي عقده في واشنطن حيث سيلتقي نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون «ندعو إلى تبلور وعي دولي وان يتحقق ذلك من خلال مجموعة مثل أصدقاء سورية الديموقراطية أو أي تسمية أخرى يمكن مناقشتها». من جانبه دعا رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري الدول العربية إلى الاعتراف بالمجلس الوطني السوري الذي يضم غالبية قوى المعارضة السورية. وجاء في بيان صادر عن المكتب الإعلامي للحريري «آن الأوان لكل المتضامنين مع الشعب السوري الشقيق لا سيما الدول العربية أن تبادر إلى الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا للشعب السوري وان تسحب البساط من تحت أقدام النظام الوحشي القاتل». على صعيد آخر, دعا أعضاء المعارضة السورية الذين يعيشون في المنفى بألمانيا أمس إلى فرض حظر عام على ترحيل اللاجئين السوريين من البلاد. وانتقد المعارضون للنظام السوري خلال اجتماعهم في برلين حقيقة أن بضع ولايات فقط حتى الآن هي التي رفضت ترحيل اللاجئين السوريين.