احتشدت الدبابات السورية خارج أحياء المعارضة في مدينة حمص امس الجمعة بعد أن قصفت القوات التي يقودها العلويون المدينة السورية لليوم الخامس وقال سكان انهم يتوقعون هجوما كبيرا لاخضاع مركز الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الاسد. وقال التلفزيون السوري ونشطون ان انفجارات هزت مدينة حلب في شمال سوريا يوم الجمعة مما ادى الى مقتل عدد من الجنود والمدنيين.وذكر ان 17 شخصا قتلوا في «انفجارين ارهابيين» استهدفا فرعا للمخابرات الحربية وقاعدة لقوات الامن في مدينة حلب بشمال سوريا. وقال ان عدد القتلى وهم من المدنيين والعسكريين استند الى معلومات اولية. ولم يقدم المزيد من التفاصيل. بينما نقل المرصد السوري لحقوق الانسان الذي ينتمي للمعارضة عن سكان قولهم ان ثلاثة انفجارات وقعت في المدينة من بينها انفجار قرب مبنى تابع لقوات الامن. كما تحدث السكان عن سماع اطلاق نيران. وقال أحد السكان اتصلت به رويترز ان المنطقة المحيطة بمجمع للمخابرات الحربية في حلب الجديدة اغلقت عقب الانفجارات.وتجاهل الاسد المدعوم من روسيا نداءات زعماء العالم لوقف المذبحة. وصرح مسؤول كبير في جامعة الدول العربية بأن وزراء خارجية دول الجامعة التي علقت الشهر الماضي بعثة مراقبة كانت قد أرسلت الى سوريا بسبب تصاعد العنف سيناقشون اقتراحا بارسال بعثة مشتركة من الاممالمتحدة والجامعة عندما يجتمعون في القاهرة يوم الاحد. وأدان الامين العام للامم المتحدة بان جي مون «الوحشية المروعة» للحملة التي تستهدف القضاء على الانتفاضة المناهضة للاسد وحذر سفير تركيا لدى الاتحاد الاوروبي من انزلاق سوريا الى حرب أهلية قد تشعل المنطقة. وأدان دبلوماسيون من دول غربية وعربية -يعقدون اجتماعات ربما تخرج ببعض القرارات قريبا- الاسد بلهجة قوية. لكن مع استبعاد التدخل العسكري فانهم يجاهدون لايجاد سبيل لاقناعه بالتنحي. قالت روسيا الحليف القوى لسوريا انه يجب ألا يتدخل أحد في شؤون دمشق. وقال نشطاء في حمص ان تعزيزات الدبابات التي أرسلت في اليومين الماضيين تثير احتمال وقوع هجوم كبير لاقتحام المناطق السكنية الكبيرة للسنة التي يعيش فيها مئات الالاف. ويستعد المنشقون الاقل تجهيزا وعتادا الذين ينضوون تحت لواء الجيش السوري الحر لصد الهجوم. وقال متحدث باسم الجيش السوري الحر انه من الصعب التنبؤ متى سيقع هجوم كبير لكنه زعم أن الاسد ليس لديه قوات موالية كافية للسيطرة على المدينة. وقال الرائد ماهر النعيمي من تركيا «قوات الاسد تعتمد على القصف لانه ليس لديهم الاعداد الكافية. نحن نتحدث عن مناطق سكنية كبيرة فيها أعداد كبيرة من السكان.» وقال النعيمي ان الجيش السوري الحر سيدافع عن المدينة «حتى اخر قطرة من دمه». ورفض ان يذكر تفاصيل عن ميزان القوة العسكرية لكنه قال ان القوة المقاتلة الاساسية للاسد تشكل نسبة صغيرة من قواته في حمص. واضاف النعيمي قوله «الانشقاقات في الجيش كان لها أثر واضح. ولهذا نرى أعدادا كبيرة من الشبيحة وقوات الامن بين قواته في حمص.» وفي حمص قال النشط محمد حسن ان فترة هدوء قصيرة في القصف مكنته من مغادرة الطابق الارضي لمنزله وتفقد مدى الاضرار التي وقعت. وقال حسن عبر هاتف يعمل من خلال الاقمار الصناعية «ليس هناك شارع واحد ليس فيه مبنيان أو أكثر تعرضت لاضرار شديدة من جراء القصف.» واضاف قوله «نسمع من الثوار ان هجوما كبيرا قد يحدث قريبا .» وقال ان هجمات المدفعية كانت موجهة الى احياء بابا عمرو والانشاءات والخالدية ومناطق أخرى من المدينة يتحصن فيها المنشقون ويشنون منها هجمات كر وفر على مؤخرة قوات الاسد. وقال حسن «اربع دبابات أو مركبات مدرعة دمرت اليوم على اطراف بابا عمرو وبعض الخبز والمؤن الطبية تم تسليمها هناك للمرة الاولى منذ ايام على ايدي نشطاء جاءوا من شارع البرازيل.» وقال وليد عبد الله وهو نشط اخر في المدينة ان الميليشيات العلوية تلعب دورا داعما حيويا للقوات المهاجمة. واضاف قوله «حمص اصبحت عاصمة الانتفاضة. واخشى ان يستمر النظام في قصفها حتى تتحول الى حماة أخرى.» وكان يشير بذلك الى الالاف الذين قتلوا في قصف مدينة حماة واجتياحها في عام 1982 في عهد الرئيس الراحل حافظ الاسد.وقال عبد الله «الجيش السوري الحر يستعد لصد هجوم بالشراك المفخخة ... وقد امتد مستوى عال من التكافل الاجتماعي ايضا خلال الانتفاضة في احياء مثل بابا عمرو والخالدية وما وراءها وتعهد الناس بمقاومة ما يرون أنه هجوم طائفي.» وقال شهود عيان في مدينة حمص ان المستشفيات الميدانية في مناطق المعارضة المحاصرة تغص بالقتلى والجرحى بعد نحو أسبوع من قصف القوات الحكومية والقناصة للمدينة.وقاربت الامدادات الطبية والغذائية على النفاد في حين ينزف بعض المصابين في الشوارع حتى الموت في ظل خطورة عملية انقاذهم ونقلهم لاماكن امنة. وقدرت لجان التنسيق المحلية وهي جماعة معارضة في حمص اجمالي عدد قتلى يوم الخميس فقط بما يصل الى 110 اشخاص بحلول المساء. لكن من المستحيل التحقق من مثل هذه الارقام.وفي تصوير فيديو بث على الانترنت ناشد طبيب سوري يكافح من أجل علاج المصابين في مستشفى ميداني بمسجد العالم وقف القتل وارسال مساعدات.وقال الرجل واسمه محمد وهو يقف الى جانب جثة ملطخة بالدماء على طاولة وينظر الى الكاميرا «نناشد المجتمع الدولي مساعدتنا في نقل الجرحى. ننتظر هنا موتهم في المساجد. أناشد الاممالمتحدة والمنظمات الانسانية الدولية وقف قصفنا بالصواريخ.» وتنامى القلق بسبب محنة المدنيين. وقالت الولاياتالمتحدة انها تفكر في طرق لنقل الغذاء والدواء اليهم في خطوة ستعمق دور العالم الخارجي في صراع سبب انقساما بين القوى العالمية.