كان هناك بصيص من الأمل لدى الجامعة العربية للنظام السوري عله يعود إلى رشده وذلك من خلال اللجنة التي انبثقت من جامعة الدول العربية وتم إيفادها إلى الأراضي السورية لمراقبة ما يجري هناك من سفك للدماء وتعذيب وزج في السجون من السوريين الأبرياء.. إلا أن النظام السوري وبكل أسف لا يزال على حاله في قتل شعبه واعتقال الكثيرين والزج بهم في السجون دونما أي وجه حق، وقد اتضح ذلك من خلال التقرير الذي قدمه رئيس بعثة المراقبين لوزراء الخارجية العرب مؤخراً والذي لا يصب في مصلحة الأشقاء في سوريا، ثم تأتي الجامعة لتمنح النظام السوري مؤهله أخرى وهوالقرار الذي لا يريده ولا يؤيده الشعب السوري.. ومن هنا رأت المملكة العربية السعودية أنه لا بد من سحب مراقبيها من البعثة ضمن الوفد العربي المشكل لهذا الغرض لعدم مصداقية النظام حيال تنفيذ القرارات الصادرة من الجامعة.. فالقرار الذي اتخذته المملكة العربية السعودية كان قراراً حكيماً وجاء في ظل تعنت النظام الأسدي الدموي وجبروته الذي يتلقى إملاءاته من دول خارجية وفي مقدمتها إيران فأصبح من المؤكد أنه لا حل لهذه الأزمة التي تمر بها سوريا إلا عن طريق مجلس الأمن.. فهذه هي مملكة الإنسانية وبيت العرب والمسلمين (المملكة العربية السعودية) وكما عهدها الجميع الدولة الفتية التي شرفها الباري باحتضان بيته العتيق والحرمين الشريفين وقيض لها حكاما أوفياء أمناء رحماء منذ عهد المؤسس الأول المغفور له بإذن الله تعالى جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل طيب الله ثراه.. وحتى هذا العهد الزاهر الذي يقوده سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويسانده عضده الأيمن سموسيدي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية حفظهما الله من كل مكروه وأمد في أعمارهما وألبسهما لباس الصحة والعافية.. إن المملكة العربية السعودية وهي القريبة من شقيقاتها من الدول العربية والإسلامية في أفراحها وأتراحها تحتل المكانة العظيمة بين دول العالم لما تتمتع به السياسة المعمول بها في هذه البلاد من نزاهة وحنكة عظيمة وقرارات صائبة واهتمام بالغ وهذه جميعها تصب في مصلحة العرب والمسلمين.. وقد أولت المملكة العربية السعودية من خلال قادتها الأوفياء الأمناء قضية العرب الأولى (فلسطين) جل الرعاية والاهتمام.. فالمملكة العربية السعودية هي الدولة الوحيدة التي ناصرت القضيةووقفت إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين وقدمت الشيء الكثير والكثير دون كلل أوملل أوأن تتبع ما قامت به بمنه.. بل تعتبر ذلك واجبا عليها تجاه الأشقاء في فلسطين منذ سنوات خلت وحتى يومنا هذا.. وكان للمملكة العربية السعودية المواقف المشرفة في العديد من المؤتمرات والمحافل الإقليمية والدولية التي ناصرت فيها القضية الفلسطينية بشهادة الزعماء الفلسطينيين والعرب والمسلمين ومن ورائهم شعوبهم.. نعم إنها مملكة الإنسانية ولم لا ؟ ونحن نرى سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهوالراعي الأمين للأمتين العربية والإسلامية يصل الليل بالنهار ويجري العديد من الاتصالات واللقاءات التشاورية مع إخوانه قادة الدول العربية والإسلامية وزعماء الدول الصديقة فيما من شأنه نصرة العرب والمسلمين.. وهوالقائد العربي الأشم والمسلم الذي يتألم كثيراً لما يجري اليوم في فلسطين ويتألم أيضا لما يجري في بعض الدول العربية والإسلامية من انفلات في الأمن وجرائم بشعة يذهب ضحيتها الأبرياء من إخواننا من العرب والمسلمين ومنها سوريا التي نحن في صدد الحديث عنها.. فالدور المميز والفاعل الذي تقوم به المملكة العربية السعودية تجاه الأشقاء من العرب والمسلمين نابع من إيمانها القوي بالله أولا ثم لما تتمتع به من سياسة متزنة وحكيمة والتي تنتهجها المملكة في علاقاتها مع الدول ومن خلال مواقفها المشرفة في الكثير من المحافل الدولية.. فقرار المملكة حيال سحب مراقبيها من بعثة جامعة الدول العربية الموفدة إلى سوريا كان حكيما وصائبا ولاقى التأييد والتقدير من الكثيرين من السياسيين والمحللين من العرب والمسلمين.. ونسأل الباري عز وجل أن يمد في عمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأن يسبغ عليه الصحة والعافية وسموولي عهده الأمين وعضده الأيمن صاحب السموالملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وأن يجعل كل ما قاما ويقومان به من جهود موفقة ومبادرات مباركة ومساع حميدة تجاه عروبتهم وإسلامهم في موازين حسناتهما وأن ينصر الأشقاء في سوريا والبلدان العربية والإسلامية على أعدائهم إنه نعم المولى ونعم النصير. [email protected]