قال مختصون في السياسة وأعضاء مجلس الشورى ان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز استشعر موقفه القيادي تجاه اشقائه في سوريا وجاء تدخله بمثابة البلسم للشعب السوري. مؤكدين ان الخطاب جاء في توقيت مناسب ولم يكن منفصلا عن محاولات سابقة في توصيل رسالته للقيادة السورية . في البداية أكد عضو مجلس الشورى ورئيس لجنة الشؤون الخارجية الدكتور طلال بن محمود ضاحي ان الخطاب حمل بين طياته عبارات تستشعر هم وألم الاخوة في سوريا بعد هذا الكم من الضحايا الذين حصدتهم آلة النظام العسكرية شبابا وشيوخا وحتى الاطفال والرضع . وقال الدكتور طلال ان الخطاب جاء مؤكدا على حتمية تغليب صوت الحكمة والعقل واللذين من خلالها تستطيع سوريا الشقيقة عبور هذا النفق المظلم الذي تفوح رائحة الموت من جنباته مضيفا "من هنا فالصوت الذي سمعه العالم من اقصاه الي ادناه هو صوت يعرفه جيدا لزعيم عرف بمواقفه الواضحة تجاه كل قضايا الامة العربية والاسلامية من خلال سعيه الدائم لتحقيق كل ما فيه الخير والعزة والكرامة للشعوب العربية والإسلامية وكقائد حكيم نذر نفسه لكل عمل خيّر يحمي مصالح الأمة ويجمع كلمتها ويوحد جهودها''. واكد الدكتور طلال" من هنا فالامل ان تغلب القيادة السورية صوت العقل والحكمة في تعاملها مع الوضع هناك وان تدرك ان عجلة التاريخ لاتمشي الي الوراء ابدا ، وبالتالي فالتعامل مع المطالب المشروعة للشارع السوري المنادي بالاصلاح يجب ان تجد من يستوعبها ويتعامل معها بروح المسؤولية التي تعي حجم التحديات التي تواجه الامة العربية بأسرها "مضيفا" لقد لقي خطاب خادم الحرمين الشريفين اصداء واسعة مرحبة اقليمياً وعربياً وعالمياً . فعلى الصعيد الخليجي جاء سحب ثلاث منها لسفرائها في دمشق تعبيرا لا يقبل الشك علي تلاقي الرؤية الخليجية لما يحدث في سوريا .تبعها اعلان الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي عن عقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعا في القريب العاجل للبحث في الأوضاع المستجدة في سورية اما على الصعيد الدولي فقد جاء اعلان " مايكل مان " المتحدث الرسمي ياسم الاتحاد الأوروبي معبرا عن الترحيب الاوروبي للخطوة السعودية – الخليجية ، معتبراً إياها خطوة مهمة لإيقاف نزيف الدم في سوريا .والذي تزامن مع تحذيرات جدية من البيت الابيض – كما وردت علي لسان هيلاري كلينتون " وكبار مساعديها من ان الوضع قد وصل مرحلة لايمكن السكوت عليها . د.طلال ضاحي : خادم الحرمين استشعر آلام الشعب السوري واسمع العالم صوت قائد حكيم نذر نفسه لحماية مصالح الأمة من جانبه قال عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالرحمن الهيجان ان خطاب الملك عبدالله يعكس حجم الاهتمام الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين لما يجري في سوريا الشقيقة، حيث تحدث الملك عبدالله بن عبدالعزيز شخصيا عن سوريا بلغة المحب لسوريا والمسؤول في المملكة والمقدر لظروف الأحداث والناصح لما ينبغي أن تكون عليه الأمور. لم يكن خطاب الملك عبدالله خطابا استفزازيا، بل كان خطابا هادئا يقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف الداخلة في أحداث سوريا. من ناحية أخرى، فقد كان الخطاب يذكر بلغة هادئة وحكيمة بالخيارات المتاحة أمام الحكومة السورية في مثل هذه الأحداث وما ينبغي أن يتم العمل به للجم المشكلات السياسية والأمنية في سوريا وما سوف تسفر عنه من نتائج إذا استمرت لا سمح الله. واضاف الدكتور الهيجان إننا ندرك جميعا أن خطاب خادم الحرمين الشريفين سوف يكون موضع تقدير واهتمام من حكومة وشعب سوريا الشقيقة والتي نأمل أن تدرس مضامين هذا الخطاب وأن تعمل بما فيه صالح الشعب السوري بجميع أطيافه وألوانه. إن حكومة المملكة العربية السعودية ستظل على الدوام تحمل هم الأشقاء والأصدقاء أينما كانوا في أي بقعة من بقاع هذه الأرض وذلك لأنها تؤمن بقيم العدل والمساواة والعيش بكرامة لهذا الإنسان أيا كان دينه أو جنسه أو موقعه الجغرافي...متمنين لحكومة وشعب سوريا الشقيقة الاستقرار والأمن في مستقبله وهو ما تتمناه حكومة المملكة العربية السعودية كما عبر عنها خادم الحرمين الشريفين في خطابه: خطاب الناصح الأمين. من جانبه قال عضو مجلس الشورى سابقا الدكتور محمد آل زلفه ان الخطاب كسر الصمت العربي حينما ظن الشعب السوري انه وحيد تحت طائلة القوة العسكرية وجاء ليثبت أن العرب فيه قيادات ريادية بل ان أبرز هذه القيادات هو الملك عبدالله والذي حمل خطابه رسالة واضحة لوقف النزيف الدموي المخيف أو أنه سيقود المنطقة لما لا تحمد عقباه. واضاف آل زلفة ان خطاب الملك كان حاملا للهم العربي بما يحدث في سوريا خصوصا ان العرب ينتظرون منه ذلك بعدما اعتادوا منه الضمير الحي واعتبروه رجل المواقف الإنسانية في الوقت الذي جاء فيه الخطاب بلسما للشعب السوري ولكثير من الشعوب الاخرى التي تخاف ان تتعرض لنفس الموقف مما يؤكد لهم ان الملك عبدالله موجود ويستشعر مسؤولياته تجاه الدول الشقيقة وتجاه اي تجاوزات قد تتسبب في زعزعة الأنظمة ما ساهم في خلق هذه الاستجابة العالمية. واضاف ال زلفه ان توقيت الخطاب مناسب ولم يكن منفصلا عن محاولات سابقة في توصيل رسالتة للقيادة السورية ويبدو ان تعثر تلك المحاولات دعا الملك عبدالله الى الخروج علانية لتوجيه خطابه للقيادة السورية خصوصا مع تألم الشعب السعودي لمايحدث هناك واضاف مهما كنت التبريرات ليس هناك سبب مقنع للإفراط في استخدام القوة. واضاف ان ايران تستخدم سوريا كذراع لإضعاف جسد الوطن العربي وتحاول خلق شروخ. خصوصا ان الملك عبدالله لديه ايمان بمسؤوليته تجاه الاستقرار السياسي والامني في هذه المنطقة التي ترغب بعض القوى الإقليمية مثل ايران العبث بها من خلال زرع الفتن. واردف ان الملك عبدالله لديه رسالة سامية في الحفاظ على الامن القومي العربي. فيما قال رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الملك سعود سابقا الدكتور صالح الخثلان ان "الخطاب يحمل رسالة محبة وليس تصعيداً لموقف ضد دمشق كما قد يفهمه البعض ويحاول آخرون تفسيره على هذا النحو التصعيدي. علينا قراءة الخطاب والتدقيق في مفرداته لندرك هذه الحقيقة وأظن أن الخطاب أعطى القيادة السورية فرصة لإعادة التفكير في معالجة الأزمة بشكل مختلف لا يقتصر على الحل الأمني الذي قد يتسبب استمراره في تهديد أمن سوريا". وأردف د.الخثلان "كما أن الخطاب فرصة لقطع الطريق أمام محاولات دولية لتوجيه مسار الأحداث باتجاه قد يلحق الضرر بمصالح سوريا، وقد جاء التحرك السعودي في الوقت المناسب بالنظر إلى تزايد التحركات الدولية التي تحاول توظيف الأزمة واستثمارها باتجاه لابد أن يضر بالمصالح السورية والعربية". وتمنى د.الخثلان من القيادة السورية قراءة الخطاب بشكل موضوعي متأنٍ بعيداً عن العاطفة وأن تأخذ بعين الاعتبار المكانة الخاصة لسوريا لدى الملك عبد الله. مضيفا أن العناصر المعتدلة في سوريا ستجد في الخطاب فرصة للتوقف والبحث عن مخرج جاد ينهي دوامة العنف ويحقق تطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة ويحافظ على استقرار سوريا ودورها ومكانتها. وقال د.الخثلان ان هذا الحل لابد أن يأتي من داخل سوريا بتوافق وتواصل مع المعارضة وأنا متأكد أن هذا الحل في حال الوصول إليه سيجد الدعم الكامل من المملكة من أجل قطع الطريق أمام أي محاولات دولية لن ينتج عنها سوى الإضرار بالمصالح السورية. إن التجارب التاريخية تؤكد أن استمرار العنف سينتهي إما إلى عنف مضاد حيث إن المحتجين لن يكتفوا بالاحتجاجات السلمية في حين يواجههم النظام بعنف مفرط ، أو أن يدفع العنف المجتمع الدولي في مرحلة متقدمة إلى التحرك تحت مظلة التدخل الإنساني ولاشك أن سوريا سواء النظام أو الشعب أو الدولة ستكون الخاسر الحقيقي من هذا التدخل. إذاً المسؤولية تقع على عاتق النظام والمعارضة خاصة تلك التي في الخارج التي يجب أن تتوقف عن تصعيد المواجهة وان تبحث بشكل جاد وعقلاني عن مخرج، والعمل على استثمار خطاب الملك في هذا الاتجاه والاستفادة من مكانة المملكة الإقليمية والدولية وكذلك مكانة سوريا لدى الملك عبد الله للحفاظ على سوريا ودورها.