قد لا أجانب الحقيقة إذا قلت إن الجزيرة العربية منبت الشعر العربي أو من أخصب منابته، ومن هنا لا أستغرب أن يكون أهل الجزيرة إما متذوّق أو شاعر أو حاول مرة أن يجرب الشعر، إذاً والحالة هكذا فأينما اتجهنا فالشعر محيط بنا وكأن الهواء ملبد وغني به لأن الشعر صنو الحكمة وشقيقها الأصيل و(الحكمة ضالة المؤمن). وبما أن الجميع أو الأغلب من قاطني هذه البقعة من العالم للشعر ما له من المكانة المرموقة في نفوسهم فمن الحتمي ألا يقتصر الإبداع أو جودة الشعر في منطقة دون أخرى كما يردد الكثير من أبناء المناطق البعيدة عن وسط الجزيرة من اتهام الإعلام المقروء والمسموع والمرئي ببعده عن شعراء مناطقهم. وللحق فإن ذلك قد يكون قريباً من الصحة فأينا سعى جاداً وجاهداً للبحث عن شعراء الأطراف وحاول الغوص في ذاكرة الناس هناك عن شاعر مدهش لم يكن له نصيب نقل الرواة لشعره مع أنه يستحق أن يكتب شعره بماء الذهب ومع أن الرواة والمشرفين على منابر الشعر والإعلام نقلوا لنا شعر من هو دون مستوى الإبداع من ناظمي الشعر ومتكلفيه فهل نجد من ينصف الشعراء الحقيقيين ويكشف لنا عن درة أو مجموعة من الدرر من شعركافة مناطق الجزيرة العربية. وقفة ل: حافظ إبراهيم: رَجَعْتُ لنفسي فاتَّهَمْتُ حَصَاتي وناديتُ قَوْمي فاحْتَسَبْتُ حَيَاتي رَمَوْني بعُقْمٍ في الشَّبَابِ وليتني عَقُمْتُ فلم أَجْزَعْ لقَوْلِ عُدَاتي وَلَدْتُ ولمّا لم أَجِدْ لعَرَائسي رِجَالاً وَأَكْفَاءً وَأَدْتُ بَنَاتي