لماذا تتكرر دوماً مشاهدتنا للفوضى في المسارات التنظيمية، سواء للأفراد، أو السيارات، أو أي مسار تنظيمي نراه يتحول إلى فوضى!! لماذا تتكرر محاولات تخطي النظام عياناً جهاراً، وأمام الملأ، مع عدم المبالاة بالعقوبات المنتظَرة، أو المقرَّرة على مرتكبي الخطيئة..؟ لماذا التحايل على الأنظمة وتجاوزها..؟ لماذا بدأت تشتد وطأة التصرفات العدوانية على الأنظمة وأحيانا رموزها..؟ أين الخلل؟؟!! هناك من لا يبالي بالنظام ولا قوانينه؛ لثقته أن العقوبات لا تشمله، أو أن الأنظمة ستكون معه (في غاية المرونة) والتهاون -إن كان هناك عقاباً يشمله- وستتبخر تلك العقوبة والمبالغ التابعة لها..! وتكبر علامة الاستفهام عندما نرى النموذج الآخر الذي لا يستطيع تجاوز العقوبة إلا أن تناله، ويدفع ما رزئ على ظهره من مبالغ مهولة جرّاء تجاوزاته التي لازال مستمراً بها، غير مبالٍ بما ينتظره من تبِعات استهتاره..! هذان النموذجان لكل منهما دافع لخرق الأنظمة وتجاوزها؛ فالنموذج الأول النموذج الذي يرى نفسه فوق الأنظمة.. والآخر يرى أنه مغبون لغياب العدالة في تطبيق ما يسمى ب(النظام)، فعندما نطبق النظام على أفراد ونتجاوز عن آخرين لأن لهم (معارف) في دائرة ما، أو أن له (سنداً) سيحميه من (العقاب) ليتمادى في غيّه وظلمه لفردٍ آخر لا يجد من (يحميه) من ظلم الفئة (المحميّة)؛ سيتولّد لدى فئة كبيرة الشعور بالظلم وغياب العدالة ومن ثَمّ التمرّد بكل شكل يستطيعه؛ أبسطها إثارة الفوضى ومحاولة تشويه النظام.. والظلم له صورٌ متعددة متمثلة في ظاهرة رمزية في مجتمعنا وكثير من المجتمعات..(الواسطة).. سيكون ظلماً بكون الأقلّ كفاءة في مكان الأكفأ.. سيكون ظلماً بكون الأقل حقاً في مكان الأحقّ.. سيكون ظلما بكون المظلوم غير قادر على استرجاع حقه أو حتى الحصول عليه ابتداءً.. كل هذه الأمور وأكثر تعالج بإلغاء ظاهرة (الواسطة) والحرص على نزعها من جذورها وتطبيق النظام على جميع فئات المجتمع وطبقاته (بعدالة)، وسنّ (قوانين) فعليّة بعقوبات صارمة لإسقاطها على من يتجاوز النظام من أجل (التوسّط) لأيٍّ كان.. تلك الخطوة مهمة جداً لنضمن (ولاء) جميع وأشدد على كلمة (جميع) الأفراد للقوانين والأنظمة وخاصة الفئات الأدنى في المجتمع لأنها الأكثر قوة والأكثر عدداً.. ولنحفظ لكل فرد كرامته (قبل كل شيء) ليحب نفسه ويحترم النظام - لا يخاف منه -.. فيثور عليه!! فاحترام النظام هو مفتاح تطبيقه في كل المنظمات..