ربما يكون من المفيد ان نعلم ان العالم الفيزيائي البرت انشتاين قد اكتشف في عام 1917م انه تحت شروط معينة تستطيع الذرات والجزيئات وهي المكونات الأساسية لكافة المواد امتصاص الضوء او أي طاقة اخرى، ومن ثم يمكن لهذه الذرات بعث ما استعارته من طاقة على شكل جسيمات ضوئية، وفي عام 1950م اقترح كل من الدكتور جارلس تاونس وآرثر شاولو من الولاياتالمتحدة تكبير اشعاعات هذه الجسيمات الضوئية بطريقة الانبعاث المحدث، وقد صمم جهاز لهذا الغرض استخدم فيه مادة غاز الأمونيا للحصول على أول شعاع ليزري في منطقة المايكرويف الأمواج الدقيقة عرف هذا الجهاز في ذلك الحين باسم الميزر وقد نال أصحابه عليه جائزة نوبل للفيزياء سنة 1964م, وحول هذا الشعاع العجيب كان لنا هذا اللقاء مع الدكتور احمد محمد العيسى تخصص في علاج الليزر والأشعة فوق البنفسجية، رئيس قسم الأمراض الجلدية بمستشفى قوى الأمن للحديث عن مدى إمكانية استخدامه في الأمراض الجلدية وجدوى فاعليته وذلك من خلال الحوار التالي: * ماذا نقصد بكلمة الليزر؟ هي كلمة معربة عرفا وهي إنجليزية الأصل وكل حرف من هذه الكلمة يمثل الحرف الأول من كلمات عدة هذه الكلمات تشكل جملة مفيدة: LASER L-Light تعني تضخيم. A-Amplification الشدة الضوئية. S-Simulated تكبيرها بواسطة. E-Emission of الانبعاث المستحدث. R-Radiation للاشعاع. * متى كانت بدايات استخدام الليزر؟ هناك اختلاف بسيط بين علماء الليزر عن أول استخدام طبي لجهاز الليزر ولكن أغلبهم يجمعون على ان اول جهاز كان عام 1954م وكان بدائيا جدا. * إذاً لماذا لم نسمع عن جهاز الليزر إلا من سنوات محدودة؟ الأطباء مستغربون لماذا لم يتم تحديث هذا الجهاز بسرعة وهناك عدة أسباب من اهمها انه كانت هناك مضاعفات وأضرار شديدة من استخدام هذا الجهاز في السنوات الأولى مما حدا بعلماء الليزر لأن يكونوا حذرين من ظهور هذا الجهاز بهذه الصورة. ومفهوم الفوتوبيولوجي بيولوجية الاشعاعات العلاجية photobiology مفهوم معقد وعسير وكذلك مكلف ماديا والشركات التجارية العلاجية إذا رأت ان الجهاز له مضاعفات طبية كثيرة فإنها لا تتحمس لدفع مبالغ لتبني تطوير هذا الجهاز الذي قد لا يعود عليها بمردود مالي كبير، وعلاجات الليزر كثيرة منها للتجميل مما جعل التبرعات الحكومية او الشعبية كذلك محدودة. ولكن في العشرين سنة الأخيرة استيقظ العلماء وخاصة اطباء الجلدية وتم تحديث هذا الجهاز وكثرت استخداماته الطبية حتى ان كثيرا من التخصصات الاخرى ساهمت في تطوير استخدام جهاز الليزر. * ما هي الأمراض الجلدية التي يمكن علاجها بالليزر؟ للاجابة عن هذا السؤال لابد من معرفة انواع أجهزة الليزر الموجودة حاليا: 1 vascular laser: موجه للأوعية الدموية وهي لعلاج الوحمات الحمراء التي تكون عادة في الوجه منذ الولادة، وايضا لعلاج تمدد الشعيرات الدموية التي قد تكون وراثية أو بسبب عامل السن او الشمس. 2 pigmented laser: موجه للأجسام الصبغية وهو لعلاج الوحمات البنية والنمش والوشم. 3 resurfacing laser وهو لتقشير الطبقة الخارجية من الجلد, 4 hair removal laser: وهو لازالة الشعر. * هل ليزر ازالة الشعر يزيله تماما؟ الحقيقة ان هذا الجهاز أعطي اسما خاطئا لأنه لا يوجد على وجه البسيطة أي جهاز ليزر يزيل الشعر 100% ولكن يمكن ان يجعل الشعرة اصغر مما كانت وكذلك يكون لونها خفيفا وباهتا، هذا ويحتاج المريض إلى عدة جلسات تتراوح بين 4 5 لكي يتم ذلك، وهناك أجهزة حديثة تزيل 90% من الشعر بعد عدة جلسات، فأنا انصح بإزالة الشعر بالليزر. * ما هي أضرار استخدام جهاز الليزر؟ الليزر كأي جهاز أو علاج له منافع ومضار، وتكثر مضاره إذا لم يستخدم الاستخدام الصحيح، وللأسف أقول ان اضرار هذا الجهاز كثرت في الآونة الأخيرة والسبب ان كثيرا من مستخدميه لم يحيطوا بعلمه جيدا ويندر ان يمر علي يوم لا أرى فيه بعضا من هذه المشاكل وأقسم الأضرار إلى قسمين: 1 مؤقتة: وهي التي تزول بعد عدة أشهر, 2 دائمة: أ زيادة في الأجسام الصبغية وهذا يسبب بقعا سمراء, ب نقص في الأجسام الصبغية وهذا يسبب بقعا بيضاء, ج ندبات ظاهرة او حفر صغيرة في الجلد, وكل هذه المضاعفات قد تحدث من زيادة في جرعة الاشعاعات. * هل من نصيحة أخيرة توجهها للقراء؟ انصح جميع المرضى ان لا ينخدعوا بالدعاية والإعلان عن هذا الجهاز او ذاك، لأنني قرأت بعض الدعايات المبالغ فيها والتي اعتقد انه ينقصها الأمانة العلمية ويغلب عليها النظرة المادية وللأسف. وتوجيهي لهم هو ان يستشيروا من يثقون بعلمه الطبي قبل الاقبال على هذا العلاج او ذاك لأن بعض المضاعفات التي رأيتها لا يمكن تصحيحها وليتذكروا انه ليس كل بقعة بنية في الوجه يمكن علاجها بالليزر وإنما الليزر هو جهاز مصمم على أصول علمية وله حدود إذا تعداها الطبيب فإنها قد تأتي بنتائج عكسية.