كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الليزر واستخداماته في العديد من الاختصاصات الطبية، ولكن لا تزال هناك العديد من التساؤلات المطروحة من قبل المرضى عن إمكانية استخدامه وآثاره الجانبية غير المرغوب فيها وعن أخطاره، وفي البدء نعطي لمحة عن الليزر. ما هو الليزر؟ يستخدم الليزر اليوم في معظم مجالات الطب كطب الأسنان، والجراحة العامة، والجراحة التجميلية، وفي طب العيون(الليزك)، وفي الأمراض الجلدية. ويختلف الأشخاص في ردود فعلهم تجاه الليزر، فالبعض يُسر لمجرد أن طبيبه يطرح عليه إمكانية العلاج بالليزر، والبعض الآخر يفزع ظنا منه أن استخدام الليزر سبب كاف لإحداث السرطان!!، وهذا يعود لعدم توفر المعرفة بما تعنيه كلمة الليزر، فالليزر عبارة عن جزء من الطيف الضوئي وهو طيف غير متأين.. أي لا يسبب التأثيرات الجانبية لأشعة إكس وهي الأشعة المستخدمة لإجراء صور الأشعة. والجدير بالذكر أن هناك العديد من أنواع الليزر التي تختلف عن بعضها باختلاف الوسط الفعال التي تمر عبره، وبالتالي تختلف طاقاتها وطول موجاتها ومواضع تأثيرها، فكل نوع من أنواع الليزر يمتص من قبل أنسجة معينة في الجسم، فيؤثر بها ويترك بقية أنسجة الجسم سليمة، وهذا أدى إلى جعل كل نوع من الليزر له استخدامات طبية مختلفة عن الأنواع الأخرى. بعض أنواع الليزر المستخدمة في طب الجلد 1- ليزر Alexandrite .. وهو يفيد في إزالة الشعر والتصبغات والأورام الوعائية. 2- ليزر الفراكشنال Fractional .. ويستخدم في علاج ندبات حب الشباب، وتقشير الجلد، وعلاج اتصبغات، وشد البشرة، وإزالة الشامات، وكذلك تشققات ما بعد الحمل والسمنة. استخدام الليزر في علاج الأمراض الجلدية يمتص الليزر في الجلد من قبل ثلاثة عناصر أساسية هي.. الهيميوجلوبين (الصباغ الدموي الموجود ضمن الأوعية الدموية)، والميلانين (الصباغ الذي يعطي للجلد لونه الطبيعي)، والماء (الموجود ضمن كل خلايا الجلد) ويستخدم ليزر الجلد في علاج الحالات الآتية: 1- أمراض الأوعية الدموية الجلدية السطحية.. ومنها: - الوحمات الوعائية: مثل الوحمة الشعلية التي توجد عادة منذ الولادة وتقع على مسار أحد الأعصاب السطحية على شكل بقعة زهرية اللون غير مرتفعة عن سطح الجلد، وعادة توجد على الوجه أو الوجه الخلفي للعنق، كذلك تعالج به الوحمة التوتية التي توجد أيضا منذ الولادة والتي تتضخم لأحجام كبيرة. - التوسعات الشعرية الدموية: التي غالبا ما تتموضع لدى النساء على الوجنتين وظهر الأنف لاسيما لدى الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة، وأحيانا على الأقسام العلوية للطرفين السفليين. - الأورام الدموية الوعائية: وهي عبارة عن تكاثر غير طبيعي للأوعية الدموية ولكنها لا تكون موجودة منذ الولادة. 2- الأمراض الناجمة عن تكاثر بعض الخلايا.. مثل: - التآليل الجلدية: وهي عبارة عن مرض سببه فيروسي، يأخذ أشكالا مختلفة ويصيب كافة الأعمار ومختلف أعضاء الجسم، ونلجأ إلى معالجته بالليزر عندما لا يستجيب للمعالجات الأخرى. - الأورام الجلدية: منها الورم القاعدي الخلايا، وعادة يظهر لدى المتقدمين في العمر الذين يتعرضون للشمس بشدة خلال حياتهم. - الندبات الجلدية: ومنها الندبات الضخمة الناتجة عن الجروح المزمنة، ومنها الجدرات وهي عبارة عن ندبات ضخمة تحدث لدى بعض الأشخاص الذين لديهم تأهب وراثي لذلك. 3- التصبغات الجلدية.. ومنها: - الوحمات المصطبغة: التي قد تكون موجودة منذ الولادة، وقد تمتد لمساحات واسعة، وتتوضع في مختلف نواحي الجسم، أو قد تتطور مع النمو. - زيادة التصبغ التالي للالتهاب: الذي قد يحدث عقب أي التهاب جلدي، ويعالج هذا اللون بالليزر في حال عدم استجابته للمعالجات الدوائية الأخرى. - الوشم: وهو من العادات السيئة المنتشرة في بعض البلدان. 4- تقشير الجلد بالليزر: نلجأ إليه لمعالجة آثار حب الشباب والندبات والتجاعيد، ويعتمد على تقشير الطبقة السطحية من الجلد، ويجرى هذا التقشير بالليزر بدون تخدير ومن الممكن استخدام التخدير الموضعي لبعض الأماكن وبعض المرضى. 5- إزالة الشعر بالليزر: وذلك من أي منطقة من الجسم، وتعتمد إزالة الشعر بالليزر على إصابة الخلايا الصبغية الموجودة في جذور الشعر، مما يؤدي إلى إضعافها، ومع تكرار المعالجة بالليزر قد يؤدي هذا إلى اختفاء الشعر، لكن ذلك قد يحتاج إلى عدة جلسات على نفس المنطقة المعالجة قد تصل إلى خمس جلسات، ويعتبر الأشخاص ذوو البشرة الفاتحة وذوو الشعر القاتم هم الأكثر استجابة لإزالة الشعر بالليزر. ويفضل أن يكون الفاصل بين الجلسة والأخرى من 4 إلى 6 أسابيع، ذلك أن الشعر الذي يستفيد من هذه المعالجة هو ذو الجذور السليمة، كما يمكن إجراء الليزر لجميع الأعمار بالإضافة إلى أنه آمن للحامل والمرضع. الاحتياطات الواجب اتباعها بعد الليزر - بعد المعالجة قد يميل لون الجلد إلى الاحمرار قليلا كما لو كان بعد حمام شمس خفيف. - سيتم إعطاء المريض كريم لتهدئة الجلد. - يجب تجنب تعريض المناطق المعالجة بالليزر للشمس، والحرص على استخدام واقي الشمس المناسب لنوع البشرة، ويكون معمل الوقاية (SPF) بدرجة 30 فما فوق. هل هناك أضرار لليزر؟ إن الليزر كغيره من الوسائل العلاجية له المحاسن وله الأضرار، وهذه الأضرار قد تكون ناتجة عن سوء استخدام الليزر، أو عن عدم اتباع التعليمات الموجهة من قبل الطبيب قبل وبعد المعالجة بالليزر من هذه الأضرار أو التأثيرات الجانبية ومنها: - الندبات.. والتي قد تكون ناتجة عن استعداد وراثي لدى بعض الأشخاص. - اضطراب التصبغ.. وهي إما زيادة لون الجلد المعالج وهذا يمكن معالجته بالكريمات الموضعية، أو نقص لون الجلد، وعادة ما يكون أكثر استمرارية وأصعب علاجاً خاصة لدى الذين أجروا تسميراً لبشرتهم بأجهزة خاصة أو بأشعة الشمس. وهكذا نرى أن استخدام الليزر في طب الجلد أعطى حلولا بسيطة لمشاكل كانت تعتبر معقدة فيما سبق، كما أن أضراره تعتبر ضئيلة إذا ما قورنت بالنتائج الباهرة التي تحققت باستخدامه. د. يسري الشعراوي د. سوسن عثمان وحدة الأمراض الجلدية والعلاج بالليزر