فرضت الحياة المعاصرة قضايا باتت جوهرية لمستقبلها بدعم من التقنية المعلوماتية وهيمنة محدثيها كما ساهم ذوبان وفشل الأنظمة المنافسة لها في الاعتقاد شبه الاجماعي بالقدرية المطلقة والتسيد المبرر. إحدى تلك القضايا التي أصبحت تهيمن على مجريات الأحداث الايدلوجية هي العولمة التي تغلغلت في الواقع الحياتي وباتت تفرض بفلسفية متشعبة في شتى المجالات والمفاهيم وبأدوات متعددة ومختلفة. وبغض النظر عن عجز بعض المفاهيم العلمية المتخصصة عن تحديد ما هو المقصود بها فإن ظهور آثار بعض جوانبها الجانب الاقتصادي بشكل فاعل شكل عاملا جاذبا لجوانبها الأخرى وضاغطا لكثير من الانماط الثقافية والقانونية والاجتماعية المختلفة في دول العالم التي تسعى بشكل أو بآخر للحفاظ على هويتها ا3لخاصة مما أحدث محاولات فهم المزيد من العولمة ومفرزاتها، وبين مؤيد ومعارض وايجاب وسلب يبقى اختلاف الموازين والقوى المؤثرة والنفوذ والآلية الدفاعية أبرز الأدوات التي ترسم خريطة النظم المستقبلية. الجزيرة حاورت مجموعة من الأساتذة الأكاديميين للوقوف على مظاهر العولمة وأبعادها وحتى آثار نتائجها المستقبلية المفترضة في محاولة لاحتواء الخطوط المتشعبة وكذلك لفهم سياسات الدول الوطنية تجاهها والمنظومات الدولية الداعمة والمعايير الاجتماعية الرافضة والمؤيدة للخروج برؤية ذات أبعاد فكرية دلالية. لذا فمخاطر العولمة على الناشئة وعلى الأسرة وعلى الذوق العام أخطر منها على السياسة أو على الاقتصاد والمؤسف ان التركيز في نقد العولمة يتجه نحو الآثار السياسية, ثم ان العولمة تكرس الهيمنة الغربية على مقدرات وعقول الشعوب ببراعة وبدون مقابل وهذا منحى خطير في منحنيات صدام الحضارات وهو ضمن التحديات التي على العرب والمسلمين ان يواجهوها بجرأة وانفتاح وثقة. المشكلة التي تواجهها الشعوب العربية والمسلمة هي ان الصدام مع العولمة لم يواجه بآليات قادرة على المواجهة، فالعولمة لا تواجه بالتشكيك والشجب والتحذير وإنما تواجه بالعلم والتعليم وبالبحث والدراسة وبالانفتاح والمصارحة، وبصراحة واقع العالم العربي لا يؤهله للمواجهة المأمونة وهو لن يترك يعيش مع قضاياه المحلية أيضا لذا من المهم استنفار الجامعات وتخصيص المنح والميزانيات لمراكز البحث العلمي,, وربما من المفيد الاستفادة من الأقليات العربية والمسلمة التي تملك رصيداً من الخبرة وقاعدة من المعلومات في مواجهة آليات العولمة ومواجهة خططها التي لا تنطلق من دولة معينة وإنما هي تهدف لسيطرة من نوع جديد كما أكد الدكتور عبدالله المعيقل بأن كل أنواع العولمة خطيرة ولكن على المستوى الرسمي يمكن القول ان العولمة الاقتصادية أخطر لكونها ستضع الدول النامية تحت سيطرة وتحكم الدول الكبرى أو الشركات والجهات الاقتصادية الكبرى والقوية التي بدأت في الاندماج استعدادا لهذه المهمة,, أما على المستوى الفردي فإن العولمة الثقافية خطيرة جداً من حيث تأثيرها الكبير على الأخلاق والسلوكيات والمعتقدات. كما يؤكد أيضا الدكتور الرماني في هذا الموضوع على ان أخطر أنواع العولمة تلك الجوانب العقائدية الإيمانية، فشهر رمضان مثلاً يجري تحويله عاماً بعد عام إلى مناسبة للترويج الكثيف والحاد لمختلف السلع وتسهم في ذلك بقوة مختلف وسائل الإعلام وعلى الأخص التلفزيون, وهكذا يتزايد اخضاع المشاعر الدينية للاستغلال كوسيلة من وسائل توسيع السوق بل وأحيانا لترويج أكثر السلع بعداً عن الدين بينما يجري المزج بين الدين والجنس في البرامج التلفزيونية على نحو لابد أن يبدو منفراً للغاية لشرائح واسعة من المجتمع, وحيث إن مروجي السلع قد تبينوا منذ وقت طويل ان صور ومشاعر الجنس يمكن ان تكون وسيلة فعالة في لفت الأنظار إلى سلعة وترويجها فقد بدأوا يستخدمونها أيضا في مناخ ثقافي أقل قبولاً بكثير لمبدأ الحرية الجنسية, كذلك قد تنتج العولمة نفسها للدول النامية فرصا لرفع مستوى الوعي بقضية البيئة وتزود هذه الدول بالوسائل الضرورية لحمايتها كل هذا صحيح ولكن أثر العولمة في حماية البيئة في الدول الفقيرة هو بلا شك أكثر تعقيداً من ذلك. مما سبق يمكن القول إذن انه ليس من المتصور ألا يكون للعولمة آثار بالغة القوة في التنمية إذ لا يمكن ألا يكون لتضاؤل المسافات بين الأمم مادياً وفكرياً آثار مهمة في أنماط الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ولكن العولمة لها منابعها ومصابها، لها أطرافها الإيجابية الفاعلة وأطرافها المتلقية السلبية ولا يمكن ان نتوقع ان تكون آثار العولمة في الأولى مثل آثارها في الثانية. وشهد العالم في السنوات الأخيرة تطورا مهما من حيث الاتجاه إلى مزيد من العولمة بالمعنى الذي أسفرت عنه جولة الأوروغواي في مفاوضات الجات من اتفاقيات دولية لتدشين مرحلة جديدة من مراحل تحرير التجارة الدولية في السلع والخدمات وتحرير انتقال رؤوس الأموال, ومن ثم فلابد أن يثير تدشين هذا العهد الجديد من العلاقات الاقتصادية الدولية مشاعر ومخاوف مماثلة كما أثارته جميع الخطوات المهمة السابقة نحو مزيد من العولمة, ومع توقيع الكثير من البلدان العربية على هذه الاتفاقيات الأخيرة لابد ان نتوقع آثاراً مهمة في الحياة الاقتصادية والمستقبل الاقتصادي لهذه البلدان وبالتالي في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في الوطن العربي. مظاهر العولمة الدكتور خليل الخليل قال: العولمة دخلت الحياة من أوسع أبوابها فهي في الاقتصاد وفي التعليم وفي السياسة وفي الإعلام وفي الحياة الاجتماعية وفي الصناعة بمعنى آخر العولمة استطاعت ان تفرض نفسها زمن السلم وزمن الحرب على الدول المتقدمة وعلى الدول المتخلفة وعلى الدول النامية على الشرق وعلى الغرب ومن المظاهر البارزة التالي: 1, الإعلام، فالإعلام المحلي لم يعد ذا قيمة كبيرة لأن وسائل الإعلام الدولية تسبقه وتفوقه. 2, شبكات الإنترنت التي أصبحت مساحاتها تفوق (200) مليون في العالم نتيجة لذلك أصبحت فكرة الحكومة الإلكترونية مطروحة بجدية ويمكن للإنسان في المستقبل القريب ان يتعامل مع حساباته البنكية ومعاملاته الاقتصادية وإدارة أوراقه ومستنداته مع الدوائر الحكومية من خلال الكمبيوتر وشبكات الإنترنت. 3, التعليم: هناك نظرة جدية لعولمة التعليم وذلك من خلال الجامعات المفتوحة التعليم عن بعد بحيث يستطيع الطالب ان يتلقى تعليمه عن بعد من خلال أجهزة العولمة المختلفة عن بعض الجامعات في العالم. 4, الاقتصاد، وذلك من خلال البنوك والمصانع العابرة للقارات والدول فلا حاجة لنقل البضائع لأن اتجاه العولمة يقتضي التصنيع في اماكن الاستهلاك برؤوس أموال دولية. العولمة هم الاقتصاديين الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ قال: العولمة الاقتصادية كما ذكرنا ظاهرة قديمة ولكنها في الآونة الأخيرة اتسع انتشارها وتزايد مستوى اختراقها للاقتصاديات المحلية ومن أهم مظاهر انتشارها ما يلي: 1, أصبحت صحة الاقتصاد العالمي مهمة لكل دولة، فانهيار الأسواق المالية في آسيا قبل حوالي سنتين كان له تأثير على اقتصاديات كثير من الدول وقرارات البنوك المركزية في واشنطن ولندن وباريس وبون لها تأثير ليس فقط على الدولة المتخذة للقرار ولكنه ينشر ليعم الدول الأخرى. 2, حوالي 3 تريليونات دولار تدور بين الأسواق العالمية بحثا عن المخاطر الأقل والأرباح العالية وانه حتى ما كانت سياسات دولة ما وقوة انظمتها البنكية وشفافيتها تحقق هذين الشرطين أقل الأخطار وأعلى الأرباح فإن عولمة الاستثمار ستؤدي إلى استثمارات أكبر فيها وهو ما يؤدي إلى نموها وارتفاع مستوى معيشة مواطنيها وازدهار اقتصادها. 3, ان كثيرا من الدول خففت من حواجزها الجمركية وغير الجمركية امام السلع والخدمات ورؤوس الأموال الأجنبية من خلال الجولات المختلفة لمفاوضات الاتفاقية العامة للتعرفة والتجارة الجات والآن تسعى وريثتها منظمة التجارة العالمية WTO لأن يكون العالم سوقاً واحدة بدون أي حواجز جمركية وغير جمركية في وجه انتقال السلع والخدمات ورؤوس الأموال بين الدول الأعضاء في هذه المنظمة. 4, ان مستوى التوظيف (العمالة) في قطاع الصناعة بالدول المتقدمة قد انخفض وارتفع في الدول الحديثة التصنيع (الناشئة) بينما ارتفع مستوى التوظيف (العمالة) في قطاع الخدمات في الدول المتقدمة، لأن هناك الكثير من الصناعات التي انتقلت من الدول المتقدمة إلى الدول حديثة التصنيع بحثا عن العمالة الأرخص تحقيقا لهامش ربحي أعلى وكفاءة إنتاجية أكبر مع انفتاح الأسواق للتجارة وانخفاض تكاليف النقل والاتصالات بينما تحولت الدول المتقدمة إلى التركيز على الخدمات. فكما أن مبدأ سيادة المستهلك أخذ في الانحسار تاركا مكانه لتعاظم أثر المنتجين في أنماط الاستهلاك وفي أذواق المستهلكين فإن سيادة الدولة الوطنية هي أيضا آخذة في الانحسار تاركة مكانها أكثر فأكثر لسيطرة منتجي السلع والخدمات, إذن لابد للمرء أن يتوقع ان تنحسر قدرة الدولة على التأثير في مستوى وانماط الاستهلاك بما في ذلك حتى استهلاك السلع والخدمات الضرورية. صدى ظاهرة العولمة الدكور الرماني قال: لا شك في ان لظاهرة العولمة آثاراً عديدة في أنماط الاستثمار وفي أنماط الاستهلاك وعلى النظم البيئية في الدول النامية ذلك لأن العولمة تؤدي من خلال نظرياتها وسياساتها ونماذجها واتفاقياتها ومؤسساتها إلى تغير مكونات سلة السلع المتاحة للاستهلاك، إنها بذلك تؤدي أيضا إلى تغيير أذواق المستهلكين,, وقد لعب التفاوت في الأذواق حيث ان أنماط استهلاك الفقراء تميل إلى التأثير بأنماط استهلاك الأعلى دخلاً, ويترتب على هذا أن العولمة بمقدار ما تسهم في زيادة التفاوت في الدخول تسهم أيضا في تغيير الأذواق وفي التأثير في العناصر المكونة للثقافة الوطنية وفي ظل العولمة تخضع الحياة الاقتصادية والسياسية أكثر فأكثر لتأثير قوى السوق وهذه بدورها تخضع لتأثير مصالح الشركات المحلية والدولية أكثر مما تخضع لأوامر الدولة, إن من الأمور التي كادت تصبح من المسلمات ان من بين أهم ملامح العولمة انحسار قوة الدولة وعلى الأخص في البلاد الأقل نمواً. الجات GATT والعولمة * ما دور اتفاقية الجات في العولمة؟ الدكتور الخليل قال: اتفاقية الجات جزء من العولمة على الصعيد الاقتصادي ويمكن مواجهتها لو أن هناك أسواقا عربية وإسلامية مشتركة ولابد من الاعتراف بان الدول العربية والإسلامية غير مستعدة في الوقت الحاضر لمواجهة العولمة فضلا عن مواكبتها لأنها دول استهلاكية لا دول منتجة,,نحن نجتر ما ينتجه الآخرون ولم نستثمر بعد ما لدينا من طاقات وقدرات بشرية واقتصادية. أما الدكتور المعيقل فيضيف على ذلك قائلاً: هذا الاتفاقية تتصف بالمطاطية وبها الكثير من الغموض والإيهام في لوائحها وانظمتها كما ذكر ذلك المختصون,, ويراد منها ان تقوم الدول النامية أو تلك التي بدأت في النهوض بفتح أبوابها للمؤسسات والشركات والدول الأكثر تقدماً,, والسيطرة ستكون بالتالي للطرف الأكبر والأقوى,, ويستمر ذلك سيطرة واستعدادا أكبر وسيكون من هناك احتكار أكبر على المدى البعيد لتلك الشركات والمؤسسات بل إنني أتوقع ان العقود القادمة ستحمل معها وضع سلطة أكبر للشركات والمؤسسات التجارية على حساب سلطات الحكومات,, ومما يزيد ذلك الغموض هو أن كثيراً من الدول التي استوفت الشروط والمعايير المطلوبة لم يتم قبولها حتى الآن بينما هناك العديد من الدول المضمومة للاتفاقية لم تستوف تلك المعايير. الصناعات الوطنية والعولمة الدكتور خليل قال: من المؤكد ان الصناعات الوطنية ستتأثر بالعولمة ولكن يمكن ان نستفيد أيضا من العولمة إذا كانت تملك الخيرات والقدرات والجودة التي تؤهلها للمنافسة. أما الدكتور رشدي البدري فقال: اما بخصوص الصناعات الوطنية واتفاقية الجات فإنني أظن اننا يجب ان نتحلى بنوع من الواقعية في تناول هذه القضايا ودعوني أتساءل عن السوق العربية المشتركة وتحرير التجارة العربية من القيود الجمركية ولو بالتدريج للوصول إلى نظام السوق أو التحرر الاقتصادي الكامل وهذه مهمة أجهزة اتخاذ القرار حيث تقوم بعمل خطوات للتدريج بحيث توضع المنتجات العربية على أرضية متكافئة وحتى اتفاقيات الجات تنتج فرصة للبلدان الأقل تطورا في الصناعة ان تفرض الحماية حتى تصل إلى حد القدرة على المنافسة. نتائج العولمة الدكتور الحمود قال: ما ينتج عن العولمة في الواقع وليد عن الموقف منها، فالمجتمعات التي تتعامل مع الفكر العولمي بوعي وموضوعية سوف تتجاوز كل ما يمكن ان يقال عن سلبيات العولمة، أما المجتمعات التي تتشنج امام الفكر العولمي وتصر على هوية ذاتية خاصة بصرف النظر عن طبيعتها وصلاحيتها للبقاء فهي أكثر المجتمع تجرعاً لسلبيات العولمة هذا يعني ان الأصل ان ينظر إلى ذلك الفكر العولمي القادم مما وافق خيراً تقبله المجتمعات وما وافق شراً تستبعده مع ضرورة ان تكون معايير الخير والشر واضحة جداً ومؤسسة على علم شرعي وفقه واقعي جديرين بالاحترام وذلك بالنسبة للمجتمعات الإسلامية. ويقول الدكتور الخليل : ألموقف من العولمة هو المواجهة الجادة التي تأخذ في الاعتبار المحافظة على الخصوصية الثقافية مع التعامل مع ثقافة ومنطلقات وإفرازات العولمة وهذا يستدعي جهوداً ثقافية وعلمية واقتصادية مشتركة بين أبناء الأمتين العربية والإسلامية أينما كانوا. لست قلقاً على الإسلام من العولمة لأن في علم الله جل جلاله ان العولمة قادمة ومع ذلك وعد الله المؤمنين بالنصر والتمكين، والمهم هو بذل الجهود ومواجهة التحديات من أجل الوصول إلى النتائج المرضية إزاء طوفان العولمة الذي لا يفرق بين شرقي وغربي وإسلامي وبوذي. اما الدكتور المعيقيل فقال: الموقف المفترض من العولمة فيه العديد من الجوانب وفيه الكثير من الصعوبة ويحتاج الكثير من الجهد والمال والقدرات العقلية والتكنولوجية ويمكن ان أرصد هنا عدة نقاط: 1, ينبغي ان يكون هناك فحص وتمحيص وتدقيق للعناصر التي تحويها العولمة من أفكار ومبادئ وأنظمة وغيرها بحيث يمكن الاستفادة مما يتناسب مع طبيعة المجتمع المسلم وخصوصية ورفض ما يتعارض معها أو مع مصالحها المختلفة. 2, التمحيص الثقافي والفكري لأفراد المجتمع فمهما قيل حول القدرة على الحد من انتشار هذه العناصر بوسائل تقنية كما هو الحال في بعض الفضائيات التلفزيونية والإنترنت فإن فائدة ذلك محدودة جداً والمهم ان يكون هناك تمحيص ذاتي يتضمن مايلي: أ, ترسيخ قيم ومبادئ المجتمع المسلم والعمل على زيادة اقتناع أفراد المجتمع بها وبفائدتها لهم. ب, بيان أضرار ومفاسد الكثير من العناصر الوافدة وأنها ستعمل على المدى الطويل في تحلل المجتمع وانسلاخه من عقيدته وإيمانه. 3, محاولة الإفادة من فتح المجال الموجود في العولمة من أجل نشر أفكارنا ومبادئنا وقيمنا,, وهذا يحتاج إلى تسخير الإمكانات الاقتصادية والبشرية والتقنية من أجل هذا الهدف,, أي التحول من الدفاع إلى الهجوم في مجال العولمة. دور التربية من العولمة الأستاذ الدكتور عيد الراضي قال: أي تربية تستطيع ان تحقق مقاومة العولمية بكل ما حشد لها من أساليب وتقنيات؟ هل هي التربية الغربية؟ إنها إحدى أدوات وأساليب العولمية وإنما أعني التربية المستمدة من الرصيد الثقافي لأمتنا ,, التربية الإسلامية فهي تربية تؤدي وظيفتين رئيسيتين: الأولى انها وقائية أي أنها إن طبقت تطبيقا صحيحاً مستندة على كتاب الله عز وجل والسنة النبوية في كل بيت وأسرة فتمثل حصانة ومناعة للهوية الإسلامية لشعوب المسلمين على مستوى العالم وبخاصة قلب الإسلام منطقتنا العربية. وأما الثانية فهي علاجية: بمعنى ان تصحح وتعالج ما حدث أو سيحدث من آثار هيمنة العولمية على الشعوب الإسلامية بصورة أو أخرى,. ومن الأهمية بمكان ان نرصد آثار العولمية في حياتنا اليومية الناتجة عن أدواتها الظاهرة والمختصة، فالظاهرة منها تلك الفضائيات والإعلانات وأساليب الحياة المستجدة علينا من مطاعم الوجبات السريعة وأنماط الحياة الأمريكية,, والمدارس الأجنبية والتبشير بالنصرانية الأوروبية أو الغربية وغير ذلك مما لا يخفى على القارئ. وأما المختفي منها فهو كثير,, ويحتاج إلى ذكاء وتمحيص في الكشف عنه. المعارضون * تهميش وتهديد للثقافة والهوية الخاصة. * أداة استعمارية جديدة واستنزاف للطاقات. * التأثير السلبي على الصناعات الوطنية الناشئة. * لها تأثير قوي على الجوانب العقائدية والاقتصادية. المؤيدون * الاستفادة من حضارات وتقنيات الدول. *أداة لتبادل الأفكار والمواد وتساهم في تقدم الدول الفقيرة. * رفع درجة المنافسة والنهوض بكفاءة وإنتاجية الصناعات الوطنية. *زيادة الوعي لدى الشعوب ورفع المستوى الثقافي.