أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون في وقت متأخر من مساء السبت ان إسرائيل رفضت السماح للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بالتوجه إلى بيت لحم للمشاركة في قداس منتصف الليل بمناسبة ذكرى ميلاد المسيح عليه السلام غير ان وزير الخارجية الإسرائيلي أقر بحق عرفات في القيام بهذه الرحلة وقال إنه لا يجب منعه من ذلك. وجاء في بيان لمكتب شارون ان الحكومة الأمنية بررت قرارها بكون عرفات لم يفعل شيئا من أجل تفكيك من تسميهم المنظمات الإرهابية والتصدي للاعتداءات الإرهابية ضد إسرائيل كما لم يوقف ويعاقب الإرهابيين بمن فيهم قتلة وزيرالسياحة رحبعام زئيفي». وكان الإسرائيليون قد طالبوا باعتقال أحمد سعدات الأمين العام للجبهةالشعبية لتحرير فلسطين التي تبنت عملية اغتيال زئيفي في تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وقد أكد عرفات أمس انه سيتوجه إلى بيت لحم «ولو مشيا» للمشاركة في المناسبة مشيرا إلى ان أحدا لن يستطيع منعه من القيام بذلك. وذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية مساء السبت ان عرفات طلب من إسرائيل السماح لمروحيتين أردنيتين بنقله مع معاونيه إلى بيت لحم. وأوضح المحيطون برئيس الوزراء الإسرائيلي ان منع عرفات المشاركة في قداس الميلاد لا يخرق حقوقه الدينية.وقال أحد أعضاء مكتب شارون «نحن لا نقيد الحقوق الدينية لعرفات، هو ليس مسيحيا، يجب ان يخصص وقته فقط لأشياء أكثر أهمية مثل البدء بالاعتقالات التي تعهد انه سيقوم بها».ومن ناحيته، اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي شيمون بيريز ان زيارة الرئيس ياسر عرفات إلى بيت لحم «يجب ان تحظى بالموافقة لأنها ذات طابع ديني». وأوضحت الإذاعة ان وزير الدفاع بنيامين بن اليعازر أعرب عن اعتراضه على قرار المنع. إلى ذلك ذكرت صحيفة إسرائيلية أمس الاحد أن وزير الخارجية الإسرائيلي شيمون بيريز طرح على الفلسطينيين خطة تنص على اعتراف إسرائيل بدولة فلسطينية مستقلة خلال شهرين من إبرام وقف لإطلاق النار، ونشرت صحيفة يديعوت أحرونوت تفاصيل الخطة التي قالت إن بيريز عرضها على رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع خلال مفاوضات مطولة بين الرجلين. وأفاد التقرير بأن بيريز صاغ هذه المقترحات بعلم رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون، لكن راديو إسرائيل نسب إلى شارون قوله أمس الاحد «إنها خطة خطرة»، ورفض بيريز تأكيد أو نفي ما نشرته الصحيفة. وأشارت يديعوت إلى أن الخطة تنص مبدئيا على وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع، يعقبه انسحاب القوات الإسرائيلية إلى المواقع التي كانت تتمركز فيها قبل اندلاع الانتفاضة الفلسطينية قبل 15 شهرا، ويتعين على السلطة الفلسطينية خلال تلك الفترة اتخاذ إجراءات صارمة ضد المتطرفين مقابل رفع إسرائيل الحصار عن المناطق الفلسطينية وتجميد بناء المستوطنات ووقف عمليات القتل المستهدف للفلسطينيين. وأضاف التقرير أن إسرائيل ستتعهد بعد ذلك بالاعتراف بدولة فلسطينية في المناطق المتمتعة بحكم ذاتي أو حكم شبه ذاتي، ما يسمى بمناطق (أ) و (ب)، في الضفة الغربية وقطاع غزة.وتقول الخطة إنه يتعين على دولة «فلسطين» الجديدة التعهد بالاعتراف بدولة إسرائيل على أساس قراري الأممالمتحدة 242 و338. وذكرت الصحيفة أن الجانبين سيبدآن خلال 12 شهرا من تنفيذ ذلك مفاوضات حول تسوية سلمية دائمة وواسعة النطاق، على ألا تستغرق هذه المفاوضات أكثر من عامين. إلى ذلك أعرب وزير إسرائيلي من اليمين المتطرف أول أمس عن تأييده تهجير الفلسطينيين الذين يعيشون داخل أرضهم المحتلة عام 1948 ويؤيدون العمليات الفلسطينية ضد الكيان الإسرائيلي. و سئل وزير البنى التحتية افيغدور ليبرمان خلال برنامج تلفزيوني عما إذا كان يفكر في تهجير العرب الذين يؤيدون الناشطين الفلسطينيين، فأجاب «نعم، هذا خيار» وركز خصوصا على العرب في مدينة أم الفحم في شمال فلسطينالمحتلة عام 48. وهذه أول دعوة من وزير إسرائيلي تتعلق بالمواطنين العرب في فلسطين 48 الذين يبلغ عددهم مليون شخص أي 8. 18% من سكان إسرائيل البالغ عددهم 4. 6 ملايين نسمة. وعندما سئل عن المكان الذي يقترح تهجيرهم إليه، أجاب «إلى المكان الذي يتخذ قرار في شأنه». وعرب 48 هم فلسطينيون لم يغادروا أراضيهم لدى اغتصاب بلادهم وزرع الكيان الإسرائيلي في 1948، وهم يتعرضون للتمييز وخصوصا في المجال الاجتماعي الاقتصادي الذي اعترفت به المحكمة العليا في إسرائيل. وفي مطلع تشرين الأول/اكتوبر 2000، قتل ستة عشر من عرب 48 برصاص رجال شرطة إسرائيليين خلال تظاهرات كثيفة وعنيفة تضامنا مع الانتفاضة، وفي التاسع من ايلول/سبتمبر الماضي، وللمرة الأولى، نفذ احدهم هجوما استشهاديا في في نهاريا (شمال فلسطين 48) أسفر عن مقتل ثلاثة وإصابة 36 بجروح.