لا يُذكر التعليم في المملكة العربية السعودية إلا واقترن به اسم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله الذي استحق لقب «راعي النهضة التعليمية» التي شملت أرجاء مملكتنا الناهضة، ووفرت فرص التعليم والتحصيل العلمي للجنسين مواطنين ومواطنات. ان النجاح الكمي والنوعي في التوسع التعليمي يرجع بعد فضل الله سبحانه وتعالى الى الاستراتيجية التي وضعها خادم الحرمين الشريفين للسياسة التعليمية منذ ان ولاه والده الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود رحمه الله مسؤولية التعليم في الدولة الوليدة، وعينه وزيرا للمعارف، فكان أول وزير يتولى هذه الوزارة عام 1373ه. وكانت البداية صعبة وشاقة لندرة الامكانات وقلة الوسائل التي تساعد على مباشرة تلك المسؤولية الدقيقة لو لا ان الاختيار صادف أهله إذ تصدى الأمير فهد آنذاك لمسؤولية نشر التعليم في ظروف تحتاج ممن يعمل فيها الى صلابة الارادة، ومضاء العزيمة، وتوهج الفكر وحسن توظيف التعليم وذلك لقلة الامكانات والوسائل وقلة العاملين كان له الأثر الكبير على نهوض التعليم بمستوياته المختلفة. وتدرج التوسع في المدارس من بضع عشرات الى عشرات الآلاف، وأخذ عدد التلاميذ والتلميذات يزداد مع كل عام دراسي جديد من بضع آلاف الى عدة ملايين اليوم. ومن بداية هذه المسيرة التعليمية المباركة حرص خادم الحرمين الشريفين كوزير للمعارف ثم كملك على ان يواكب تعليم البنات تعليم البنين مما عبر عن وعي مبكر بأهمية، بل وكمية الدور الوطني والانساني، العملي والتربوي للمرأة السعودية في ملحمة التنمية والبناء والتطويرالحضاري، فكان التوسع في تعليم البنات من مرحلة الروضة مرورا بالمرحلة التمهيدية، فالابتدائية فالمتوسطة فالثانوية ووصولا الى التعليم العالي «الجامعي وما فوق الجامعي». وخلال العقدين الماضيين على مبايعته ملكا وقائدا للمسيرة على طريق التقدم والازدهار الحضاري، استقبل المجتمع ومرافق الدولة عشرات الألوف من المتعلمات السعوديات اللاتي احتللن مواقعهن في الأعمال المتعددة والمجالات والمسؤوليات بكفاءة واقتدار، مما أثبت أحقية المرأة السعودية بمكانتها الاجتماعية كشريكة في ملحمة التطور والبناء الحضاري فهي اليوم معلمة تنهض بعملية التدريس من مرحلة الأساس وحتى المرحلة الجامعية، كما انها تعمل موظفة وممرضة وطبيبة وفنية تتعامل بنجاح مع أكبر المعطيات التعليمية التي تدخل في عملها بكفاءة ونجاح مما يتيح للمرأة السعودية أرحب الآفاق لتولي أعلى درجات المسؤولية في ملحمة التنمية والبناء وتأهيل أجيال المستقبل كأم وكمعلمة ليتولوا ويتولين قيادة العمل الوطني. سائلين الله سبحانه وتعالى ان يمد في عمره وان يديم عزه ونصره ويشد عضده بولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني والأسرة الكريمة وان يديمهم عزاً للاسلام والمسلمين.