الأخ د. خالد مشكلتي تتمثل في معاناتي من إحدى زميلاتي في الكلية حيث لاحظت منها نظرات حقد وغيرة ولا تتعاون معي ولا حتى ترد علي إلا بعد تكرار الكلام.. سؤالي: كيف أتعامل مع تلك المعادن من الناس؟! هل أحاول كسبها فتعتبره ضعفا مني ؟ واني أريد كسب رضاها! أو هل أتجاهلها وكأن شيئا لم يحدث؟ أو أفعل مثل ما تفعل؟ فبعض الناس عندما نفعل مثل ما يفعلون بنا يتوقفون عند حدهم.. أرجوك يا دكتور خالد أعطني الحل الذي يوقفها عند حدها؟ ولك سائلتي الفاضلة الرد: قال حكيم ذات يوم: لاتجعل كل معاركك حياة أو موت وإلا ستموت كثيرا!! وبدا لي ومن رسالتك الملتهبة أن الأمر لديك قد شغل حيزا كبيرا من تفكيرك وأحرق الكثير من أعصابك واستهلك جزءا عظيما من وقتك.. أيتها الفاضلة إن من أخطاء التفكير التي نمارسها باحترافية عالية هي: الخلط بين الرأي والحقيقة وكل ما تحدثت به لايتجاوز التنبؤات والتصورات والتوقعات، أما الحقائق فقد افتقرت لها رؤيتك! فربما كانت تلك الزميلة من ذوات النمط البارد، وأنت عكسها تريدين الأمور تنجز بسرعة، أما بالنسبة للنظرات فلا أظنها دليلا عدلا على سوء مقصدها أو سواد قلبها، والسؤال الأبرز هنا ما دام لا ثمة علاقة بينكما فلماذا تنال منك وتسيء إليك وتحاول إهانتك؟! وعموما، ما أراه أن تكفي عن نسج السلبية ووضع النهايات المأسوية والأمر لا يستدعي أن تبحثي عن أسلحة توقفها عند حدها، ولا يكن حجم انفعالاتك أكبر من حجم الموقف! فالنضج الانفعالي يتطلب الهدوء والاتزان، والأمر أبسط مما تتخيلين؛ فهي مجرد زميلة لا أكثر، ولم تفرض عليك في حياتك ولست مضطرة للتعامل معها إلا في حدود السلام ورده لا أكثر؛ فالأمر ليس فيه لغة إجبار، والمصيبة إن كان هذا الثقيل مفروضا علينا ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدواً له ما من صداقته بد! فإن تأكد لك غرورها أو احتقارها لك وأنت ستقابلين المئات بل الآلاف ولست مضطرة لمحاسبة كل من تقابليه إذا لم يعاملك بمثل ما تمنيت! فكل له ظروفه وخبراته وأسلوبه في الحياة، ولا تكوني شخصية ملحاحة؛ فالناس يأنفون من الذين يطاردهم ويضرب عليهم حصارا عاطفيا.. اتزني في إقبالك وإدبارك. رعاك الله ووفقك. شعاع: إذا كان ثمة ألماس في الصدر فإنها ستشع على الوجه.